الذكاء الاصطناعي يقدم نفسه كأكثر دقة في تحسين استطلاعات انتخابات أمة 2024
تقنيات التحليل والتعلم الآلي للبيانات اصبحت أكثر دقة وسرعة خلافاً للاستطلاعات التقليدية
(كونا) – بعدما أضحت مواقع التواصل الاجتماعي تقدم تصورا جديدا لقياس الرأي العام وتؤدي دورا مكملا لاستطلاعات الرأي التقليدية برز الذكاء الاصطناعي كلاعب جديد قادر على تحسين دقة الاستطلاعات في العمليات الانتخابية مع مراعاة الجوانب الأخلاقية والقانونية في استخدامه.
وهناك من يرى أن استطلاعات الرأي التقليدية فقدت خلال السنوات الأخيرة أهميتها وأصبح الناس يعبرون عن آرائهم بواسطة تقنيات الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي مما يتيح استخدام طرق جديدة لمعرفة الرأي العام تجاه العديد من القضايا المهمة.
لكن في الكويت شهد الذكاء الاصطناعي تطورا ملحوظا في مجالات عدة منها الصحة والتعليم والإعلام وكذلك فيما يتعلق بالحكومة الذكية ليصبح مع اقتراب موعد انتخابات (أمة 2024) محورا أساسيا بالحملات الانتخابية لدى بعض المرشحين لا يعتمد على طرح الأسئلة على مجموعة صغيرة من الأشخاص لاستخلاص النتائج.
واستخدم هؤلاء المرشحون تلك التقنية أداة في تحليل البيانات وتحسين دقة استطلاعات الرأي العام للوصول إلى فهم أفضل لاهتمامات الناخبين وتوجيه الحملات الانتخابية وفق استراتيجية واضحة.
ويمكن للمرشحين باستخدام الذكاء الاصطناعي تحسين استراتيجياتهم وزيادة فعالية جهودهم في الحملات الانتخابية للحصول على التأييد الشعبي وتحقيق النجاح في الانتخابات مع مراعاة استخدام هذه التقنيات بشكل مسؤول وفي إطار القوانين والأخلاقيات الانتخابية.
وفي الذكاء الاصطناعي يتم استخدام تقنيات التحليل الآلي والتعلم الآلي لتحليل البيانات بطرق أكثر دقة وسرعة خلافا للاستطلاعات التقليدية التي يتم فيها جمع البيانات من الأفراد بشكل مباشر عن طريق استخدام الاستبيانات أو المقابلات.
وكذلك بإمكان الذكاء الاصطناعي من ناحية الدقة والتنبؤ تحليل البيانات بشكل مباشر وسريع وأكثر دقة وتحديد الاتجاهات غير الواضحة بشكل أفضل من الاستطلاعات التقليدية إلى جانب تقديم التوقعات.
كما تعد الاستطلاعات التقليدية مكلفة وتستغرق وقتا طويلا للتنظيم وتحليل البيانات فيما يعد استخدام الذكاء الاصطناعي أكثر كفاءة من حيث الزمن والتكلفة بفضل قدرته على معالجة البيانات بسرعة وفعالية والتكيف مع التغيرات السريعة.
ويمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي دور مهم في العملية الانتخابية من ناحية تحليل البيانات الانتخابية مثل الاستطلاعات والنتائج السابقة والسلوك الانتخابي وتوجيه الحملات الانتخابية من خلال استهداف الناخبين بشكل أكثر دقة وتقديم رسائل مخصصة تناسب اهتماماتهم ومخاوفهم وكذلك توقع نتائج الانتخابات بدقة أكبر.
وبين مؤيد ومعارض ينقسم السياسيون في الكويت حول دور تلك التقنية إذ يرى الطرف الأول انه يسهل من عملية تحليل البيانات فيما يخشى الطرف الآخر من التزييف والفبركة الاعلامية.
ويرى الطرف الأول أنه يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الكبيرة المتعلقة بسلوك الناخبين والاتجاهات السياسية مما يمكن المرشحين من فهم أفضل لاحتياجات الناخبين وتوجيه جهودهم بشكل أكثر استراتيجية.
كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل المواقع الاجتماعية واكتشاف النماذج والاتجاهات والتفاعلات بين الناخبين مما يساعد على توجيه الحملات الانتخابية وتحديد المناطق ذات الأهمية الكبيرة.
مع ذلك تتعالى الاصوات المحذرة من تبعات هذه التقنية واستخدامها في الحملات الانتخابية بالكويت إذ يرى هذا الطرف أن الذكاء الاصطناعي قد ينتهك الخصوصية ويجب وضع آليات لحماية خصوصية البيانات وضمان استخدامها بشكل أخلاقي وفق إطار قانوني.
كما تواجه تطبيقات الذكاء الاصطناعي مقاومة من بعض الأشخاص المتمسكين بالأنظمة التقليدية للحملات الانتخابية التي تسهم “في تحقيق بيئة انتخابية أكثر نزاهة وشفافية” لاسيما مع انتشار الأخبار الكاذبة والتضليل على منصات التواصل الاجتماعي.
واستند المعارضون إلى تجربة الولايات المتحدة بعدما حذرت دوائر رسمية أمريكية من مغبة توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في خداع الأمريكيين خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل.
وذكر تقرير صادر عن مركز مكافحة الكراهية الرقمية (سي سي دي اتش) أن أنصار المرشح الرئاسي دونالد ترامب استخدموا تقنية الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور مضللة تزامنا مع الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
وقال باحثو المركز ان كبرى منصات الذكاء الاصطناعي تحظر إنشاء صور مضللة للسياسيين إلا أن أنصار ترامب نجحوا في إنتاج صور خادعة متعلقة بالانتخابات بنسبة 41 في المئة من الحالات.
وفي المقابل كشفت شركة (أوبن إيه آي) لأبحاث الذكاء الاصطناعي عن خططها لمنع إساءة استخدام تلك التقنية والتي تتضمن استخدام حواجز حماية على بعض الأدوات لمنع إنشاء صور لأشخاص حقيقيين بالإضافة إلى حظر استخدام أدوات “ذكية” في الحملات السياسية.
كما وقع تحالف مكون من 20 شركة تكنولوجيا اتفاقا للمساعدة على منع التزييف العميق بالذكاء الاصطناعي في الانتخابات.
ولمحاربة خطر الذكاء الاصطناعي على الانتخابات الامريكية قدمت النائب الديمقراطي عن نيويورك إيفيت كلارك تشريعا في مجلس النواب يلزم المرشحين بتسمية إعلانات الحملة التي تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي.