كبد متبرع «متوفى دماغياً» من الكويت ينقذ حياة مقيمة في أبوظبي
عملية زراعة الكبد استغرقت 14 ساعة وتكللت بالنجاح
شهدت مدينة (برجيل) الطبية بأبوظبي مثالا للتميز الطبي والتعاون الإقليمي منحت بموجبه مقيمة في دولة الإمارات تبلغ من العمر 43 عاما فرصة جديدة للحياة بعد إجراء عملية زرع كبد عاجلة لها بفضل التعاون الطبي على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي بعد أن تم تحديد كبد متبرع متوافق من دولة الكويت.
وفي غضون 48 ساعة حرجة سهلت الجهود التنسيقية لمدينة (برجيل) الطبية واللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء التابعة لوزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية والجهات الإقليمية الأخرى ودائرة الصحة في أبوظبي هذا الإجراء لإنقاذ حياة المريضة التي كانت مهددة بالموت فيما استغرقت العملية حوالي 14 ساعة.
وقال استشاري الجراحة العامة ومدير برنامج زراعة الأعضاء المتعددة في مدينة (برجيل) الطبية الدكتور ريهان سيف في بيان لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء إنه تم استقبال المريضة نور وهي تعاني إصابة حادة في الكبد بسبب التهاب الكبد المصلي الذي سرعان ما تطور إلى فشل الكبد الحاد.
واضاف سيف أن ادارة مثل هذه الحالات تعد أمرا صعبا للغاية بسبب التقدم السريع للمرض والمضاعفات الشديدة المصاحبة اضافة لإجراء عملية الزرع لكن المريضة استوفت معايير إجراء عملية زرع كبد عاجلة للغاية وتم العمل لتحقيق ذلك على الفور.
وأضاف أن الفريق الطبي بمدينة (برجيل) الطبية كان قد تواصل مع اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء لإبلاغهم بضرورة إجراء عملية زراعة كبد عاجلة ونظرا لعدم توفر متبرعين محليين مناسبين من الناحية الطبية قامت اللجنة بتوسيع نطاق البحث ليشمل منطقة مجلس التعاون الخليجي بأكملها وكان من الضروري العثور على متبرع متوافق وإجراء عملية الزرع في أقرب وقت ممكن.
وذكر أنه في سباق مع الزمن تم الإخطار بوجود كبد متبرع من شخص قد توفي دماغيا في دولة الكويت وتم اتخاذ إجراءات سريعة لتسهيل عملية الزرع وأدت اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء في دولة الإمارات دورا محوريا من خلال التنسيق لتوفير طائرة خاصة لنقل الكبد من الكويت إلى أبوظبي حيث كان التخطيط والتنسيق للأمر ليس سهلا في ضوء تعدد الفرق والجهات المنسقة بين الدولتين.
وبين أنه بالنظر لضيق الوقت المتبقي لإنقاذ حياة المريضة تم نقل الكبد بنجاح من دولة الكويت إلى المستشفى بأبوظبي حيث كان الفريق الجراحي جاهزا لإجراء العملية المنقذة للحياة وكان من الضروري التأكد من دقة التوقيت لتقليل “الوقت الإقفاري” وهي الفترة التي تكون فيها الكبد خارج الجسم.
وبمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء الذي يصادف 13 أغسطس من كل عام شدد سيف على أهمية الكشف المبكر عن فشل الكبد الحاد والإحالة للطبيب المتخصص بزراعة الأعضاء في الوقت المناسب حيث أن سرعة التعامل مع مثل هذه الحالات يمكن أن يحدث الفرق بين الحياة والموت.
وأشار إلى أن عملية الزراعة الناجحة هذه تؤكد أهمية التعاون الإقليمي في زراعة الأعضاء معربا عن الشكر لوزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية ودائرة الصحة في أبوظبي واللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء وسفارة الكويت ومطارات أبوظبي على دعمهم السريع.