الكوليرا تتفشى في السودان وسط معاناة السكان من الأمطار والنزوح
تسجيل 658 إصابة في 5 ولايات منذ 22 يوليو الماضي
قال مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في السودان شبل السحباني، إن السودان يعاني للعام الثاني على التوالي من تفشي الكوليرا الذي تسبب في وفاة 28 شخصاً على الأقل الشهر الماضي، وذلك وسط هطول الأمطار في مناطق تكتظ بالنازحين.
وأضاف السحباني لوكالة رويترز أن البلاد سجلت 658 إصابة بالكوليرا في خمس ولايات منذ بداية الموجة الحالية من التفشي في يوليو الماضي، كما أدى انهيار أو دمار معظم البنية التحتية الصحية في البلاد وتقلص عدد الموظفين بسبب النزوح إلى وفاة نحو 4.3% من المصابين، وهو معدل مرتفع مقارنة بتفشي أمراض أخرى.
ووفق السحباني، فإن نحو 200 ألف شخص معرضون لخطر الإصابة بالمرض، في حين يواجه السودان تفشياً لخمسة أمراض مختلفة بشكل متزامن منها حمى الضنك والحصبة.
وتسببت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم وشردت أكثر من 10 ملايين داخل السودان وخارجه.
وتقدمت قوات الدعم السريع عبر مساحات واسعة من السودان حيث انقطعت المساعدات عن السكان بسبب عرقلة الجيش لوصولها وسيطرة الدعم السريع على الإمدادات والمستشفيات، كما تعقدت جهود توصيل المساعدات إلى منطقة دارفور في غرب البلاد بسبب الأمطار.
وقال وزير الصحة هيثم محمد إبراهيم إن نحو 12 ألف إصابة وأكثر من 350 وفاة سجلت في موجة الكوليرا السابقة بين أكتوبر 2023 ومايو 2024، مضيفاً أن لم يكن في السنوات التسع التي سبقت الحرب تفشٍّ كبير، فيما يتركز التفشي الحالي في ولايتي كسلا والقضارف اللتين تؤويان 1.2 مليون نازح.
ورصدت وكالة رويترز صوراً لتجمع الحشرات عند برك المياه واختلاط مياه الأمطار الراكدة بالنفايات في برك كبيرة في ولاية القضارف، وقال مسؤول محلي إن الغالبية العظمى من الأمراض سببها الحشرات وتدني جودة المياه والصرف الصحي.
وتنتقل الكوليرا عن طريق الطعام والمياه الملوثة ببراز شخص مصاب وتنتشر في مثل هذه الظروف. وقال السحباني إن ولايات، مثل الخرطوم والجزيرة، الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع إلى حد كبير شهدت أيضاً حالات إصابة بالكوليرا، ومن المرجح أن تتعرض ولايات في منطقتي كردفان ودارفور لتفشي المرض.
وأضاف أن “التحدي يكمن في توصيل الإمدادات إلى المناطق حيث الحاجة إليها ماسة. فبسبب موسم الأمطار أصبحت طرق كثيرة غير صالحة للاستخدام الآن، وتوجد أيضاً قيود أمنية وبيروقراطية”.