مساعدات الكويت الإنسانية.. إسهامات متعددة لحماية المعرضين للخطر
(كونا) – قدمت دولة الكويت ولا تزال إسهامات متعددة في إطار جهودها الإغاثية في مسعى لحماية المعرضين للخطر والوصول إلى الفئات الأكثر حاجة وتوفير احتياجاتها الصحية والإنسانية.
وفي هذا الإطار أعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح تقديم دولة الكويت دعما لمدة عامين بقيمة 20 مليون دولار من الموارد المتاحة للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بناء على توجيهات سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه استجابة للاحتياجات الإنسانية الإغاثية العاجلة للشعب اليمني.
جاء ذلك في كلمة القاها الشيخ أحمد الناصر خلال ترؤسه وفد دولة الكويت المشارك في أعمال المؤتمر الافتراضي رفيع المستوى للمانحين بشأن الوضع الإنساني في اليمن تماشيا مع خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2021 والذي عقد بدعوة من سويسرا والسويد بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وأوضح أن إجمالي ما قدمته دولة الكويت عبر المشاركة الفاعلة في مؤتمرات المانحين وخطط الاستجابة الإنسانية باليمن خلال السنوات الماضية بلغ ما يفوق 559ر1 مليار دولار منها 850 مليونا في المجال الإنساني منذ عام 2015 مؤكدا الاستمرار بدعم الأشقاء في اليمن.
ولفت إلى أن الأمم المتحدة لم تخطئ في توصيفها للأوضاع في اليمن حين أكدت بأنها أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم حيث زاد من سوئها تفشي جائحة كورونا ليضفي تحديات جديدة في نقص الغذاء وانتشار الأمراض وتواصل الإعاقة المتعمدة للمساعدات الإنسانية إضافة لارتفاع مستويات العنف وموجات جديدة للجوء والنزوح في ظل تواضع البنى الصحية والاقتصادية.
وعلى صعيد متصل أشاد مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى اليمن تيم ليندركنغ بما تقدمه دولة الكويت وإسهاماتها المتعددة على الصعيدين السياسي والإنساني لإعادة الأمن والأمان إلى ربوع اليمن الشقيق.
وقدم المبعوث خلال استقبال الشيخ أحمد الناصر له خلال زيارته مؤخرا إلى البلاد شرحا عن آخر المستجدات والتطورات الحاصلة في الأزمة اليمنية.
ومن جانبه جدد الشيخ احمد الناصر تأكيد موقف دولة الكويت الثابت والمبدئي بتقديم كافة أوجه الدعم لليمن ولشعبه الشقيق وبذل جميع الجهود لإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوعه وحرص دولة الكويت على استتباب الأوضاع السياسية والأمنية في اليمن والوصول إلى حل سياسي وفقا للمرجعيات الثلاث وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن رقم 2216.
وميدانيا في اليمن دشنت السلطة المحلية بمحافظة (تعز) توزيع 490 حقيبة إيواء على الأسر النازحة والمتضررة في ثلاث مديريات بالمحافظة بتمويل من الجمعية الكويتية للإغاثة.
وأعرب وكيل محافظة (تعز) الدكتور عبدالحكيم عون عن جزيل الشكر والتقدير باسم السلطة المحلية والمواطنين لدولة الكويت حكومة وشعبا على استمرار دعمهم الإغاثي والتنموي والإنساني لليمنيين في مختلف الظروف والمراحل. وقال إن الشعب اليمني لن ينسى للكويت هذه الوقفة الانسانية النبيلة والمخلصة معه في هذه الظروف مضيفا أن المشاريع الكويتية في مختلف المجالات ستبقى محفورة في وجدان الأجيال وشاهدة على عطاء وإنسانية بلا حدود.
ومن جانبه أشاد (مدير مكتب مؤسسة ينابيع الخير – تعز) المنفذة للمشروع عبد الرؤوف اليوسفي بدعم حكومة وشعب الكويت لليمن و(الجمعية الكويتية للإغاثة) لمحافظة (تعز) في المجال الإغاثي والإنساني مثمنا موقفها المساند للشعب اليمني خلال الأزمة الراهنة. وأشار إلى أن هذا المشروع يسهم في تخفيف معاناة مئات الأسر وتوفير الاحتياجات الضرورية للمعيشة في ظل الظروف القاسية التي تمر بها المحافظة واليمن عموما. وأوضح أن (الكويتية للإغاثة) تدعم منذ سنوات العشرات من المشاريع النوعية في مختلف المجالات الإغاثية والتنموية والتي يكون لها أثر كبير يلامس احتياجات الأسر المتضررة والمجتمع بشكل عام. يذكر أن هذا المشروع يستهدف مئات الأسر النازحة والمتضررة في محافظات (تعز ولحج ومأرب) ويأتي ضمن حملة (الكويت بجانبكم) المستمرة منذ ست سنوات. وجاءت تلك الجهود الدؤوبة بالتزامن مع إشادة المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية – اقليم شرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري بالدعم الكبير الذي تقدمه الكويت للعمل الإنساني لمنظمة الصحة العالمية بما في ذلك الاستجابة لفيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) ودعم تطوير وتوزيع اللقاحات لمكافحة الفيروس.
وقال المنظري لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) بعد مشاركته في جلسة نقاشية افتراضية نظمتها مؤسسة قطر بالتعاون مع مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش) إن الكويت تعد أحد أهم الشركاء العالميين الاستراتيجيين لمنظمة الصحة العالمية في مكافحة تفشي الأمراض بما في ذلك الحصبة في لبنان والكوليرا في اليمن والإيبولا وجائحة (كوفيد 19) كما أنها تعد واحدة من أعلى المساهمين للفرد في أعمال الطوارئ وشريكا قويا في حماية الأشخاص المعرضين للخطر.
وأضاف أن الكويت كانت واحدة من أكبر الجهات المانحة على مستوى العالم في دعم صندوق الاستجابة للتضامن من أجل مكافحة فيروس (كورونا) التابع لمنظمة الصحة العالمية كما أنها كانت من ضمن أوائل الدول التي دعمت مبادرة تسريع أدوات مكافحة الفيروس التابعة للمنظمة.
وأفاد بأن تلك المبادرة تم إطلاقها لتسريع تطوير وإنتاج وتوزيع اللقاحات والتشخيصات والعلاجات الخاصة ب(كوفيد 19).
وأوضح المنظري أنه بدعم من الكويت تمكنت المنظمة من تطوير الاستراتيجية الأساسية والميزانية المخصصة لمبادرة تسريع أدوات مكافحة (كورونا) ونجحت في التوسع في توزيع اللقاحات والتشخيصات والعلاجات الفعالة فضلا عن تعزيز مجالات البحث والتطوير الأساسية مثل اللقاحات وإجراء الاختبارات وإيجاد العلاجات الفعالة وتطوير السياسات وتقديم الإرشاد والتوجيه الفني للدول الأعضاء.
وأضاف أنه كان للمبالغ التي قدمتها الكويت لدعم أعمال المنظمة في مكافحة (كوفيد 19) أهمية بالغة إذ أسهمت في دعم أنظمة الرعاية الصحية في الدول المتلقية إلى جانب تعزيز إمكانات المنظمة على نطاق مستوياتها الثلاثة.
وردا على سؤال حول نشاط الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية الذي قدم منحا ومساعدات مالية لعدد من دول العالم لتمكينها من مواجهة تحديات الوباء ودعم إنشاء مركز للأوبئة في أفريقيا قال المنظري إن الكويت كانت دائما من الجهات المانحة التي دأبت بشكل استباقي على دعم جهود المنظمة لاسيما في الاستجابة للاحتياجات الصحية والإنسانية في الدول التي تواجه أزمات وحالات طوارئ وصراعات طويلة الأمد.
وأفاد بأن إسهامات الكويت ساعدت المنظمة في الوصول إلى الفئات الأكثر حاجة لخدمات الرعاية الصحية والإمدادات وتشغيل المرافق الصحية المتضررة معربا عن الشكر للكويت على دعمها السخي وروح التضامن التي أبدتها.