العثور على رسالة عمرها 109 أعوام كُتبت على متن السفينة تايتانيك قبل يوم من غرقها
– انجرفت في البحر داخل زجاجة منذ 13 أبريل 1912 قبل العثور عليها
زجاجة في البحر تنجرف لسنوات. بداخلها رسالة مكتوبة على متن سفينة التايتانيك في اليوم السابق لغرقها في عام 1912. وثيقة سمحت لعائلة هيلين لوفيفر المقيمة في جنوب فرنسا باكتشاف جزء من ماضيها وكان هذا الاكتشاف بمثابة معجزة بالنسبة إليها. رسالة عمرها 109 أعوام ألقتها ابنة عمها ماتيلد في وسط المحيط الأطلسي من على متن التايتانيك.
كُتبت الرسالة في 13 أبريل 1912، قبل يوم واحد من غرق السفينة التي خلّفت أكثر من 1500 قتيل. طلبت ماتيلد لوفيفر في رسالتها من الذي سيعثر على الزجاجة التواصل مع عائلتها، ولكنها مثل أربعة أفراد آخرين من هذه العائلة، لم يرَوا نيويورك أبدًا، وفقاً لـ «مونت كارلو».
اكتشاف الرسالة
“عام 2017 عثرت عائلة كندية على الزجاجة أثناء نزهة سيراً على الأقدام. كسرت الزجاجة وقرأت الرسالة” بهذه الكلمات تحدثت هيلين لوفيفر الشغوفة بعلم الأنساب للقناة الفرنسية الثانية، معلنة أنه من المستحيل أن يحدث لها مشاهدة أفلام تسترجع الدراما التي عاشها أسلافها. أما جاك، ابن عمها الوحيد، يسعى إلى عرض هذه الرسالة في متحف.
قصة مجهولة تماماً لستة رجال صينيين
في هذا الوقت كشف فيلم وثائقي جديد عن قصة “مجهولة تماما” لستة رجال صينيين نجوا من غرق السفينة تايتانيك، فأُضيف بذلك فصل جديد إلى تاريخ أشهر سفينة في العالم.
حاز فيلم The Six أو “الستة” على الإعجاب في الصين، ونال استحسان النقاد الذين كالوا له المديح كما نال نصيبه من المناقشات على موقع Weibo المعروف بتويتر الصيني.
يأمل المخرج آرثر جونز أن يكون للفيلم التأثير نفسه عندما يُعرض خارج الصين كما يأمل أن يساهم في تبديد الأساطير التي استمرت لأكثر من قرن.
بالنسبة للبريطاني والباحث الرئيسي ستيفن شوانكرت، فإن فيلم The Six يعطي صوتًا وحياة ووجوهًا لمجموعة صغيرة من الرجال الصينيين الذين كانوا من بين حوالي 700 شخص نجوا من غرق تيتانيك في عام 1912. قال جونز إنه مشروع شاق امتد على مساحة عدة دول وأن القصة بدأت بدأت مجرد مزحة بين صديقين قديمين وكلاهما مقيم في الصين. وقال جونز (47 عاما) إنه فكر كثيراً وسأل نفسه ما إذا كان العالم بحاجة إلى فيلم تيتانيك آخر أو فيلم وثائقي آخر عن السفينة الغارقة. لكن جونز أدرك أن المشروع قابل للتنفيذ بعدما أخبر أصدقاءه الصينيين بالفكرة وبدا الأمر بالنسبة إليهم شيئاً خارقاً للعادة.
الناجي الأخير
فيلم “الستة” يُظهِر شوانكرت وزملاءه الباحثين، يدققون في الأرشيف ويلتقون بالأحفاد عبر القارات وهم يحاولون معرفة ما أصبح عليه الرجال بعد نجاتهم من أشهر حادث غرق على الإطلاق.
ثمانية صينيين كانوا في الدرجة السياحية الثالثة عندما غرقت السفينة بعد اصطدامها بجبل جليدي. 6 من بين الرجال الثمانية، معظمهم بحارة من غير العاملين على متن التايتانيك تمكنوا من تجنب الغرق مستخدمين قوارب النجاة.
من جانبه المخرج جيمس كاميرون الحائز على جائزة أفضل مخرج وأفضل فيلم في الأوسكار عن فيلمه “تايتانيك” عام 1997، قدّم دعماً كاملاً للفيلم الوثائقي وسمح لجونز بعرض مشهد لم يُستخدم في فيلمه الشهير. في مشهد من المشاهد نرى عملية انتشال رجل آسيوي المظهر يتشبث بالحياة على قطعة من الخشب في الماء الجليدي، وربما يكون آخر شخص تم إنقاذه.
عندما تعقب شوانكرت وفريقه ابن الرجل في الحياة الواقعية، اتضح أنه لا يعرف شيئًا تقريبًا عما عاناه والده الراحل لأنه لم يتحدث عن الموضوع مطلقًا. وبينما كان الفريق يتعمق أكثر في ما أصبح عليه الرجال الستة، انتشر الحديث عن مشروع الفيلم، وجذب المزيد من الناس فقدّموا المعلومات التي يملكونها.
أوجه الشبه بين الأمس واليوم
أحد العناصر القوية في الفيلم، هو التمييز الذي واجهه العمال الصينيون المهاجرون مثل هؤلاء البحارة أثناء سعيهم لحياة جديدة في الغرب. وكان “قانون الاستبعاد” الصيني عام 1882 منع العمال الصينيين من التوجه إلى الولايات المتحدة، وأغلق أمامهم باب “حلمهم الأمريكي”.
وصل الرجال إلى نيويورك مع الناجين الآخرين، لكنهم نُقلوا إلى خارج البلاد بعد أقل من 24 ساعة.
لم تغب عن جونز وشوانكرت أوجه التشابه بين المشاعر المعادية للآسيويين في ذلك الوقت واليوم، لا سيما في الولايات المتحدة.
يرى شوانكرت أن “الناس – سواء كانت في الولايات المتحدة أو كندا أو المملكة المتحدة أو في أي مكان آخر – لم تُطوّر فجأة هذه المشاعر السلبية في الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية، جذور هذه المشاكل عميقة”. يكشف الفيلم أيضًا عن زيف مزاعم تقول إن الرجال الصينيين تسللوا إلى قارب النجاة الذي أنقذهم بعدما تنكروا بأزياء نساء.
سعادة الصينيين الذين شاهدوا الفيلم لم تخف على أحد، كون قصة البقاء الحقيقية لمواطنيهم قد رويت الآن، وبحسب جونز فإن الجمهور الصيني قبل كل شيء حرص على شكر العاملين على الفيلم قبل أي شيء آخر، “لملئهم هذه الفترة من التاريخ غير المكتوب، أو ربما التاريخ المكتوب بشكل سيئ”.