«وول ستريت جورنال»: إسرائيل تهدم منازل الفلسطينيين لإنشاء منطقة عازلة
على طول حدود قطاع غزة
قالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، في تقرير نشرته يوم أمس السبت، إن القوات الإسرائيلية تدمّر منازل الفلسطينيين ومدارسهم، وتُجرّف أراضيهم الزراعية في المناطق الحدودية من قطاع غزة، بهدف «إنشاء منطقة عازلة على طول حدود القطاع مع إسرائيل».
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن «منطقة الحظر» التي سيُمنع الفلسطينيون من دخولها، هي «أداة أمنية مهمة» في إطار خطتهم لنزع سلاح قطاع غزة، وطمأنة الإسرائيليين الذين جرى إجلاؤهم من مناطق حدودية مع قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، أنهم «يستطيعون العودة بأمان إلى المدن والتجمعات القريبة من الحدود».
وأوضحت الصحيفة أن الخطة تتضمن منطقة محظورة يزيد عرضها على نصف ميل بطول الحدود مع القطاع، بحيث «تتمكن القوات الإسرائيلية من أن ترى وتوقف أي شخص يقترب من الحدود».
وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي رفض التعليق على خطة المنطقة العازلة على الحدود مع قطاع غزة.
ووفقا لما ذكره أستاذ الجغرافيا بالجامعة العبرية إيدي بن نون للصحيفة، فإن الخطة الإسرائيلية ستؤدي إلى تقليص مساحة القطاع الذي يبلغ طوله 25 ميلاً (40.2 كيلومتراً) بنسبة 16%.
وحسب تقديرات بن نون، فإن إسرائيل دمرت 40% من 2800 مبنى بالمنطقة التي ترغب في تحويلها إلى منطقة محظورة.
وأثرت الخطة على حياة آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين دُمرت منازلهم ومساكنهم ومساجدهم ضمن الخطة الإسرائيلية.
وذكرت «وول ستريت جورنال» أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعارض الخطة، وحذرت من أي اقتراح يهدد أراضي قطاع غزة الذي تبلغ مساحته الإجمالية 365 كيلومترا مربعا، ويصل عرض بعض مناطقه إلى نحو 5 كيلومترات فقط.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب في قطاع غزة أجبرت 85% من السكان -البالغ تعدادهم نحو 2.3 مليون نسمة- على النزوح من منازلهم، ودمرت نحو نصف منازل القطاع على الأقل.
وتابعت الصحيفة أن إسرائيل تقوم بإنشاء طريق يبلغ طوله 6.4 كيلومترات بعرض قطاع غزة، وهو ما يعني عمليا تقسيم القطاع إلى نصفين.
وحسب إيدي بن نون، فقد دمرت إسرائيل 150 مبنى في القطاع لإنشاء هذا الطريق الذي يبلغ عرضه نحو 320 متراً.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الطريق سيُستخدَم لتنفيذ عمليات الجيش الإسرائيلي في القطاع التي قد تستمر لأشهر أو سنوات، وفقا لمسؤولين إسرائيليين قالوا إن إسرائيل لا تنوي احتلال القطاع بشكل دائم، ولكن لضمان ما يصفونه بالسيطرة الأمنية.
وتشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، أسفرت عن أكثر من 31500 شهيد معظمهم أطفال ونساء، ونحو 73600 مصاب، ودمار هائل في البنية التحتية للقطاع.