منوعات

OpenAI تطلق عائلة نماذج ذكاء اصطناعي تفكر بشكل مطول لحل مشكلات معقدة

كشفت شركة OpenAI عن عائلة نماذج ذكاء اصطناعي جديدة أطلقت عليها اسم OpenAI o1، وهي مصممة لقضاء وقت أطول في التفكير قبل الرد على استفسارات المستخدمين.

أوضحت الشركة، في بيان رسمي، أن العائلة الجديدة سيكون لديها القدرة على حل مهام أكثر تعقيداً ومشاكل أصعب في مجالات العلوم والبرمجة والرياضيات، مقارنة بالنماذج السابقة.

أوضحت الشركة الأميركية أن نماذجها الجديدة متخصصة في التعامل مع مهام التفكير والاستدلال المعقدة، وهذا يعد “مستوى جديد كلياً من القدرات بالنسبة لنماذج الذكاء الاصطناعي”، ولذلك قررت OpenAI تغيير طريقة تسميتها للنماذج المستقبلية، ورفعت النقاب عن أول نموذجين ضمن العائلة الجديدة، وهما OpenAI o1 وOpenAI o1-mini.

وأضافت OpenAI: “نحن مستمرون أيضاً في تطوير وإطلاق نماذج جديدة تحت مظلة عائلة نماذج GPT”.

دربت OpenAI عائلة النماذج الجديدة على استغراق وقت أطول في التفكير بشأن حل المعضلات التي يعرضها المستخدم، قبل تقديم رد عليها، بشكل أقرب إلى طريقة التفكير البشري.

وخلال التدريب، تطورت قدرة نماذج الذكاء الاصطناعي OpenAI o1 على تحسين عملية التفكير، واستخدام استراتيجيات مختلفة، والتعرف على أخطائهم، لتحسين منهجية التفكير مستقبلاً.

إمكانيات نماذج OpenAI o1
وأشارت الشركة إلى أنه خلال الاختبارات، نجح الجيل الجديد من النماذج الذكية في إثبات قدرته على التفكير بأداء مشابه لطريقة تفكير طلاب درجة الدكتوراه العلمية، في حل مهام في مجالات الفيزياء والكيمياء والعلوم الحيوية.

وكذلك حققت النماذج الجديدة نتائج مبهرة في الرياضيات والبرمجة، ففي اختبار IMO (الأولمبياد الدولية في الرياضيات)، استطاع نموذج GPT-4o حل 13% فقط من إجمالي المسائل الرياضية، بينما وصلت نماذج OpenAI o1 لنسبة 83% من الحلول السليمة لمسائل الاختبار.

ورغم ذلك، فإن النماذج الجديدة أثبتت أنها لا تتمتع بنفس مزايا نماذج OpenAI السابقة، فمثلا GPT-4o يقدم مزايا فائقة في تصفح الإنترنت بحثاً عن المعلومات وتحليل الملفات المرفقة بأوامر المستخدم من صور وأنواع مستندات مختلفة، ولكن نماذج OpenAI o1 الجديدة لا تقدم هذا المستوى من التنوع في الأداء، وبالتالي فإن في غالبية جوانب استخدام ChatGPT، ستكون عائلة GPT-4o هي الأكثر قدرة على تلبية احتياجات المستخدمين على المدى القريب.

وأوضحت OpenAI أنها تنظر حالياً في إضافة إمكانيات تصفح الإنترنت وتحليل الملفات ومزايا أخرى إلى نماذج OpenAI o1، لتوسيع نطاق الاستفادة منها لتشمل جميع المستخدمين.

وإلى جانب OpenAI o1، قدمت الشركة أيضا إصدار “ميني” من نفس النموذج، وهو موجه بشكل رئيسي إلى المطورين، ويتيح سرعة أكبر في الأداء وكذلك تكلفة أقل بمعدل 80% من الإصدار الأساسي.

ولضمان تقديم نماذجها الجديدة مستوى أمان يصعب تخطيه، طورت OpenAI توجهاً جديداً في تدريبات الأمان، يعتمد على استغلال القدرات الإدراكية للنماذج الجديدة، لجعلها تلتزم بمعايير وإرشادات الأمان الموضوعة من جانب الشركة، وتطبيقها بشكل أكثر فاعلية.

وركز واحد من أساليب الشركة لاختبار مدى قدرة النماذج الذكية الجديدة على الالتزام بقواعد الأمان، في حال حاول أحد المستخدمين تخطيهم والتحايل عليهم، فيما يُعرف باسم Jailbreaking، حيث حقق نموذج OpenAI o1 معدل 84 درجة من أصل 100 درجة، في حين أن نموذج GPT-4o حقق 22 درجة فقط.

وكذلك أجرت الشركة تحديثاً كاملاً لسياساتها الداخلية للأمان والسلامة، والحوكمة الداخلية، وكذلك إطاراتها الخاصة للاختبارات، بالتعاون مع عدد من معاهد سلامة الذكاء الاصطناعي بالولايات المتحدة وبريطانيا، إذ حصلت فرق اختبارات السلامة في تلك المعاهد على صلاحية وصول مبكر لنسخة بحثية من النماذج الجديدة لاختبارها.

وركزت OpenAI على أن النماذج الجديدة وقدراتها الإدراكية الرائدة ستكون مفيدة للمتخصصين في العلوم والرياضيات والبرمجة، فمثلا ستكون عوناً كبيراً للباحثين في قطاع الرعاية الصحية في شرح بيانات تسلسل الخلايا، وستساعد علماء الفيزياء في إنشاء صيغ رياضية معقدة مطلوبة في مجال البصريات الكمية، وكذلك ستسهل مهمة المطورين في بناء وتنفيذ تدفقات عمل متعددة الخطوات.

تتوفر نماذج OpenAI o1 الجديدة، بداية من 12 سبتمبر، بشكل مدفوع للمشتركين في خدمات ChatGPT Plus وChatGPT Team، بحيث يمكن اختيار النماذج الجديد، o1 وo1 mini، بشكل يدوي من واجهة استخدام المنصة الرئيسية.

وستتيح الشركة معدل استخدام بحدود 30 رسالة لنموذج OpenAI o1 أسبوعياً، و50 رسالة لنموذج OpenAI o1-mini أسبوعياً، وتعمل OpenAI على رفع تلك الحدود، إلى جانب تمكين منصة ChatGPT نفسها من التبديل التلقائي بين نماذج الذكاء الاصطناعي المتاحة بحسب الأمر المُقدم لها من المستخدم.

وأشارت الشركة إلى أنها تخطط كذلك لتقديم نموذج OpenAI o1-mini لعموم مستخدمي ChatGPT بالمجان قريباً.

زر الذهاب إلى الأعلى