مساعدات الكويت الإنسانية.. تجسيد لمعنى الاحتفاء بعيد الفطر
(كونا) – بخطى ثابتة وسعي دؤوب واصلت الهيئات والمؤسسات الخيرية الكويتية نشاطها المتجدد في مجال العمل الإنساني داخل الكويت وخارجها وذلك امتثالا لتوجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.
وعلى الرغم من أنه لا يمر أسبوع إلا ويشهد على أيادي الكويت البيضاء في مجال العمل الإنساني فإن الأسبوع الماضي كان متميزا حيث سادته أجواء الاحتفال بعيد الفطر السعيد لترسم تلك المساعدات البهجة والسرور على وجوه المحتاجين في أرجاء المعمورة.
ففي مثل هذه الأيام من كل عام حيث تتجلى جميع معاني الإنسانية في أسمى صورها تتبارى المؤسسات والهيئات الخيرية الكويتية في إيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها لتمتزج الاحتفالات بتوفير العيش الكريم للجميع لا سيما الفئات المحتاجة التي هي محط اهتمام المسؤولين عن النشاط الإنساني في دولة الكويت.
وفي هذا الإطار أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي توزيع كسوة عيد الفطر على 1300 أسرة سورية لاجئة وأيتام بالأردن ضمن إطار برنامجها الذي يهدف إلى دعم الأوضاع الإنسانية للاجئين والمحتاجين.
ومن جانبه قال سفير دولة الكويت لدى الأردن عزيز الديحاني لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن الهلال الأحمر الكويتي يعكس عمليا التوجيهات السامية للقيادة السياسية العليا بأن تكون دولة الكويت عنوانا للعمل الخيري والإنساني "كما هو الحال بالنسبة للحكومة والمؤسسات الرسمية والشعبية الأخرى التي تحرص على الوجود في ميادين العمل الخيري والإغاثي حول العالم في كل وقت".
وأكد الديحاني حرص السفارة الكويتية وكوادرها على متابعة الجهود الإنسانية الكويتية في الأردن والإشراف على الجهات المانحة والتعاون معها وفق آليات عمل محددة تضمن إيصال المساعدات إلى مستحقيها.
ومن جهته قال رئيس الهلال الأحمر الأردني الدكتور محمد الحديد إن كسوة العيد وهي عبارة عن (كوبونات) نقدية خصصت لشراء احتياجات الأسر من أحد مراكز التسوق التجارية تهدف إلى إدخال السرور على الأسر اللاجئة والمحتاجة أسوة بنظرائهم في المجتمعات الإسلامية التي تحتفل بعيد الفطر السعيد بشراء أغراض جديدة.
وأشار الحديد إلى أن الهلال الأحمر الكويتي خصص برنامجا لتوزيع وجبات إفطار صائم على اللاجئين السوريين والمحتاجين في المناطق الأشد فقرا بالأردن منذ بداية شهر رمضان "ويستمر البرنامج في توزيع كسوة العيد تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للهلال والصليب الأحمر".
ولم تغب المساعدات الإنسانية الكويتية عن تطورات الأحداث في العالم لا سيما على صعيد القضية الفلسطينية وما تشهده الأراضي المحتلة من اعتداء قوات الاحتلال على الفلسطينيين.
وفي هذا السياق أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي عن إطلاقها حملة تبرعات عبر موقعها الإلكتروني تحت شعار (معك يا فلسطين) وذلك لجمع التبرعات لمصلحة الشعب الفلسطيني.
وقالت الأمين العام في الجمعية مها البرجس في تصريح ل(كونا) إن الحملة تهدف إلى مساعدة إخواننا في القدس في محنتهم والتخفيف من المصاب الأليم الذي يمرون به من انتهاكات متكررة من قبل قوات الاحتلال.
وأضافت أن الحملة تعتبر امتدادا لبرامج الهلال الأحمر الكويتي المستمرة لدعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة ما يتعرض له من انتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني مشيرة إلى أنها جزء من الواجب الوطني والإنساني تجاه أبناء الشعب الفلسطيني للمساهمة في توفير بعض المستلزمات الإغاثية والمواد الضرورية التي تحتاجها المستشفيات في القدس للتخفيف من صعوبة الوضع الإنساني في علاج الجرحى العزل في المسجد الأقصى الذين يتعرضون لاضطهاد وقمع من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي.
وأوضحت أن دولة الكويت من خلال جمعية الهلال الأحمر تؤكد وتبرهن على أنها بجانب الشعب الفلسطيني لتعزيز صموده وبقائه على أرضه إلى جانب رعاية الفقراء والمساكين وتقديم المساعدات لمن يستحق في جميع المدن الفلسطينية.
وفي إطار حرص دولة الكويت على قضاء احتياجات الناس في اليمن دشنت الجمعية الخيرية العالمية للتنمية والتطوير الكويتية مشروعي مياه يستفيد منهما قرابة 1600 شخص في ريف محافظتي (الحديدة) و(تعز).
وقالت (مؤسسة بصمات للتنمية) المنفذة للمشروعين في بيان صحفي إن السلطة المحلية بمديرية (الخوخة) التابعة لمحافظة (الحديدة) افتتحت مشروع بئر مياه ارتوازية في قرية (السد) بدعم وتمويل من (الخيرية العالمية للتنمية) موضحة أن المشروع الذي يستفيد منه قرابة ألف مواطن يتكون من بئر ارتوازية وخزان خرساني سعة 24 ألف لتر ومنظومة طاقة شمسية ومضخة لرفع الماء للخزان الذي يغذي القرية والقرى المحيطة بها.
ومن جانبه أعرب المدير العام لمديرية (الخوخة) سالم عليان عن بالغ الشكر والتقدير والامتنان باسم مئات الأسر الفقيرة لدولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا على هذا الدعم الكريم الذي جاء لينقذ عشرات الأسر ويضع حدا لمعاناة أبنائها الذين كان الكثير منهم يتركون المدرسة ليبحثوا عن الماء.
وفي سياق متصل تم تدشين مشروع مياه يتكون من بئر يدوية وخزان مياه ومنظومة طاقة شمسية في منطقة (داجنة) بمديرية (الوازعية) التابعة لمحافظة (تعز) ويستفيد منه قرابة 600 مواطن بتمويل من (الجمعية الخيرية للتنمية).
ومن جهته أشاد مدير مكتب الأشغال العامة بالمديرية أحمد الظرافي بالدعم السخي لهذا المشروع الحيوي الذي سيوفر بنية تحتية ملائمة ومجدية لعشرات الأسر خصوصا ان المشروع متكامل ويعتمد على الطاقة الشمسية وسيوفر الكثير من النفقات والتكاليف على المواطنين.
وبدوره أوضح المدير العام ل(مؤسسة بصمات) محمد الزمر أن هذين المشروعين سيضعان حدا لمعاناة مئات المواطنين الذين كانوا يعانون للحصول على شربة ماء مبينا أن تزويد البئرين بمنظومة طاقة شمسية جاء كحل مناسب لوضع حد لتعطل ضخ المياه في الآبار التي تعمل بالمشتقات النفطية في ظل ارتفاع أسعارها ومحدودية دخل المواطنين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف التشغيل.
وما زلنا في اليمن حيث اختتمت جمعيات خيرية وإغاثية كويتية مشروعات توزيع سلال غذائية استفادت منها أكثر من 700 أسرة يمنية في محافظات (مأرب) و(حضرموت) و(الحديدة).
وقالت (جمعية الوصول الإنساني) اليمنية المنفذة في بيان إن 1656 فردا ضمن 276 أسرة نازحة في محافظة (مأرب) استفادوا من مشروع السلال الغذائية بدعم من (جمعية بلد الخير) في دولة الكويت كما استفاد 1320 فردا ضمن 220 أسرة يمنية متضررة من السلال الغذائية التي تم توزيعها في محافظتي (حضرموت) و(الحديدة) بدعم من الجمعية الخيرية العالمية للتنمية والتطوير بدولة الكويت.
كما اختتمت الجمعية الكويتية للإغاثة مشروع توزيع ستة آلاف سلة غذائية على الأسر النازحة والمتضررة في محافظات (مأرب) و(تعز) و(لحج) كجزء من مشروع أوسع شمل توزيع 24 ألف سلة غذائية في 10 محافظات.
وأوضح رئيس (مؤسسة ينابيع الخير) المنفذة للمشروع توفيق محمد في بيان صحفي أن السلال تحتوي كل منها على تسعة أصناف رئيسة من الأغذية التي تتطلبها الأسر اليمنية.
بدوره بين نائب مدير مكتب الجمعية الكويتية للإغاثة في اليمن الدكتور عادل باعشن أن هذه المساعدات الغذائية تستهدف الفئات النازحة والأشد فقرا في المجتمع اليمني خاصة في المحافظات التي تستضيف آلاف الأسر النازحة.
وفي إطار حملة (الكويت بجانبكم) التي تنفذها دولة الكويت في أربيل قامت الأمانة العامة للأوقاف وبإشراف القنصلية الكويتية بتوزيع 65 طنا من المواد الغذائية على النازحين واللاجئين ضمن مشروع إفطار الصائم في عدد من المدن بالإقليم كما نفذت الجمعية الكويتية للإغاثة مشروعا من خلال توزيع 150 طنا من المواد الغذائية على النازحين واللاجئين في عدد من المحافظات.
وفي هذا السياق أكد القنصل العام الدكتور عمر الكندري حرص الكويت على الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين واللاجئين في إقليم كردستان العراق في وقت عزفت فيه المنظمات الانسانية الدولية عن تقديم المساعدات.
وأضاف الكندري أن مشروع إفطار الصائم يأتي تجسيدا للدور الانساني الذي انتهجته دولة الكويت وتنفيذا لتوجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بالوقوف مع الشعب العراقي واستكمالا لمسيرة العمل الانساني لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي أطلق حملة (الكويت بجانبكم) للوقوف مع الشعب العراقي قبل عدة سنوات.
ومن جانبه أشار رئيس مؤسسة البارزاني الخيرية موسى أحمد إلى أن دولة الكويت كانت ولا تزال سباقة في تقديم مختلف المعونات الإنسانية للنازحين واللاجئين في الإقليم إضافة إلى المعوزين من السكان المحليين لافتا إلى أن المساعدات المقدمة من قبل الكويت ساهمت بشكل كبير في تخفيف معاناة النازحين واللاجئين.
وإلى السودان حيث نفذت سفارة دولة الكويت مشروع (إفطار صائم) في عدد من الولايات السودانية تضمن توزيع 1300 سلة غذائية رمضانية لمصلحة الأسر المتعففة والأيتام والمحتاجين بتمويل من الأمانة العامة للأوقاف.
بدوره قال سفير دولة الكويت لدى الخرطوم بسام محمد القبندي إن عملية توزيع السلال الغذائية استهدفت ذوي الاحتياجات الخاصة والنازحين في ولايات الخرطوم والبحر الأحمر والنيل الأبيض على مدى ايام كما شملت الإفطارات الجماعية نحو 3500 شخص في دور القران الكريم (الخلاوي) وطلاب جامعة إفريقيا بجانب مراكز عزل المصابين بفيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19).
وتنفيذا لقرار مجلس الوزراء الكويتي بشأن إرسال أكسجين ومكونات إغاثية عاجلة إلى الهند لمواجهة آثار انتشار السلالة الجديدة المتحورة من الفيروس التاجي وصلت أول سفينة تابعة للقوات البحرية الهندية إلى ميناء (مانغالور) المطل على بحر العرب في ولاية (كارناتاكا) تحمل على متنها الأكسجين والمواد الإغاثية من دولة الكويت لمواجهة فيروس (كورونا).
ومن جانبه قال سفير دولة الكويت لدى الهند جاسم الناجم في تصريح لوكالة الانباء الكويتية إن السفينة التي تحمل اسم (كالكوتا) هي أول سفينة تابعة للقوات البحرية الهندية محملة بأكسجين ومواد إغاثية من دولة الكويت تصل إلى الموانئ الهندية موضحا أنها تحمل 40 طنا متريا من الأكسجين السائل و200 أسطوانة أكسجين.
وشدد على أن وصول المزيد من السفن مستمر عبر الجسر البحري الذي أقامته الكويت لدعم الهند في مواجهة انتشار الفيروس.
وأضاف الناجم أن هناك سفنا أخرى في طريقها إلى الموانئ الهندية تحمل الأكسجين السائل وأسطوانات الأكسجين مفيدا بأن الجسر البحري ينقل ما مجموعه 215 طنا متريا من الأكسجين السائل و2600 أسطوانة أكسجين مؤكدا حرص دولة الكويت على تخفيف المعاناة عن الشعب الهندي الصديق إزاء هذه الكارثة الصحية والظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
ووصلت الاسبوع الماضي ثلاث سفن عسكرية هندية الى ميناء (مانغالور) في ولاية كارناتاكا جنوب الهند قادمة من ميناء الشويخ محملة ب140 طنا متريا من الاكسجين الطبي السائل و1600 اسطوانة اكسجين اضافة الى طائرة عسكرية من القوة الجوية الكويتية محملة ب 40 طنا من المساعدات العاجلة من قبل جمعية الهلال الأحمر الكويتي تتضمن 282 أسطوانة أكسجين و60 جهاز تكثيف الأكسجين وأجهزة تنفس صناعي وغيرها من المستلزمات الطبية لمواجهة الفيروس التاجي.
وأعلنت سفارة دولة الكويت في الهند كذلك تنفيذها مشروع إفطار صائم السنوي بإشراف الأمانة العامة للأوقاف بتبرع كريم من أهل الخير في الكويت.
وقالت السفارة الكويتية في تصريح ل (كونا) إنها قامت بالتعاون مع جمعية علماء الهند المركزية وغيرها من الجمعيات الخيرية الهندية بتوزيع حوالي 1660 سلة غذائية تحتوي على مواد متنوعة على عدد كبير من الأسر في ولايات هندية مختلفة.
وعرفانا بدور دولة الكويت ومشاركتها معها في مجال الأزمات الإنسانية حول العالم أطلقت منظمة الصحة العالمية صفحة خاصة لدولة الكويت على موقعها الإلكتروني.
وفي هذا الصدد قال مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير جمال الغنيم في تصريح ل(كونا) إن هذه الخطوة هي لمسة شكر من المنظمة للدور الإنساني الذي قامت به وما زالت تقوم به دولة الكويت على الصعيد الإنساني العالمي في دعم الأنشطة الصحية وتقديم المساعدات للمحتاجين في دول العالم من دون أية منة أو (أجندة) سياسية.
وتناولت الصفحة العديد من جهود دولة الكويت ودورها الإنساني إقليميا وعالميا مؤكدة أن الاحتفاء بالدور الإنساني العالمي لدولة الكويت وتقديره داخل المجتمع الإنساني جاء عرفانا بما تقدمه من دعم فوري لتخفيف معاناة المحتاجين.
ونقلت السفارة في بيانها عن الأسر المتلقية للمساعدات امتنانهم لما تقوم به دولة الكويت لرعايتها العديد من البرامج الإنسانية التي تخدم المحتاجين في مختلف دول العالم والتي تجسد معاني الإنسانية والرحمة بين الشعوب.