أ.د. عبدالله الغصاب يكتب: أمثال الحويلة.. وزيرة الإنجاز والتحول الاجتماعي الشامل

قال أ.د. عبدالله الغصاب، «قبل أشهر، كتبنا في جريدة النهار مقالًا بعنوان إنجازات وقرارات رائدة في وزارة الشؤون، أشدنا فيه بالإجراءات السريعة والمدروسة التي اتخذتها الوزيرة الأكاديمية الدكتورة أمثال الحويلة، وأكدنا حينها ثقتنا بأنها الخيار الأمثل لهذه المرحلة، نظراً لما تمتلكه من كفاءة عالية وقدرة متميزة على إدارة الملفات واتخاذ القرارات الإصلاحية التي تخدم مصلحة الوطن والمواطن».
وأضاف في مقال نشرته جريدة النهار، «اليوم، ومع تسارع المتغيرات الاجتماعية والإدارية التي يشهدها المشهد الكويتي، تبرز وزارة الشؤون الاجتماعية كأحد النماذج الرائدة للإصلاح المؤسسي، بفضل النهج الاستراتيجي الذي تبنته الدكتورة الحويلة، والذي تجاوز حدود الإجراءات التقليدية إلى بناء منظومة متكاملة ترتكز على التحول الرقمي، وتعزيز الشفافية، وتمكين الفئات المستهدفة، في تناغم واضح مع مرتكزات رؤية كويت جديدة 2035 فكانت خطواتها كانت واضحة منذ البداية».
وتابع «فقد أطلقت خطة إصلاح إداري غير مسبوقة، شملت إعادة هيكلة شاملة للقطاعات والإدارات، وتقليص البيروقراطية، وتحقيق العدالة الوظيفية من خلال ضخ كوادر شابة ودماء جديدة في المواقع القيادية، وهو ما جعلنا نؤكد قدرة المرأة الكويتية على تولي المناصب القيادية، ونستعرض أهم محطات الوزارة خلال الفترة الماضية، فمن خلال متابعتنا، انعكست قراراتها في إنجاز 99% من المشاريع التشغيلية و100% من المشاريع الاستراتيجية التي تبنتها الوزارة، إضافة إلى تطبيق أنظمة رقمية متطورة، ما جعلها نموذجًا يُحتذى في سرعة الأداء وشفافيته».
وأوضح أنه «لم يكن هذا النجاح إلا ثمرة رؤية متكاملة، جمعت بين تحديث الهيكل الإداري والانتقال إلى خدمات إلكترونية شاملة تخدم المواطن في كل مكان، وقد لمسنا ذلك منذ بدأت مسيرتها بخطة إصلاح إداري شاملة أطلقتها في أغسطس 2024، هدفت لمعالجة ملاحظات الجهات الرقابية وإعادة توزيع المناصب القيادية بعدالة، حيث تمت إحالة نحو 100 موظف من الإدارة المتقدمة إلى التقاعد، وإجراء غربلة شاملة للجان وفرق العمل لضمان جديتها وفاعليتها».
وأردف «ثم جاء الإعلان عن نتائج المخطط التنفيذي للوزارة للسنة المالية 2024–2025: تمت إنجاز 99% من 178 مشروعًا تشغيلياً في 10 قطاعات، إضافة إلى 100% من 50 مشروعًا استراتيجياً في 7 قطاعات رئيسية، ما يؤكد التزام الوزارة تحقيق أهداف التنمية المنشودة بكفاءة وشفافية، كما أعلنت عن شراكة تقنية مع شركة دولية لرقمنة أغلب خدماتها، مع تدريب مكثف للموظفين على أنظمة العمل الحديثة».
وأضاف «أما على صعيد النزاهة، فشرعت الوزارة في تطبيق استراتيجية صارمة لمكافحة الفساد، حيث تم تشكيل فريق متخصص برئاسة وكيلة الشؤون القانونية، وتلقى منذ يونيو 2024 نحو 100 تقرير اشتباه فساد في مختلف القطاعات الخاضعة للإشراف، وتمت متابعة التحقيق فيها بالتعاون مع الجهات المختصة، ومن خلال متابعتنا وقراءتنا فقد تمت إحالة 134 مسؤولًا في جمعيات تعاونية إلى النيابة العامة عام 2024 على خلفية مخالفات مالية وإدارية، إضافة إلى إصدار قرار وزاري جديد لتعزيز رقابة الجمعيات وتحكيم الأموال العامة».
وتابع «طرحت الوزارة منصة الدعم المركزي كخطوة تقنية موحدة لضمان توزيع عادل للمساعدات ومكافحة الازدواجية في الصرف ولنقل تجربة الوزارة إلى تفعيل الابتكار الاجتماعي؛ فقد نظمت الحويلة تحت رعايتها معرض الوظائف الثاني لذوي الإعاقة في أبريل 2025، ضمن المبادرة الوطنية شركاء في التوظيف، والذي تأهل فيه للعمل 123 فرداً من ذوي الإعاقة بعد برامج تأهيل وتدريب مكثفة، بالإضافة إلى اطلاق الوزارة النظارة الذكية المزدوجة المبنية على الذكاء الاصطناعي، والتي تحول الكلام إلى نص مكتوب، لتسهيل دمج المعاقين سمعيًا في البيئتين المهنية والتعليمية».
وعلى صعيد الملف الإنساني، زارت الحويلة مجمع الأحداث الجديد في الصليبية، مُتابعة تجهيزات مركز شامل يضم أقسام التعليم المهني والدعم النفسي والاجتماعي والترفيه، بهدف إعادة تأهيل الأحداث المنحرفين ودمجهم في المجتمع بسلوك إيجابي يتوافق مع قيم المواطنة والعمل المنتج.
وخارجياً، نجد أن الحويلة مثلت البلاد في الاجتماعات الدولية وعلى رأسها جلسة الأمم المتحدة الـ69 حول المرأة (CSW)، حيث عقدت شراكة مع الجانب الصيني لدعم ملف المرأة والأسرة والرعاية الاجتماعية، مع التركيز على التأهيل المهني والمساعدات العائلية، ما يعكس زيادة في التعاون الدولي وتبادل الخبرات لتحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة.
وعلى الصعيد الاجتماعي، برزت جهودها في تمكين ذوي الإعاقة عبر برامج تأهيلية وتوظيفية نوعية، ودعم الأسر المنتجة عبر مبادرات ريادية، بالإضافة إلى برامج تستهدف الشباب وكبار السن، مما جعل الوزارة حاضنة حقيقية للتنمية البشرية والاقتصادية، كما مثلت الكويت بجدارة في المحافل الدولية، رافعة اسم البلاد كرمز للريادة في مجالات الشؤون الاجتماعية والأسرة والطفولة.
وقال إن «المتابع لتجربة الحويلة يدرك أن الوزارة تحولت من مجرد جهاز خدمي إلى منصة ديناميكية تنبض بالمبادرات، حيث نجحت في الربط بين خطط التنمية الوطنية وتطلعات المجتمع، لتصبح نموذجاً في التوازن بين الإدارة الحديثة والبعد الإنساني الذي يلامس احتياجات الأسرة، الشباب، وذوي الإعاقة».
وختم «ونحن كمجتمع ومتابعين، لا يسعنا إلا أن نشكر الدكتورة أمثال الحويلة على هذه الإنجازات الملموسة، وندعو بقية الوزارات أن تحذو حذوها في الإصلاح الإداري والتحول الرقمي وخدمة المواطن بجدية وشفافية، لأن النهضة الحقيقية للوطن تبدأ من فكر قيادي صادق وإدارة متفانية».