الخارجية الأميركية تقيل كبير مسؤوليها الإعلاميين لشؤون إسرائيل وفلسطين
بسبب موقفه من الحرب على غزة

أقالت وزارة الخارجية الأمريكية كبير مسؤوليها الإعلاميين لشؤون إسرائيل وفلسطين، إثر خلافات حادة مع قيادته حول صياغة بيانات تتعلق بسياسات إدارة الرئيس دونالد ترامب في الشرق الأوسط.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين أمريكيين ووثائق رسمية اطلعت عليها، أن الخارجية الأمريكية أقالت كبير مسؤوليها الإعلاميين لشؤون إسرائيل وفلسطين، شاهِد غريشي، عقب خلافات حادّة بشأن كيفية توصيف سياسات إدارة الرئيس دونالد ترامب، من بينها خطة مثيرة للجدل تقضي بتهجير قسري لمئات الآلاف من الفلسطينيين من قطاع غزة، والتي يعتبرها منتقدون شكلا من أشكال “التطهير العرقي”.
وبحسب التقرير، جاءت الإقالة بعد أيام من رفض القيادة العليا في الخارجية اقتراح غريشي تضمين بيان صحفي عبارة تنص على أن “الولايات المتحدة لا تدعم التهجير القسري للفلسطينيين في غزة”، ووجّهت المسؤولين بحذف العبارة المعلّمة باللون الأحمر والواضحة، وفقا لمذكرة مؤرخة الأسبوع الماضي.
وكشفت الصحيفة أيضا أن خلافات أخرى برزت بين غريشي وقيادات في الوزارة، أبرزها عقب مقتل الصحفي أنس الشريف وعدد من الإعلاميين في غزة، حيث اقترح تضمين عبارة تعزية لعائلات الضحايا، لكن قيادة وزارة الخارجية اعترضت في رسالة بريد إلكتروني أُرسلت في 10 أغسطس. جاء فيها: “لا حاجة للرد. لا يمكننا إرسال التعازي إذا لم نكن متأكدين من تصرفات هذا الشخص”.
وأكد مسؤولون في الوزارة للصحيفة، أن الإقالة بعثت برسالة “مقلقة” للموظفين، مفادها أن أي تباين في الخطاب عن النهج الموالي لإسرائيل لن يُسمح به، حتى وإن انسجم مع السياسات الأمريكية التقليدية.
ولم تقدم الخارجية الأمريكية تفسيرا مباشرا للقرار، لكنها ألمحت ضمنا إلى أن غريشي تجاوز أجندة البيت الأبيض. وقال المتحدث باسم الوزارة تومي بيغوت: “الموظفون الفيدراليون يجب ألا يضعوا قناعاتهم السياسية الشخصية فوق أجندة الرئيس المنتخب”.
من جانبه أكد غريشي أنه لم يتلقَّ أي مبرر رسمي لفصله، معتبرا أن الحادثة تثير تساؤلات جدية حول موقف الخارجية من مسألة الترحيل المحتمل للفلسطينيين من غزة.
وأضاف: “رغم سمعتي المهنية وعلاقاتي الوطيدة مع زملائي، لم أستطع النجاة من هذه الخلافات”.
وتشير الوثائق الذي استند إليها تقرير “واشنطن بوست”، إلى أن غريشي دخل في مواجهات متكررة مع ديفيد ميلستين، مستشار السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، الذي دفع مرارا لاعتماد مصطلحات ومواقف تتماشى مع خطاب الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك الإصرار على استخدام تسمية “يهودا والسامرة” بدلا من الضفة الغربية، وهو ما اعتبره دبلوماسيون أمريكيون محاولة لمنح شرعية للاستيطان.