صحة

دراسة تحذّر: مواد كيميائية خطرة تتسلل إلى مراتب الأطفال

لا علاقة بين سعر المرتة وعدد أو تركيز المواد الكيميائية المكتشفة

قد تنبعث من مراتب الأطفال مجموعة من المواد الكيميائية الضارة، بما في ذلك الملدنات ومثبطات اللهب ومرشحات الأشعة فوق البنفسجية، خاصةً عند تعرضها لحرارة الجسم ووزنه أثناء النوم، هذا ما حذّرت منه دراسة كندية مقلقة، وجدت أن مراتب الأطفال ينبعث منها حوالي 21 مركباً ضاراً.

واشترى فريق البحث من جامعة تورنتو 16 مرتبة جديدة للأطفال من كبار تجار التجزئة في أميركا الشمالية، سواء عبر الإنترنت أو في المتاجر، بأسعار تتراوح بين 36 و76 دولاراً أميركياً.

ومثلت هذه الخيارات أنواعاً متوسطة إلى منخفضة السعر، متاحة بسهولة للمستهلكين.

واختبر أعضاء فريق البحث مواد الرغوة والأغطية بشكل منفصل، للكشف عن 45 مادة كيميائية مستهدفة مختلفة.

وبحسب «ستادي فايندرز»، احتوت إحدى المراتب على مستويات عالية من ثلاثي (2-كلورو إيثيل) فوسفات (TCEP)، وهي مادة مثبطة للهب محظورة الاستخدام في كندا منذ عام 2014.

واحتوت 5 مراتب على مستويات تتراوح بين 1% و3% من إسترات الفوسفات العضوية المختلفة، وهي مواد كيميائية تُستخدم كمثبطات للهب، وقد رُبطت بمشاكل في النمو.

ويُعد الأطفال أكثر عرضة للخطر بسبب نمو أجسامهم وسلوكياتهم. فمعدلات تنفسهم أعلى بحوالي 10 أضعاف من البالغين، ومساحة سطح جلدهم بالنسبة لوزن الجسم أكبر بأكثر من 3 أضعاف.

كما أن لديهم نفاذية جلدية أعلى مقارنة بالبالغين، ويمارسون أنشطة تتطلب ملامسة اليد للفم بشكل أكبر، ما قد يزيد من تعرضهم لهذه المواد.

وهذا يعني أنه عندما يستلقي الطفل على مرتبته، فإن حرارة جسمه ووزنه يزيدان بشكل كبير من تعرضه لهذه المواد الكيميائية.

ولم يجد الباحثون أي علاقة بين سعر المراتب وعدد أو تركيز المواد الكيميائية المكتشفة. فحتى المراتب المعتمدة «صديقة للبيئة» لم تكن بالضرورة أكثر أماناً، فقد احتوت إحدى مرتبتين معتمدتين في التجربة على مادة كيميائية محظورة تنتهك شروط اعتمادها.

ووجد البحث أن 5 مراتب احتوت على مستويات من الفثالات أعلى من 0.1%، وهي مواد محظورة في ألعاب الأطفال، وليس في المراتب نفسها.

وكشفت الدراسة أيضاً أن مصنّعي المراتب، على ما يبدو، يغيرون تركيباتها بشكل متكرر.

فعندما اشترى الباحثون مراتب «مكررة» من نفس العلامة التجارية بفارق عامين تقريباً في التصنيع، وجدوا اختلافات كبيرة في تركيبها الكيميائي، ما يشير إلى أنه لا يمكن للمستهلكين الاعتماد على الاختبارات أو المراجعات السابقة لعلامات تجارية محددة.

ويثير هذا البحث تساؤلات مقلقة حول الثغرات التنظيمية التي تسمح بوجود مواد كيميائية ضارة محتملة في المنتجات التي يقضي فيها الأطفال الصغار معظم سنوات نموهم.

زر الذهاب إلى الأعلى