يرسل الهلال الأحمر التركي أكبر شحنة مساعدات له حتى الآن إلى غزة عبر مصر؛ حيث أبحرت سفينة تحمل نحو 3000 طن من المواد الغذائية والأدوية والمعدات إلى ميناء العريش المصري، الخميس 7 مارس 2024.
وكتب سفير تركيا في القاهرة، صالح موتلو شن، على منصة إكس: «من شأن هذه المساعدات، التي سيتم تسليمها إلى غزة بدعم وتعاون مع الهلال الأحمر المصري، أن تبقي على آمال الشعب الفلسطيني حية قبيل شهر رمضان».
إلى ذلك، قالت رئيسة الهلال الأحمر التركي، فاطمة ميريك يلماز، لقناة «سي.إن.إن ترك» إن السفينة ستقوم برحلتين إلى مصر لتوصيل المساعدات، التي تم جمع معظمها عبر تبرعات.
يلماز أوضحت أنه سيتم بعد ذلك نقلها في نحو 200 شاحنة إلى مدينة رفح الحدودية في غزة، حيث لجأ أكثر من مليون نازح. وتشمل المساعدات الدقيق (الطحين) ومنتجات خاصة بالنظافة ووجبات جاهزة وسيارات إسعاف ومطابخ متنقلة.
كما أضافت: «لدينا ما يكفي من المساعدات التي تم جمعها تقريبا لملء السفينة الثانية أيضاً. بمجرد عودة السفينة إلى هنا، سنشحنها مرة أخرى ثم ستبحر السفينة مرة أخرى في يوم 26 مارس تقريباً، قرب منتصف شهر رمضان».
وأرسلت تركيا بالفعل آلاف الأطنان من المساعدات إلى مصر لتوصيلها إلى غزة.
ودعت تركيا، التي انتقدت إسرائيل بشدة بسبب هجومها العسكري على غزة ودعمت إجراءات محاكمتها بتهمة الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، مراراً إلى وقف إطلاق النار، وحذرت من العواقب ما لم يتحقق الهدوء بحلول شهر رمضان والذي من المتوقع أن يبدأ أوائل الأسبوع المقبل.
وعلى عكس حلفائها الغربيين لا تعتبر تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تدير قطاع غزة منظمة إرهابية، بل
منظمة تحريرية تقوم بالكفاح من أجل الدفاع عن شعبها وأرضها.
وفي غزة، يعتبر الوضع الإنساني أسوأ في شمال القطاع البعيد عن متناول وكالات الإغاثة أو كاميرات وسائل الإعلام.
وانقطعت إمدادات الغذاء عن مساحات شاسعة من القطاع مع تضاؤل المساعدات المحدودة بالفعل لبقية قطاع غزة إلى مستوى هزيل خلال الشهر الماضي.
فيما تسعى إسرائيل لإظهار نفسها أمام المحافل الدولية كحريص على إدخال المساعدات والتخفيف من الأزمة الإنسانية بغزة، رغم أنها المتسبب فيها والمعرقل لأي محاولة لحلحلتها.
ومنذ 7 أكتوبر تشنّ إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات آلاف الضحايا، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً بالبنية التحتية وكارثة إنسانية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب «إبادة جماعية».