أمين مجلس التعاون: رئاسة سمو الأمير للدورة الخليجية الخامسة والأربعين تميزت بحكمة راسخة ورؤية نافذة
البديوي: مواقف خليجية موحدة تجاه أمن قطر والقضية الفلسطينية وشراكات دولية متنامية

(كونا) — أشاد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي اليوم الأربعاء بما تميزت به رئاسة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه للدورة الخامسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية من حكمة راسخة ورؤية نافذة وحرص صادق على دعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.
جاء ذلك في كلمة ألقاها البديوي في أعمال افتتاح أعمال الدورة العادية ال46 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تستضيفها المنامة برئاسة العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة وبمشاركة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وسلطان عمان السلطان هيثم بن طارق وولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان آل سعود ونائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني فيما تشارك رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني كضيفة شرف.
ورفع البديوي إلى مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه أصدق التهنئة وأسمى عبارات الثناء على ما تميزت به رئاسة سموه للدورة الخامسة والأربعين من حكمة راسخة ورؤية نافذة وحرص صادق على دعم مسيرة العمل الخليجي المشترك وما قامت به حكومة دولة الكويت من جهد سخي وعمل دؤوب لتعزيز هذه المسيرة المباركة وتأكيد ما تتطلع إليه شعوبنا من وحدة الصف وصفاء الهدف.
كما رفع إلى مقام العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة أصدق مشاعر التهاني والتبريكات لترؤسه هذه الدورة المباركة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى قائلا “دورة نتفاءل ببزوغ نورها ونستبشر بحكمتها ونعقد الآمال على رؤيتها لتكون – بعون الله تعالى – قمة خير وبركة وتكامل ووحدة وقُربى وأُلفة تجسد ما عُرف عن قادتنا – وفقهم الله – من عزم لا يهون وإخلاص تزهر به الإنجازات وتُصان به المكتسبات”.
وشدد على أن السياسات الحكيمة لدول مجلس التعاون أثمرت نموذجا ناجحا للعمل الإقليمي المشترك جمع بين الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي والتعاون الأمني حتى أصبح مجلس التعاون منارة مضيئة تُقصد للشراكات الإقليمية والدولية.
وأشار البديوي في كلمته إلى أن هذا العام شهد حادثتين مؤلمتين أظهرتا للعالم أجمع أن المصير الخليجي مصير واحد وأن الأمن الخليجي أمن واحد.
وأوضح أن “الحادثة الأولى الهجمات الصاروخية الإيرانية التي طالت دولة قطر في عدوان مرفوض وانتهاك صريح لسيادتها ومجالها الجوي ومبادئ حسن الجوار ومخالفة جلية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
وأضاف أن “الحادثة الثانية العدوان الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر خلال جهود الوساطة القطرية لغرز بذور السلام في غزة مما أدى إلى استشهاد البطل بدر الدوسري – رحمه الله – وسقوط مدنيين وتعريض حياة المقيمين والدبلوماسيين للخطر في منطقة سكنية مكتظة بالمدارس والبعثات الدبلوماسية في اعتداء صارخ على الجهود الدولية الرامية لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن”.
وقال “وبما أن الشدة تظهر المعدن وتكشف جوهر الأخوة فقد هبت دول مجلس التعاون قاطبة لإسناد دولة قطر ودعم أمنها وسيادتها وأكد المجلس أن أمن قطر جزء لا يتجزأ من أمن دول المجلس جميعا وأن أي تهديد تتعرض له دولة خليجية هو تهديد مباشر لكل دول المجلس”.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية قال البديوي “كانت وستبقى مواقف دول مجلس التعاون تجاه القضية الفلسطينية صامدة وثابتة ثبات القيم لا تنحرف ولا تتبدل وما تزال دول المجلس تؤكد مركزية هذه القضية وضرورة إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشاد في هذا المقام بدور المملكة العربية السعودية في قيادة الجهود الدولية لتنفيذ حل الدولتين مرحبا بنتائج المؤتمر الدولي للتسوية السلمية بالقضية الفلسطينية في نيويورك (سبتمبر 2025) وما حمله من دعم صريح للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
كما رحب كذلك بمخرجات قمة شرم الشيخ للسلام – 14 أكتوبر 2025 وبالاتفاق الذي وقعته دولة قطر ومصر وتركيا والولايات المتحدة والبدء في تنفيذ المرحلة الأولى لوقف الحرب على غزة مؤكدا ضرورة التزام الأطراف كافة باتفاق وقف إطلاق النار فيما ثمن أيضا ما تقدمه دول المجلس من مساعدات إنسانية وإغاثية لدعم أبناء الشعب الفلسطيني.
كما تطرق الأمين العام لمجلس التعاون إلى أبرز ما تحقق خلال عام 2025 ومنها ما يتعلق بالشراكات الدولية التي تتضمن نجاح القمة الخليجية – الأمريكية التي التأمت في 14 مايو 2025 بالرياض وعقد قمة مجلس التعاون والآسيان والقمة الثلاثية مع الصين في 27 مايو 2025 بالعاصمة الماليزية كوالالمبور وعقد 13 اجتماعا وزاريا مشتركا مع دول عربية وصديقة ومجموعات دولية واستمرار الأمانة العامة في متابعة تنفيذ مذكرات التفاهم وخطط العمل مع الدول والمنظمات الدولية.
وبشأن التعاون العسكري أشار إلى البدء بتنفيذ قرارات وتوصيات الدورة الاستثنائية لمجلس الدفاع المشترك والذي عقد تنفيذا لتوجيهاتكم السديدة – حفظكم الله ورعاكم – في ضوء العدوان الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر وتنفيذ العديد من التمارين العسكرية المشتركة حيث يعقد حاليا تمرين اتحاد 25 الخاص بالقوات البحرية الخليجية واستمرار عقد اجتماعات اللجان العسكرية المتخصصة لتعزيز قدرات الردع المشتركة.
وفيما يتعلق بالتكامل الاقتصادي والتنمية تطرق البديوي إلى إنشاء الهيئة الخليجية للطيران المدني واعتماد التعديلات على بعض مواد الاتفاقية الموحدة للضريبة المضافة والانتقائية وإطلاق منصة الخليج الصناعية. وبدء تنفيذ المركز الخليجي للثورة الصناعية الرابعة والتقدم في مشروع الاتحاد الجمركي عبر تشغيل منصة تبادل البيانات الجمركية (2026) وتعزيز السوق الخليجية المشتركة وتنظيم تجارة الخدمات وآليات الاعتراف المتبادل بالمؤهلات المهنية وتوقيع بيان بدء مفاوضات التجارة الحرة مع ماليزيا.
وبشأن الشؤون التشريعية والقانونية أشار البديوي إلى إصدار دليل الصياغة التشريعية للأنظمة الموحدة وتعزيز النزاهة عبر الأدلة الخليجية الخاصة بمكافحة الفساد واعتماد عدد من القرارات للمجموعة الخليجية لدى مجلس حقوق الإنسان واعتماد الأسابيع الخليجية للرقابة المالية والإدارية ولحماية القيم الدينية والأخلاقية للأسرة.
وحول ملف الشؤون الأمنية قال البديوي إنه يشمل اعتماد الاستراتيجية الخليجية الأمنية لمكافحة جرائم غسل الأموال 2026-2030 والإعداد لمؤتمر الأمن الخليجي/ العالمي2027 في دولة الإمارات العربية المتحدة والإعداد لأعمال التمرين التعبوي (أمن الخليج العربي 4) في دولة قطر والتحضير للبدء بتنفيذ مشروع النقطة الواحدة عند السفر جوا وذلك بشكل ثنائي بين الدول في حال جاهزيتها.
وقال في ختام كلمته “لقد أنهى المجلس الوزاري اجتماعه التحضيري ورفع لمجلسكم الموقر ما توصل إليه من نتائج وتوصيات ونسأل الله – جل في علاه – أن يبارك أعمال هذه القمة وأن يجعل خطاها موفقة ومسعاها مباركا بتوفيق من الله ثم بتوجيهاتكم الحكيمة والسديدة وأن يديم على دولنا نعمة الأمن والأمان والاستقرار والازدهار.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.





