محليات

إنفوجراف سرمد | العلاقات الكويتية التركية.. نموذج متجدد للتعاون والشراكة الاستراتيجية

الرئيس التركي يزور دولة الكويت غداً في زيارة رسمية

(كونا) – أكدت سفيرة الجمهورية التركية لدى دولة الكويت طوبى نور سونمز أن العلاقات الكويتية التركية تشهد نموا متواصلا في مختلف المجالات وتمثل نموذجا يحتذى به في العلاقات الثنائية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والإرادة السياسية القوية لدى قيادتي البلدين.

وقالت السفيرة سونمز في لقاء خاص مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن الكويت وتركيا ترتبطان بعلاقات راسخة تعززها الروابط التاريخية والثقافية بين الشعبين مشيرة إلى أن الكويت تعد من أكثر الشركاء موثوقية لتركيا وأن التعاون بين الجانبين يشمل مجالات متعددة أبرزها التجارة والدفاع والسياحة والاستثمار.

وأضافت أن زيارة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه إلى تركيا العام الماضي شكلت محطة بارزة في مسيرة التعاون الثنائي إذ تم خلالها توقيع ست اتفاقيات شملت مجالات الدفاع والتجارة والاستثمار والدبلوماسية والثقافة إلى جانب تأسيس آلية الحوار الاستراتيجي المشترك ما رفع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية التي يوليها البلدان أهمية كبيرة.

وأوضحت أن العلاقات بين الشعبين الكويتي والتركي تمثل ركيزة أساسية في متانة الروابط الثنائية إذ يقوم التعاون بينهما على الصداقة والمودة المتبادلة والوقوف إلى جانب بعضهما البعض في مختلف الظروف.

وأشارت إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 720 مليون دولار أمريكي حتى عام 2024 مبينة أن هذا الرقم لا يعكس الإمكانات الحقيقية الكامنة في العلاقات الثنائية وأن لدى الجانبين القدرة على مضاعفته في فترة زمنية قصيرة من خلال تطوير الشراكات في قطاعات الإنشاءات والدفاع والسياحة والاستثمار.

وذكرت أن نحو 400 شركة كويتية تعمل في تركيا في مجالات متنوعة في حين تنشط قرابة 50 شركة تركية في الكويت أبرزها في قطاع الإنشاءات الذي ساهمت شركاته في تنفيذ مشاريع كبرى مثل مبنى الركاب رقم (2) في مطار الكويت الدولي مؤكدة أن هذه الشراكات تمثل نموذجا للتعاون المثمر والبناء.

وأفادت السفيرة بأن تنظيم منتدى الأعمال التركي الكويتي الأول في نوفمبر 2024 بمشاركة نحو 50 شركة من الجانبين مثل خطوة مهمة لتعزيز التعاون الاقتصادي مضيفة أن المنتدى سيعقد مجددا هذا العام بالتعاون بين مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي وغرفة تجارة وصناعة الكويت فيما ستستضيف تركيا العام المقبل الدورة الـ11 من اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين.

ولفتت إلى أن الاستثمارات الكويتية في تركيا بلغت نحو ملياري دولار منذ عام 2002 مشيرة إلى أن الجانبين يسعيان إلى رفع هذا الرقم عبر تعميق التعاون بين صناديق الثروة السيادية في البلدين وتنويع مجالات الاستثمار في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والخدمات.

وقالت السفيرة سونمز إن البلدين يوليان أهمية متزايدة للتعاون الثقافي والتعليمي موضحة أن الاهتمام الشعبي في الكويت بالثقافة التركية في تزايد ملحوظ لاسيما من خلال متابعة المسلسلات والأعمال الفنية التركية ما أسهم في توسع شريحة المهتمين بتعلم اللغة التركية.

وأضافت أنه في ضوء هذا التفاعل الثقافي المتنامي تأمل تركيا في افتتاح مركز (يونس إمره الثقافي) في الكويت قريبا ليكون منصة للتبادل الثقافي وتعزيز التواصل بين الشعبين.

وحول التعاون في المجالات الدفاعية والصحية أوضحت السفيرة أن الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين أسهمت في تطوير الشراكة مشيرا إلى زيارة رئيس الأركان العامة التركي إلى الكويت في يناير 2025 وزيارة رئيس الأركان الكويتي السابق إلى تركيا في ديسمبر 2024 إلى جانب زيارة رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية إلى الكويت في نوفمبر 2024 ما يعكس تنامي التعاون في هذا المجال.

وذكرت أن وفدا من وزارة الصحة التركية زار الكويت في مايو الماضي لبحث التعاون في نقل الخبرات وتطوير القدرات في القطاع الصحي ضمن أجندة شاملة تعزز تبادل الخبرات في الخدمات الطبية.

وفيما يتعلق بدور البلدين في دعم الاستقرار الإقليمي قالت سونمز إن الكويت تعد عاملا رئيسيا في تحقيق الأمن والسلام في المنطقة مشددة على أن أنقرة تولي أهمية كبيرة للتشاور والتعاون مع الكويت بشأن القضايا الإقليمية لاسيما التطورات في فلسطين وسوريا والتوترات الإقليمية الأخيرة.

ولفتت إلى أن الجولة التاسعة من المشاورات السياسية بين البلدين التي عقدت في أبريل 2025 في أنقرة مثلت فرصة مهمة لبحث القضايا الإقليمية بشكل شامل مؤكدة أن التعاون والتشاور المنتظم بين الكويت وتركيا بات أكثر أهمية في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة.

وأضافت أن بلادها ترى بأن أدوار الكويت وتركيا التقليدية في الوساطة والدبلوماسية الوقائية يمكن أن تكمل بعضها البعض بما يخدم السلام والاستقرار في المنطقة إذ تتجاوز الرؤية المشتركة بين البلدين الإطار الثنائي نحو تعزيز التعاون الإقليمي.

وأعربت السفيرة سونمز عن تطلعها للزيارة المرتقبة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان إلى دولة الكويت مبينة أنها ستشكل فرصة لتعزيز الزخم الذي تحقق خلال زيارة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه إلى تركيا العام الماضي ومواصلة تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.

وذكرت أن الزيارة ستتضمن توقيع عدد من الاتفاقيات والبروتوكولات في مجالات الصناعات الدفاعية والطاقة والاستثمار والنقل والتجارة بما يرسخ الأساس القانوني للتعاون بين البلدين ودعم تركيا لرؤية الكويت 2035 والسعي للمساهمة في تحقيق أهدافها في التنمية المستدامة من خلال مشاريع مشتركة.

زر الذهاب إلى الأعلى