الجامعة العربية تدعو جميع آليات حقوق الإنسان للتصدي للإجراءات الإثيوبية بشأن «سد النهضة»

دعت لجنة حقوق الإنسان العربية لجنة الميثاق، التابعة لجامعة الدول العربية اليوم الأحد جميع آليات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية الى التحرك العاجل للتصدي للاجراءات الإثيوبية الأحادية بشأن سد النهضة.

وقالت اللجنة في بيان انها تابعت ما تقوم به اثيوبيا بشأن بناء وتعبئة سد النهضة من مياه نهر النيل دون التوصل إلى اتفاق قانوني ناظم لقواعد الملء والتشغيل مع كل من مصر والسودان مضيفة ان "هذا الاجراء يمس كافة الحقوق والحريات التي كفلتها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وفي مقدمتها الحق في الحياة لملايين البشر الذين يعيشون على مياه نهر النيل".

وأضافت اللجنة ان إجراءات إثيوبيا "تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي لحقوق الإنسان" مؤكدة انها تنظر بعين التقدير لكافة التحركات المصرية والسودانية والعربية في اطار معالجة قضية (سد النهضة) وبما يكفل حقوق جميع الاطراف وفقا لقواعد القانون الدولي وخاصة اتفاقية قانون استخدام المجاري المائية الدولية في الأغراض غير الملاحية لعام 1997.

وشددت على أن نهج حقوق الإنسان في التعامل مع قضية (سد النهضة) وتداعياتها المختلفة يفرض على اثيوبيا أن تبرر عدم امتثالها للالتزامات الأساسية المنصوص عليها في المنظومة الدولية والاقليمية لحقوق الإنسان "وهي التزامات لا يمكن الخروج عنها".

وأشارت اللجنة إلى أنه بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان يقتضي الالتزام باحترام الحق في الماء مؤكدة على انه حق مقترن بالحقوق الأخرى المجسدة في الشرعية الدولية لحقوق الإنسان وأهمها الحق في الحياة والكرامة الإنسانية وضرورة لا يمكن الاستغناء عنه للعيش عيشة كريمة.

وأكدت أن هذه الاجراءات الاثيوبية الفردية والقسرية تنتهك الحقوق المائية التاريخية والمستقرة للشعبين المصري والسوداني وتؤدي إلى تشكيل ظروف بيئية خلاقة لتهديد الحق في السلم والأمن الدوليين إضافة الى الآثار المتعلقة بالتهجير القسري المحتمل جراء الجفاف الذي سيلحق بمساحات واسعة من الأراضي.

وذكرت اللجنة بالإلتزام بالوفاء بأحكام الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب والذي تعتبر الدول الثلاثة اطرافا به.

وتصر إثيوبيا على الشروع في الملء الثاني ل(سد النهضة) خلال موسم الأمطار في يوليو الحالي وأغسطس المقبل بنحو 5ر13 مليار متر مكعب رغم رفض السودان ومصر واشتراطهما التوصل أولا الى اتفاق ثلاثي يحافظ على منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل المقدرة ب5ر55 مليار متر مكعب لمصر و5ر18 متر مكعب للسودان.

ويقع (سد النهضة) على النيل الأزرق على بعد 15 كيلومترا من الحدود السودانية وتبلغ سعته التخزينية 74 مليار متر مكعب وينتظر أن يولد طاقة كهربائية تصل إلى نحو 6000 ميغا واط من الكهرباء.