رؤساء كنائس القدس يطالبون قادة العالم بوقف حرب غزة
أكدوا أن مفاوضات التهدئة تستخدم لتحقيق مكاسب سياسية
أعرب بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، الاثنين، عن قلقهم العميق إزاء استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكدين أن المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار تستخدم كأداة لتحقيق مكاسب سياسية.
جاء ذلك في بيان مشترك، صدر مساء الاثنين 27 أغسطس 2024، عن بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، تزامنًا مع دخول المفاوضات مرحلة حرجة جراء إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على مواصلة الحرب على غزة وعدم الانسحاب من محوري فيلادلفي ونتساريم جنوب ووسط القطاع.
وبحسب البيان، عبر البطاركة «عن قلقهم العميق إزاء استمرار الحرب في غزة، والتي قاربت على دخول شهرها الثاني عشر، مؤكدين على الحاجة الملحة لإنهاء هذا الصراع الدموي والانتقال إلى تعزيز قيم الحياة والسلام».
البيان أوضح، أن هذه الدعوة جاءت في سياق «تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل مستمر في المنطقة، حيث لا تزال آلاف العائلات مشردة وغير قادرة على العودة إلى منازلها بقطاع غزة التي دُمِّرت أو أصبحت غير صالحة للسكن».
وأكد أن «الجهود الدولية والدعوات المتكررة لخفض مستوى العنف لم تجدِ نفعًا في تحسين الوضع على الأرض».
وبشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، أوضح البيان أن «المفاوضات باتت تفتقر إلى الجدية، وتُستخدم كأداة لتحقيق مكاسب سياسية على حساب حياة الأبرياء واستقرار المنطقة».
ومساء الاثنين، قالت هيئة البث العبرية الرسمية إن رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عادوا من القاهرة وأبلغوا المستوى السياسي في تل أبيب أن فرصة إبرام صفقة مع حركة حماس «ليست عالية».
بيان رؤساء كنائس القدس، أشار إلى أن «هذه المماطلات المستمرة، بالإضافة إلى التصرفات الاستفزازية، قد رفعت منسوب التوترات إلى حد ينذر باندلاع حرب إقليمية شاملة».
وطالب البيان «جميع القادة بالتجاوب مع دعواتهم ودعوات المجتمع الدولي، لا سيما قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735، الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى، وعودة النازحين، ومعالجة المرضى والجرحى، وتخفيف معاناة المتضررين، وإعادة إعمار المنشآت المدنية التي دمرتها الحرب».
كما أعرب البطاركة ورؤساء الكنائس «عن قلقهم الخاص تجاه رعاياهم، بما في ذلك الذين لجؤوا إلى الكنائس والمستشفيات في غزة».
وأكدوا «التزامهم بتقديم الدعم لهم خلال هذه الفترة العصيبة وبعد انتهاء الحرب».
وفي 19 أكتوبر الماضي، قصف الجيش الإسرائيلي كنيسة الروم الأرثوذكس وسط مدينة غزة، وهي ثالث أقدم كنيسة في العالم، خلال احتماء عشرات العائلات المسيحية فيها، ما أدى إلى مقتل 20 شخصًا، بينهم 18 مسيحيًّا.
وقبل ذلك بيومين، استهدف الطيران الإسرائيلي المستشفى الأهلي العربي المعمداني بغزة، التابع للكنيسة الأسقفية الإنجيلية بالقدس، في مجزرة خلفت 471 شهيدًا.
يأتي ذلك ضمن حرب مدمرة تشنها تل أبيب بدعم أميركي على غزة، خلفت نحو 134 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.