الكويت تدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء الوضع الكارثي في غزة

(كونا) – دعا مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير ناصر الهين اليوم الاثنين المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء الوضع الكارثي في قطاع غزة بسبب العدوان الاسرائيلي المستمر وما تعرض له القطاع العمالي هناك من دمار هائل.

جاء ذلك في تصريح أدلى به السفير الهين لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش المؤتمر السنوي ال 112 لمنظمة العمل الدولية الذي انطلقت أعماله في قصر الامم المتحدة بجنيف بمشاركة وفود من 187 دولة وتستمر حتى 14 يونيو الجاري.

وقال السفير الهين إن من أبرز المحاور التي توليها دولة الكويت أهمية خاصة قضية فلسطين إلى جانب تسليط الضوء على تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة والتهجير القسري لمليوني مواطن فلسطيني وإعاقة اسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية وزيادة نسبة البطالة في غزة بحيث بات حوالي 200 ألف شخص من دون عمل.

وشدد على ضرورة أن يبعث هذا المؤتمر برسالة قوية إلى اسرائيل للالتزام بالقوانين الدولية التي تنظم قوانين العمل على المستوى الدولي.
وقال إن دولة الكويت تؤكد المطالبة بحقوق عمال الأراضي الفلسطينية المحتلة وتفعيل التزامات الواردة في اتفاقية العمل الأساسية إلى جانب مطالبة مكتب العمل الدولي وآليات الإشراف بتقييم مدى التزام اسرائيل بهذه الاتفاقيات لاسيما الاتفاقية رقم 111 المتعلقة بالتمييز والاتفاقيتان 155 و187 بشأن السلامة والصحة المهنية والنساء والأطفال.

ووصف المندوب الدائم لدولة الكويت في جنيف ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأنه “أمر يندى له الجبين” داعيا إلى تحميل اسرائيل مسؤولية المجازر التي ترتكبها في غزة ودفع تعويضات لكل العمال الفلسطينيين الذين تم إلغاء تصاريح عملهم بصورة تعسفية فضلا عن الأضرار المادية والمعنوية وسوء المعاملة التي تعرضوا لها.

وأوضح أن التقرير الدوري للمدير العام لمنظمة العمل الدولية جيلبرت هونجبو دعا إلى تعزيز العمل الجماعي في الدول العربية للتصدي للتحديات المتزايدة في سوق العمل معربا عن قلقه من تجدد الصراع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتأثيره على العمال وأصحاب العمل الفلسطينيين بعد فقد الآلاف في غزة حياتهم أو أصيبوا بجراح كما نزح مئات الآلاف منهم وتشتتوا في مناطق مختلفة.

وقال “لقد أصبح ملايين الفلسطينيين يواجهون الآن الجوع والفقر والمرض فضلا عن الآثار غير المباشرة على اقتصادات البلدان المجاورة”.

وعن مشاركة الكويت بالمؤتمر قال مندوب الكويت الدائم في جنيف إن دولة الكويت ستشارك بشكل فاعل في جميع جلسات المؤتمر مؤكدا أن أولويات الكويت تكمن في إيجاد التوزان المنشود بالمنظمة الدولية للعمل والدفع بتعزيز التعاون مع كل جهات العمل سواء كانوا عمالا أو تجارا أو أرباب عمل أو حكومات لتحقيق النمو والتطور.

ولفت إلى أهمية خطة الكويت الانمائية 2035 موضحا أنها تتطلب الالتزام بالمقاييس وتطويرها لتحقيق ما نصبو إليه في هذه الخطة.

ويكتسب المؤتمر السنوي ال112 لمنظمة العمل الدولية أهمية خاصة بالنظر إلى جدول أعماله الحافل بالموضوعات المهمة فضلا عن توقيته الذي يتزامن مع الحرب المستمرة على غزة وسيناقش على مدى 11 يوما عددا من القضايا الموسعة المعنية بالعمال بما في ذلك مناقشة وضع المعايير بشأن الحماية ضد المخاطر البيولوجية ومناقشة الهدف الاستراتيجي المتمثل في المبادئ والحقوق الأساسية في العمل إضافة إلى مناقشة عامة حول العمل اللائق واقتصاد الرعاية.