اقتصاديون: التراجع الحاد في أداء المؤشرات الكويتية بسبب التأثّر بالرسوم الجمركية
خطوة ترامب بفرض رسوم جمركية جاءت أسوأ من توقعات الأسواق

عزا خبراء اقتصاديون كويتيون التراجع الحاد في أداء مؤشرات بورصة الكويت، إلى الانعكاسات السلبية الناجمة عن فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية على واردات بلاده من مختلف بلدان العالم بينها دولة الكويت.
وأشار الخبراء اليوم الأحد، إلى تراجع مؤشرات البورصة بصورة كبيرة وسط ضبابية الصورة الاستثمارية داخل السوق علاوة على عمليات البيع التي شهدتها حركة الكثير من الأسهم المتداولة.
وقال الخبير الاقتصادي محمد رمضان، إن خطوة ترامب بفرض رسوم جمركية جاءت أسوأ من توقعات الأسواق العالمية، بالتالي تفاعلت معظم البورصات مع تلك الخطوة بهذه الطريقة المتراجعة ومنها أسواق المنطقة.
وأضاف رمضان أن ردة الفعل لهذه الدول وأسواقها المالية «ما زالت حائرة»، إذ لا يعلم أحد ماذا سيحدث مستقبلاً وهل ستفرض رسوماً مضادة أو ستكون هناك صفقات لبعض التجمعات مما يجعل الوضع أكثر ضبابية وغير معلوم ويدفع المستثمرين ليكونوا أكثر تحفظاً وسحب جزء من أموالهم من السوق.
وبين أن المستثمرين ينتابهم الخوف بشكل كبير لأن الخطوة كانت مفاجئة ومثل هذه المفاجآت يصاحبها نوع من الانخفاضات «وليس معلوماً حتى الآن ما التبعات أو الإجراءات التي ستتم من جانب المستثمرين».
ورأى رمضان أنه قد تكون هناك تبعات سلبية مباشرة على المدى القصير، إلا أنه على المدى المتوسط من الممكن معالجة أمور كثيرة، مبيناً أن الأسواق تتكبد الخسائر خصوصاً مع انعدام أي شيء يدعو إلى التفاؤل بالتالي قد نرى انخفاضات أو سلسلة من الانخفاضات ثم العودة بارتفاعات وحالات التباين إلى أن تتغير أو تتضح الصورة للمستثمرين.
من جانبه قال رئيس إدارة الصناديق والمحافظ الاستثمارية في شركة الاستثمارات الوطنية محمد الحمد، إن معظم أسواق الأوراق المالية شهدت ربكة في تعاملاتها عقب خطوة فرض الرسوم الجمركية ما تسبب في حالة من الهلع.
وأضاف الحمد أن التعريفات الجمركية حتى لو كانت 10 في المئة على دولة الكويت فلا توجد شركة مدرجة لديها تعاملات مؤثرة مع الأسواق الأميركية أو يمكن أن تتضرر من الخطوة، لكن عموماً حين تتفاعل الأسواق فإن العامل النفسي يتفاعل معها وهذا ما يسبب الهلع مباشرة.
وأوضح أن تعاملات الربع الأول كانت إيجابية واستثنائية لعدة أسباب أهمها ما أثير عن موضوعات الرهن العقاري والدين العام والاستحواذ على ملكية بنك الخليج وفكرة الاندماجات وغيرها ومثل هذه التطورات يكون لها الأثر المباشر على شهية أداء المتداولين.
ولفت إلى أن رئاسة ترامب ترافقت مع سياسة «تذبذب عالية»، لكن إذا هدأت الأمور خلال الربع الثاني لاسيما مع انعقاد الجمعيات العمومية للشركات بالتالي تكون هناك استحقاقات للمنح والتوزيعات وبشكل عام قد يشهد هذا الربع السنوي من العام هدوءاً متماسكاً.
من جهته قال عضو مجلس الإدارة في شركة «صروح القابضة» سليمان الوقيان،إن الرسالة التي أراد الرئيس ترامب إرسالها إلى الدول أنها «حرب اقتصادية» بين الدول الكبرى ما كان له أثر سلبي على بورصات العالم وعلى البورصة الأميركية المتوقع أن تهبط بنسبة تتراوح ما بين 25 و30 في المئة.
وأضاف الوقيان أن البورصة الكويتية ستتأثر بشكل محدود عقب استيعاب الصدمة النفسية التي عكستها التراجعات الكبيرة في المؤشرات العامة، لاسيما أن معظم الشركات الكويتية المدرجة طابعها محلي ما يعني أن السوق سيعود إلى حاله.
وتوقع عودة السوق تدريجياً إلى مساره الفني عقب استيعاب التبعات السلبية التي أوجدتها الحركة المتراجعة وهذا سيتوقف على أي أخبار إيجابية عن خطوة فرض الرسوم الجمركية على الكويت.
بدوره قال رئيس إدارة التطوير في شركة «رساميل للاستثمار» حمد المساعد، إن الخطوة كانت أشد مما توقعته الأسواق مما أدى إلى تراجع حاد في العقود الآجلة الأميركية بنسبة تقارب 2 في المئة فور الإعلان وبنسبة تقارب 3 في المئة صباح اليوم التالي، كما انخفضت الأسواق الأوروبية بنحو 2 في المئة.
وتوقع المساعد أن تحقق هذه الرسوم إيرادات تتراوح بين 500 و600 مليار دولار، مما يساعد على تقليل العجز في الميزانية الأمريكية وقد يؤدي إلى تخفيضات ضريبية.
واستبعد حدوث ركود اقتصادي، فالمؤشرات الاقتصادية تظهر تحسّناً تدريجياً في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما أن أسواق الائتمان ما زالت مستقرة لذلك ورغم تقلبات السوق على المدى القصير فإن التوقعات تظل إيجابية.
وكان الرئيس ترامب قد فرض الأربعاء الماضي رسوماً على واردات الولايات المتحدة من جميع دول العالم على أساس «مبدأ المعاملة بالمثل»، وبحد أدنى 10 بالمئة في أشد تصعيد على للرسوم الجمركية الأمريكية منذ قرنين.
ودخلت الرسوم الجمركية بنسبة 10 بالمئة على جميع الواردات الأميركية حيز التنفيذ يوم أمس السبت، ومن المقرر فرض رسوم جمركية أعلى يوم الأربعاء المقبل.