هآرتس: الشرطة لم تعثر على ضحايا اعتداءات جنسية في عملية طوفان الأقصى
الاحتلال عاجز عن إثبات روايته
كشف تقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي تواجه صعوبات في تحديد مواقع ضحايا الاعتداء الجنسي، أو الشهود على مثل هذه الأفعال التي زُعم أنها وقعت خلال عملية «طوفان الأقصى» التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، في 7 أكتوبر، رداً على اعتداءاته على الفلسطينيين.
وأفاد التقرير، بأن الشرطة الإسرائيلية تعذّر عليها كذلك أن تربط الأدلة المزعوم وجودها بالضحايا الموصوفين فيها، إذ قالت آدي إدري، المحققة المسؤولة عن التحقيق في الجرائم الجنسية التي زُعم وقوعها خلال عملية طوفان الأقصى، إن الشرطة لديها «براهين ظرفية» على وجود ضحايا ما زالوا على قيد الحياة، لكن لم يتوصلوا لها بعد.
والبراهين أو الأدلة الظرفية هي أدلة لا تثبت وقوع الجريمة على نحو مباشر، وإنما تعتمد في استدلالها على الربط بحقيقة أخرى استدلالاً قد يفضي إلى إثبات الجريمة، مثل الإثبات بأن سلاحاً ما قد أُطلقت النار منه، ولكن ذلك لا يثبت أن صاحب السلاح هو من أطلق النار.
وعادة ما يُستعان بهذا النوع من الأدلة في القضايا التي تفتقر إلى أدلة مباشرة.
وتناشد الشرطة الآن الإسرائيلين تقديم أي دليل قد يكون لديهم على العنف الجنسي الذي زعم الاحتلال أن مقاتلي المقاومة الفلسطينية مارسوه.
فيما قالت الصحيفة إنه «حتى في الحالات القليلة التي جمعت فيها الشرطة شهادات حول الجرائم الجنسية المرتكبة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، فقد فشلت في ربط الأفعال بالضحايا الذين تضرروا منها».
ويأتي إعلان الشرطة بعد أسبوع من نشر صحيفة The New York Times الأمريكية تقريراً استقصائياً مطولاً يتناول بالتفصيل نمطاً من الاعتداءات الجنسية التي زُعم أن المقاتلين الفلسطينيين ارتكبوها في عملية السابع من أكتوبر.
ويتمحور تقرير الصحيفة الأمريكية بالأساس حول قضية امرأة تدعى غال عبدوش، والتي عرفتها الصحيفة على أنها «امرأة ذات رداء أسود»، وقالت إنها هي الشخصية التي ظهرت في مقطع فيديو يظهر دليلاً على تعرُّض امرأة إسرائيلية للاغتصاب.
ومع ذلك، أورد موقع Mondweiss بعد نشر التقرير أن أفراد عائلة عبدوش نقضوا هذه المزاعم، وقالوا إنهم لا يعرفون بعد ما إذا كانت غال قد تعرضت للاغتصاب أم لا.
بل إن بعض أفراد الأسرة أنكروا تماماً مزاعم تعرضها للاغتصاب، وقالوا إن المراسلين الذين نشروا هذا التقرير تلاعبوا بهم.
في غضون ذلك، قالت شرطة الاحتلال الإسرائيلية لصحيفة هآرتس إنها جمعت حتى الآن عدداً قليلاً من روايات شهود العيان عن جرائم جنسية مزعومة، وشهادات كثيرة من أفراد عسكريين، ومتطوعين في خدمة البحث والإنقاذ الإسرائيلية “زاكا”، ومتطوعين آخرين في فرق الاستجابة للطوارئ.
وفجر السابع من أكتوبر الماضي، أطلقت حركة «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية «طوفان الأقصى»، رداً على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.
ورداً على ذلك، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الخميس «22 ألفاً و438 شهيداً و57 ألفاً و614 مصاباً معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة»، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.