دراسة: ارتداد سرطان الثدي يرتبط بالحرمان الاجتماعي والاقتصادي
معرّضون لخطر إصابة عضو آخر بالسرطان بنسبة 27%
كشف بحث جديد أن خطر ارتداد سرطان الثدي، وإصابة عضو آخر بالمرض، أعلى لدى الأشخاص الذين يعيشون في مناطق تعاني من الحرمان الاجتماعي والاقتصادي، وذلك في نتائج تنشر للمرة الأولى.
وفق البحث المنشور في دورية «لانسيت»؛ يتعرض الناجون من سرطان الثدي، بعد الشفاء، لخطر إصابة جديدة بالسرطان، ولكن حتى الآن لم يكن الخطر الدقيق واضحاً.
وأشارت الأبحاث المنشورة سابقاً إلى أن النساء والرجال الذين نجوا من سرطان الثدي معرضون لخطر إصابة عضو آخر بسرطان- غير الثدي المصاب- بنسبة 24% و27%، مقارنة بالسكان الأوسع على التوالي.
وكانت هناك أيضاً اقتراحات بأن مخاطر إصابة عضو جديد بالسرطان تختلف حسب العمر، وذلك عند تشخيص سرطان الثدي، ولتقديم تقديرات أكثر دقة، قام فريق بقيادة باحثين في جامعة كامبريدج بتحليل بيانات أكثر من 580 ألف أنثى وأكثر من 3500 ذكر ناجين من سرطان الثدي بين عامي 1995 و2019، باستخدام مجموعة بيانات تسجيل السرطان البريطانية.
ووجد الباحثون زيادة كبيرة في مخاطر الإصابة بالسرطان في الثدي المقابل (غير المصاب)، وسرطان بطانة الرحم، والبروستاتا لدى الإناث والذكور، على التوالي.
كانت الإناث من الخلفيات الأكثر حرماناً اجتماعياً واقتصادياً أكثر عرضة بنسبة 35% لخطر إصابة جديدة بالسرطان؛ مقارنة بالإناث من الخلفيات الأقل حرماناً، كما كانت هذه الاختلافات مدفوعة في المقام الأول بمخاطر غير سرطان الثدي، وخاصة بالنسبة لسرطان الرئة، والكلى، والرأس، والرقبة، والمثانة، والمريء، والمعدة.
وقد يكون هذا بسبب أن التدخين، والسمنة، واستهلاك الكحول، وهي عوامل الخطر المؤكدة لهذه السرطانات، أكثر شيوعاً بين الفئات الأكثر حرماناً.
كانت الإناث اللاتي شُفين من سرطان الثدي أكثر عرضة لمضاعفة خطر الإصابة بسرطان الثدي المقابل مقارنة بعامة السكان، كما كان خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم أكبر بنسبة 87%، وخطر الإصابة بسرطان الدم النخاعي بنسبة 58%، وخطر الإصابة بسرطان المبيض بنسبة 25%.
وكان عمر التشخيص مهماً أيضاً، إذ كانت الإناث اللاتي تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي تحت سن 50 عاماً أكثر عرضة بنسبة 86% للإصابة بسرطان جديد، مقارنة بعامة السكان من نفس العمر، في حين كانت النساء اللاتي تم تشخيص إصابتهن بعد سن 50 عاماً أكثر عرضة للإصابة بسرطان جديد بنسبة 17%.
وتقول الدراسة إن أحد التفسيرات المحتملة هو أن عدداً أكبر من الناجيات الأصغر سناً من سرطان الثدي، ربما ورثن تغيرات جينية تزيد من خطر الإصابة بسرطانات متعددة؛ فعلى سبيل المثال، النساء اللاتي لديهن تغيرات وراثية في جينات BRCA1، وBRCA2 معرضات بشكل متزايد لخطر الإصابة بسرطان الثدي المقابل، وسرطان المبيض، والبنكرياس.