إلغاء تحذيرات تسونامي في جنوب الهادئ بعد سلسلة زلازل عنيفة
(أ ف ب) – ألغيت أوامر الإخلاء في العديد من جزر جنوب المحيط الهادئ الجمعة ما سمح لعشرات آلاف السكان بالعودة إلى منازلهم، بعدما زال على ما يبدو خطر تعرّض هذه المناطق لأمواج تسونامي كبيرة بعد سلسلة من الزلازل العنيفة.
وضربت زلازل متتالية بقوة 7,3 و7,4 و8,1 درجات على مقربة من جزر كيرماديك النيوزيلندية النائية، أعقبتها عشرات الهزات الارتدادية العنيفة ما استدعى صدور تحذيرات من أمواج تسونامي في أنحاء المحيط الهادئ.
وغادر آلاف الأهالي منازلهم متوجهين إلى مناطق مرتفعة بعدما توقعت السلطات أمواجا تصل إلى ثلاثة أمتار في كاليدونيا الجديدة وفانواتو، فيما أعلن الإنذار في دول وأراض من نيوزيلندا إلى البيرو، ومن روسيا إلى القارة القطبية الجنوبية.
في نيوزيلندا قالت السلطات إن بلدة أوبوتيكي في الجزيرة الشمالية (نورث آيلاند)، البالغ عدد سكانها 4 آلاف نسمة، تم إخلاؤها بالكامل.
وعلى مسافة ست ساعات بالسيارة على الطريق الساحلي قال كيث وودرسون إنه هرب إلى تلال على مشارف البلدة.
وقال "كانت هناك طوابير طويلة جدا من السيارات على امتداد النظر. لم نخرج من عربتنا بل انتظرنا زوال الخطر" مضيفا "لم يكن هناك ذعر، كان كل شيء منظما".
وفي النهاية، أُعلن عن أمواج بارتفاع متر في جزر لويالتي بكاليدونيا الجديدة، وقال شهود عيان في بورت فيلا عاصمة فانواتو إنهم رأوا بضع أمواج كبيرة تتكسر على الواجهة البحرية وتغمر رصيف التنزه بالمياه.
ولم ترد تقارير عن خسائر بالغة، ويبدو أن الضرر الوحيد الذي طال الناس كان تعرض بعض المسافرين الذين علقوا لساعات في ازدحام شديد في جزيرة تاهيتي، لتجفاف طفيف.
وقال مركز الإنذار المبكر من التسونامي في المحيط الهادئ أن الخطر لم ينته بشكل تام. ويمكن أن تتعرض أميركا الجنوبية وأميركا الوسطى لأمواج تسونامي معتدلة اعتبارا من الساعة 13,30 ت غ، لكن العديد من الإنذارات المحلية ألغيت.
ومن بين الدول والسلطات التي ألغت أو خففت الإنذارات الأولى استراليا ونيوزيلندا وفانواتو وبولينيزيا الفرنسية.
وحل شعور بالارتياح مكان الخوف عندما أطلقت صفارات الإنذار وتم إخلاء مدارس قريبة من البحر، فيما طلب من بعض الأهالي المغادرة فورا إلى مرتفعات من دون التوجه لاصطحاب أولادهم، خشية ازدحام حركة المرور ما يمكن أن يقطع الطرق أمام فرق الطوارئ ويعرقل وصول مساعدة في حال الحاجة.
في نيوزيلندا التي أمرت بإجلاء مناطق ساحلية، عبرت رئيسة الحكومة جاسيندا أرديرن عن الارتياح.
وقالت "من الصعب ألا نشعر بأن البلد يتعرض لسلسة حظوظ عاثرة، عندما يتعين التعاطي مع زلزال وتحذير من تسونامي ووباء في يوم واحد".
وقالت فيونا رادسديل التي تدير متنزها لتمضية العطلات في الجزيرة الشمالية بنيوزيلندا إنها لم تستيقظ على الزلزال الأول، بل على صافرات الإنذار من تسونامي.
وباشرت على الفور تنظيم إجلاء قرابة 30 ضيفا كانوا في موقف البيوت المتنقلة (كرفان) إلى تل مجاور.
وقالت لوكالة فرانس برس "أخذناهم إلى قمة مورنينغ سايد بارك، حيث بالإمكان مشاهدة البلدة من فوق".
أضافت "حملنا بعض الطعام والشراب، كل شيء جرى بسلاسة. لا يزال هناك بعض المعتوهين في البلدة يتجولون بسياراتهم لكن الغالبية يتصرفون بوعي ويقومون بما يطلب منهم".
في مناطق أخرى شوهد عدد من الأشخاص يتصرفون بحماقة ويغامرون في مياه المحيط للسباحة أو ركوب الأمواج.
وقالت وزيرة الحالات الطارئة كيري آلان إن التجمعات السكنية الساحلية استجابت للتحذيرات.
وأوضحت "سارع الناس إلى حزم أمتعتهم والتوجه في سياراتهم إما إلى مناطق داخلية أو إلى مرتفعات، والآن يتابعون المستجدات".
وأمر خفر السواحل المحلي المئات من المراكب التي لا تزال في المياه، بالابتعاد إلى مياه أكثر عمقا، على سبيل الاحتياط.
– تتابع زلزالي غير مألوف –
ضرب أقوى الزلازل على بعد ألف كيلومتر قبالة سواحل نيوزيلندا عند الساعة 8,28 صباحا (19,28 ت غ الخميس)، حسبما أعلن المركز الأميركي لرصد الزلازل.
وسبقه زلزالان عنيفان أيضا، في تتابع زلزالي عنيف غير مألوف حتى في منطقة حزام النار بالمحيط الهادئ، حيث تتصادم الصفائح التكتونية.
وقال كبير العلماء في مركز إي إس إس لعلوم الأرض آدم باسكال "في المعدل، فإن زلزالا بقوة ثمانية درجات أو أكثر، يحدث مرة في السنة في أي مكان في العالم، لذا فإن هذا زلزال كبير وعلى عمق وبقوة يسمحان بتشكل أمواج تسونامي".
وكانت رئيسة الوزراء أريدرن من الذين اسيقظوا باكرا.
وكتبت على إنستغرام بعد الزلزال الأول الساعة 2,27 صباحا "آمل أن يكون الجميع بخير هناك — خصوصا على الساحل الشرقي الذين ربما شعروا بكامل قوة ذلك الزلزال".
وأحيت هذه الدولة الواقعة في جنوب الهادئ مؤخرا الذكرى العاشرة للزلزال الذي ضرب كرايست تشرش بقوة 6,3 درجات وأودى بحياة 185 شخصا في مدينة ساوث آيلاند.