البيت الأبيض ينفي خضوع بايدن للعلاج من «الشلل الرعاش»
الرئيس مُصر على مواصلة سباق الانتخابات رغم الدعوات المطالبة بانسحابه
• بايدن يخضع لفحص طبي مرتين في الأسبوع.. وفحصه طبيب اليوم الاثنين
نفت المتحدثة باسم الرئيس الأميركي جو بايدن تقارير تشير إلى أنه يتلقى علاجًا من مرض باركنسون، مؤكدة أن خبيرًا في هذه الحالات زار البيت الأبيض 8 مرات.
وفي محاولة لطمأنة الشارع الأمريكي وتبديد المخاوف من لياقة المرشح الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة المقرر في نوفمبرالقادم، نفى البيت الأبيض اليوم (الإثنين) أن يكون الرئيس الأمريكي جو بايدن يعالج من مرض الشلل الرعاش.
وأكد البيت الأبيض أن بايدن يخضع لفحص طبي مرتين في الأسبوع، وقد فحصه طبيبه اليوم، مبيناً أن بايدن خضع لفحص طبي للأداء اللغوي بعد يومين من المناظرة.
من جانبه تعهد بايدن للديمقراطيين ببذل جهود مضنية من أجل مواصلة حملته والبقاء في السباق الرئاسي حتى النهاية.
ويأتي ذلك رغم دعوات النقاد والمشرعين وبعض الأثرياء ومقدمي التبرعات لحملته، إلى انسحابه بعد أدائه المضطرب في المناظرة أمام منافسه الجمهوري دونالد ترامب.
وفي مقابلة أجراها مع شبكة MSNBC، أكد بايدن أنه لا يهتم بما يفكر فيه المليارديرات بشأن وضعه في الانتخابات.
بايدن سيواصل السباق الانتخابي
خلال حوار أجراه عبر الهاتف في برنامج Morning Joe على شبكة MSNBC، أعرب بايدن عن اعتقاده بأن الناخبين العاديين يواصلون دعم ترشيحه ضد ترامب.
وعلى الرغم من الضغوط المتزايدة من خمسة على الأقل من الديمقراطيين الحاليين في مجلس النواب لحثه على تعليق حملته، تظهر استطلاعات الرأي تراجع تأييد بايدن مقارنة بترامب.
وعندما سُئل عن المليارديرات الذين يشككون في مسعاه لإعادة انتخابه، ادعى بايدن أن معظم مساهماته في حملته تأتي من مساهمات فردية تقل عن 200 دولار للفرد الواحد.
واعترف بالدعم الذي يقدمه المليارديرات، لكنه أكد أن دافعه للترشح لإعادة انتخابه ليس مدفوعًا بدعمهم المالي.
دعا الديمقراطيون المليارديرات ومنتقدو ترامب بشكل متزايد بايدن إلى الانسحاب بعد أداء باهت خلال مناظرة لشبكة سي إن إن نهاية الشهر الماضي.
خلال المناظرة، ظهرت على بايدن علامات الإرهاق، مثل التحدث بصوت خشن وهمس، وارتكاب أخطاء صوتية، وإلقاء ملاحظات غير متماسكة.
وعلى الرغم من أن بايدن وحملته يعزون هذه المشكلات إلى جدول السفر المكثف، فقد تكهن بعض الديمقراطيين بأن ذلك قد يكون مؤشرًا على حالة صحية أكبر.
في الأسبوع الأخير، دعا العديد من المليارديرات البارزين، بما في ذلك مؤسس IAC باري ديلر، والوريثة في وول مارت كريستي والتون، وقطب العملات المشفرة مايكل نوفوغراتز، والرئيس التنفيذي لنتفليكس ريد هاستينغز، ومؤسس برنامج شارك تانك مارك كوبان، إلى زيادة استطلاعات الرأي لتقييم البديل المحتمل لبايدن الذي يمكن أن ينافس ترامب بشكل فعال في انتخابات نوفمبر المقبلة.
كيف يفكر الديمقراطيون؟
بعد الأداء الباهت لبايدن في المناظرة، كانت هناك تكهنات ونقاشات بين الديمقراطيين حول البدائل المحتملة لترشحه، على الرغم من عدم إعلانهم رسميًا نيتهم الترشح.
وقد رفض بعض هؤلاء المرشحين المحتملين فكرة الترشح بشكل قاطع. وأثارت حالة عدم اليقين هذه مخاوف بين الديمقراطيين من أن محاولة استبدال بايدن يمكن أن تخلق اضطرابات داخلية داخل الحزب، وربما تفيد ترامب في انتخابات نوفمبر.
ومن بين الأسماء المتداولة كبدائل محتملة نائب الرئيس كامالا هاريس، وحاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، وحاكمة ميشيغان غريتشن ويتمر، وحاكم إلينوي جي دي بريتزكر.
ويُنظر إلى هؤلاء الأفراد على أنهم شخصيات محتملة يمكنها المشاركة في السباق إذا تغيرت الظروف بشكل كبير.
ويعد أحد التحديات التي تواجه الديمقراطيين هو أن البدلاء المتوقعين لبايدن يتخلفون عنه حاليًا في استطلاعات الرأي.
ومن بين هؤلاء المرشحين المحتملين، كانت السيدة ميشيل أوباما الوحيدة التي قدمت أداء أفضل من بايدن في استطلاعات الرأي الافتراضية ضد ترامب.
وفقًا لاستطلاع أجرته رويترز/إبسوس بعد المناظرة، تقدمت ميشيل أوباما على ترامب بنسبة 50% إلى 39%، فيما تعادل بايدن بنسبة 40% لكل منهما مع ترامب، وتأخرت نائبة الرئيس كامالا هاريس بفارق 42% إلى 43% مقابل ترامب.
ويمكن أن يؤدي استبدال بايدن أيضًا إلى العودة إلى الطريقة التقليدية لاختيار المرشح من خلال مؤتمر مفتوح.
تتضمن هذه العملية اجتماع المندوبين واتخاذ قرار بشأن المرشح في المؤتمر الوطني الديمقراطي في أغسطس.
ومع ذلك، فإن الإجراءات الدقيقة لمثل هذه العملية لا تزال غير واضحة، إذ يتم اللجوء إلى هذه الطريقة منذ عام 1968.
ما مصير أموال حملة بايدن في حال انسحابه؟
إذا قرر بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي، فيمكن إعادة توجيه تبرعات حملته الانتخابية البالغة نحو 91 مليون دولار التي جمعها إلى كامالا هاريس إذا وقع الاختيار عليها رسميًا، لأنها موجودة بالفعل ضمن حملته ومرشحة لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات القادمة.
وبهذه الخطوة، سيتجنب الديمقراطيون عملية معقدة لتحويل أموال الحملة إلى مرشح آخر.
ومع ذلك، إذا تم اختيار مرشح آخر ليحل محل بايدن، فإن عملية إعادة تخصيص هذه التبرعات قد تشكل تحديات. يمكن لبايدن قانونيًا تحويل ما يصل إلى ألفي دولار من أموال حملته مباشرة إلى حملة فيدرالية أخرى بموجب قوانين تمويل الحملات الانتخابية.
ويمكن أن يتم إعادة توجيه غالبية مساهماته إلى لجان العمل السياسي (PACs)، التي لا تخضع لقيود المساهمة.
ومن ثم، يمكن للجان العمل السياسي بعد ذلك استخدام الأموال لدعم مرشح جديد أو تخصيصها لمساع سياسية أخرى، مثل دعم المرشحين في السباقات المحلية أو انتخابات الكونغرس.
اعتراف بايدن بالأداء الباهت
اعترف بايدن أن أداءه كان سيئًا خلال المناظرة أمام منافسه ترامب، وأنه ارتكب عددًا من الأخطاء، ومع ذلك فقد حث الناخبين على التركيز على إنجازاته وسجله الحافل خلال فترة وجوده في البيت الأبيض.
أدلى بايدن بهذه التصريحات خلال أول لقاء إذاعي يجريه عقب المناظرة، إذ يواجه ضغوطات كبيرة بعد ظهور دعوات تطالبه بالتنحي من السباق الانتخابي.
ردًا على سؤال من أندريا لوفول ساندرز من إذاعة WURD في فيلادلفيا عما إذا كان يجب على الأميركيين القلق بشأن أدائه في المناظرة، أجاب الرئيس بايدن بـ «لا» مباشرة.
واعترف بأنه قدم مناظرة سيئة، لكنه أكد أن المناقشة القصيرة التي امتدت نحو 90 دقيقة لا ينبغي أن تلقي بظلالها على إنجازاته وأفعاله خلال 3 سنوات ونصف السنة قضاها في منصبه.
وصرح إنغرام لشبكة CNN، أن بايدن شخص لا يبدو عليه استعداده للاستسلام أو التنحي عن السباق، واصفًا إياه بأنه مقاتل، وبدا مفعمًا بالحيوية كما كان خلال العام الماضي أو نحو ذلك.
وتشير تقارير CNN ونيويورك تايمز إلى أن بايدن بدأ يفكر في إمكانية الانسحاب من السباق إذا لم يتمكن من تحسين آفاق حملته بقدر كبير في المستقبل القريب.
وسيناقش بايدن هذه المخاوف والقرارات المحتملة مع مستشارين مقربين.
في حين نفى البيت الأبيض هذه التقارير، كما أعربت هاريس وغيرها من الديمقراطيين البارزين علنًا دعمهم المستمر للرئيس بايدن.
وفي مكالمة مع موظفي الحملة نقلتها شبكة NBC News، أعربت هاريس عن دعمها الثابت لبايدن، مؤكدة الالتزام باتباع قيادته من دون تردد.
ونقلت هاريس رسالة مرونة وتصميم، قائلة إنهم سيقفون بثبات وسيواصلون القتال، مشيرة إلى تفاني بايدن طوال حياته في الدفاع عن الشعب الأميركي.
وأكدت تصريحاتها وجود جبهة موحدة داخل الإدارة، وحشد الدعم للرئيس وسط التحديات والضغوط السياسية.