«الصحة»: نجاح عمليتَي زراعة قلب.. في إنجاز طبي استثنائي
الأولى لطفل يبلغ 10 سنوات.. والأخرى لمريض في العقد الخامس

أكدت وزارة الصحة، نجاح الكوادر الطبية في مركز سلمان الدبوس للقلب، بإجراء عمليتي زراعة قلب متتاليتين يومي الجمعة والسبت، شملت الأولى طفلًا يبلغ من العمر 10 سنوات، بينما كانت الثانية لمريض في العقد الخامس، ليرتفع بذلك إجمالي عدد عمليات زراعة القلب في دولة الكويت إلى 13 عملية منذ انطلاق برنامج زراعة القلب الوطني، في خطوة تعكس رسوخ قدرة المنظومة الصحية الوطنية على التعامل مع أدق وأعقد التدخلات الطبية عالية التخصص.
ويمثل هذا الإنجاز إضافة جديدة لمسيرة برامج زراعة الأعضاء في البلاد وترسيخًا لمكانة الكويت ضمن الدول القادرة على تقديم خدمات زراعة القلب بمعايير متقدمة، بما يعزز جودة الحياة للمرضى المصابين بالفشل القلبي النهائي، ويجسّد الاستثمار في الخبرات الطبية والبنية الصحية المتطورة.
كما يعد هذا النجاح النوعي مؤشرًا على التطور المتسارع لبرنامج زراعة القلب محليًا، ويوفر خيارًا علاجيًا محوريًا لمرضى الفشل القلبي المتقدم، وتعزيز الاكتفاء الطبي، ويؤكد جاهزية الفرق الوطنية للتعامل مع الجراحات الدقيقة عالية الخطورة، ليشكل خطوة استراتيجية متقدمة في بناء منظومة وطنية راسخة لزراعة الأعضاء.
وبهذه المناسبة أشاد استشاري جراحة القلب في مركز سلمان الدبوس البروفيسور رياض الطرزي بهذا الإنجاز، مشيرًا إلى أنّ عام 2025 شهد وحده إجراء 8 عمليات ناجحة لزراعة القلب مقارنة بحالة واحدة في 2019، وحالة في 2021، وحالة في 2023، وحالتين في 2024، وذلك بالتنسيق مع برنامج توفير الأعضاء، مما يعكس النمو المتواصل للخبرات السريرية والفنية للمركز.
كما أوضح أن المركز نجح في زراعة مضخة القلب الصناعي LVAD لـ 84 حالة، وهو جهاز يُزرع لمرضى الفشل القلبي الشديد غير المستجيب للعلاج التقليدي، ويعمل كمضخة مساعدة للبطين الأيسر ريثما يتوفر قلب للزراعة أو كحل علاجي طويل الأمد لبعض المرضى.
وأضاف أن الفرق الطبية نجحت كذلك في زراعة جهاز دعم القلب IMPELLA 5.5 لـ 20 حالة، وهو جهاز ميكانيكي دقيق يُستخدم لدعم القلب مؤقتًا في حالات الهبوط الحاد بالدورة الدموية أو خلال التدخلات المعقدة لضمان استقرار الدورة الدموية حتى تحسن الوظيفة القلبية.
وثمّن البروفيسور الطرزي دعم وزارة الصحة وثقتها، مشيدًا بمتابعة معالي وزير الصحة الدكتور أحمد عبدالوهاب العوضي وتوجيهات سعادة وكيل الوزارة الدكتور عبدالرحمن المطيري، ومؤكدًا أن البنية الصحية المتقدمة مكّنت الفرق الطبية من الوصول إلى نتائج مشرفة.
كما عبّر عن تقديره لجهود جميع الكوادر المشاركة في الإنجاز من جراحة القلب، وطب القلب، وفريق فشل القلب، والعناية المركزة، والتخدير، والعلاج الطبيعي، والتمريض، والصيدلة، بما يعكس روح العمل المؤسسي التكاملي داخل المركز.
وتواصل وزارة الصحة ترسيخ بصمة طبية وطنية في مجال زراعة القلب والأعضاء، مؤكدة أن الكويت تمضي بثبات نحو خدمات صحية رفيعة المستوى تقودها كوادر وكفاءات متخصصة واستثمارات استراتيجية في الإنسان والبنية الطبية.





