أخبار عربية

الرئيس المصري: من يعتقد أن مصر ستغض الطرف عن حقوقها المائية فهو مخطئ

لسنا ضد التنمية في دول الحوض ونصيب مصر والسودان من مياه النيل لا يتجاوز 85 مليار متر مكعب سنوياً

• التخلي عن أي جزء من مياه النيل يعني التخلي عن الحياة وهو ما لن تسمح به الدولة المصرية

(كونا) – أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الثلاثاء رفض بلاده الكامل للإجراءات الأحادية في حوض النيل الشرقي مشدداً على أن من يعتقد أن مصر ستغض الطرف عن حقوقها المائية فهو مخطئ.

وقال الرئيس السيسي في كلمته خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الأوغندي يوريي موسيفيني عقب مباحثاتهما بالقاهرة إنه «مخطئ من يتوهم أن مصر ستغض الطرف عن تهديد وجودي لأمنها المائي» مضيفا أن مصر ستواصل المتابعة الدقيقة لهذا الملف وستتخذ جميع التدابير المكفولة بموجب القانون الدولي للحفاظ على مقدرات شعبها الوجودية.

وشدد الرئيس السيسي على أن التعامل الأمثل بين دول حوض النيل يجب أن يستند إلى مبدأ تحقيق المنفعة المشتركة والحفاظ على هذا المورد الحيوي وتنميته مع مراعاة مصالح الجميع وعدم الإضرار بأي طرف وفقا لقواعد القانون الدولي.

وأشار إلى توافقه مع الرئيس موسيفيني على دعم جهود التنمية في أوغندا وبقية دول حوض النيل الجنوبي مؤكدا استعداد مصر للمساهمة في تمويل مشروع سد (أنجلولو) بين أوغندا وكينيا عبر آلية الاستثمار المصرية في مشروعات البنية التحتية بحوض النيل بتمويل مبدئي قدره 100 مليون دولار.

كما أعلن توقيع مذكرة تفاهم جديدة في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية بقيمة ستة ملايين دولار على خمس سنوات للبناء على التعاون الممتد منذ أكثر من عقدين بين البلدين في الحفاظ على بيئة نهر النيل وتنمية موارده.

وأوضح الرئيس السيسي أن مصر ليست ضد التنمية في دول الحوض وأن نصيبها والسودان من مياه النيل لا يتجاوز 85 مليار متر مكعب سنويا أي نحو أربعة إلى خمسة في المئة من إجمالي الموارد المائية في الحوض البالغة 1600 مليار متر مكعب.

وشدد على «أن بلاده لا تملك بديلا عن مياه النيل كمصدر للحياة وأن التخلي عن أي جزء منها يعني التخلي عن الحياة وهو ما لن تسمح به الدولة المصرية».

ولفت إلى أن مصر تعول على اللجنة الوزارية السباعية لدول حوض النيل بقيادة أوغندا للتوصل إلى توافق يحقق استفادة الجميع محذرا من أن الإجراءات الأحادية في حوض النيل الشرقي قد تحول النهر من مصدر للتعاون إلى سبب للصراع.

وأكد الرئيس المصري أن الدولة لن تسمح بالمساس بالمياه التي يعتمد عليها أكثر من 105 ملايين مواطن وقرابة عشرة ملايين ضيف يعيشون في مصر مؤكدا أن وعي المصريين وصلابتهم يمثلان الركيزة الأساسية لمواجهة أي تحديات أو تهديدات محتملة.

من جهته أكد الرئيس موسيفيني في كلمته خلال المؤتمر الصحفي عمق وتميز علاقات بلاده مع مصر من أزمنة بعيدة وأهمية التعاون المشترك من أجل تحقيق الرخاء لجميع دول حوض النيل.

وقال موسيفيني إن «أوغندا ومنطقة البحيرات العظمى ترتبطان تاريخيا بمصر من خلال نهر النيل منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وحتى الآن تحت قيادة الرئيس السيسي الذي قدم لبلادنا الدعم في مجال الغذاء والتحصينات ضد الأمراض ووافق كذلك على إنشاء مصنع للتحصينات في أوغندا».

وشدد موسيفيني على أن إفريقيا لديها العديد من المقومات والإمكانيات لافتا إلى أن «عدد السكان في القارة ضخم للغاية وكذلك لدينا 5ر1 مليار نسمة في إفريقيا وقد تجاوزنا الصين والعدد سيزيد في الأعوام القادمة».

وشهد الرئيسان المصري والأوغندي مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم في مجالات التعاون الفني بقطاع إدارة الموارد المائية والتعاون الزراعي والغذائي والاستثمار والإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر الرسمية والتعاون الدبلوماسي لدعم إنشاء معهد دبلوماسي أوغندي.

زر الذهاب إلى الأعلى