النزاع العسكري في إقليم تيغراي الإثيوبي يتمدد
– فتح جبهة جديدة في النزاع الدامي المستمر منذ 8 أشهر
(أ ف ب) – نفذ المتمردون في إقليم تيغراي الإثيوبي عمليات ضد القوات الموالية للحكومة في منطقة عفار المجاورة، وفق ما أفاد متحدث باسمهم اليوم الأحد، ما يمهد لفتح جبهة جديدة في النزاع الدامي المستمر منذ ثمانية أشهر.
وقال غيتاتشو ريدا المتحدث باسم المتمردين، إن “العمل المحدود جدا” استهدف قوات خاصة ومقاتلي ميليشيات من منطقة أوروميا، الأكبر في اثيوبيا، كانوا يحتشدون على طول الحدود بين تيغراي وعفار.
وأضاف “اتخذنا هذا الإجراء لضمان إبعاد هذه القوات إلى أوروميا ونجحنا في ذلك”، مشيرا الى سقوط ضحايا بدون أن يكشف العدد.
وتابع “اقتصر عملنا على تشتيت ميليشيا الفلاحين من أوروميا التي دُفعت في الغالب لخوض هذه الحرب غير المجدية”.
وأرسل رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد قوات حكومية الى تيغراي في اكتوبر الماضي لاعتقال زعماء جبهة تحرير شعب تيغراي ونزع سلاحهم.
وقال إن هذه الخطوة جاءت ردا على هجمات نفذتها الجبهة ضد معسكرات الجيش الفدرالي.
وأعلن أبيي حامل نوبل للسلام لعام 2019 النصر أواخر نوفمبر بعد استيلاء قواته على ميكيلي عاصمة تيغراي، لكن قادة جبهة تحرير شعب تيغراي تمكنوا من الإفلات ليبقى القتال مستمرا.
والشهر الماضي اتخذت الحرب منعطفا مفاجئا عندما تمكنت الجبهة من استعادة السيطرة على ميكيلي، ما أجبر أبيي على إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد وسحب معظم قواته من تيغراي.
لكن بعدما شن المتمردون هجوما جديدا بهدف استعادة السيطرة على المناطق الغربية والجنوبية التي احتلها مقاتلون من منطقة أمهرا المتاخمة لتيغراي جنوبا، تعهد أبيي “بصدهم”.
ومنذ ذلك الحين حشدت الحكومة قوات من مناطق لم تتأثر بالنزاع الدائر، بما فيها أوروميا.
ولم يرد متحدث باسم منطقة عفار على طلبات للتعليق الأحد.
– “سرطان أثيوبيا”
والسبت اتهم تقرير إعلامي رسمي جبهة تحرير شعب تيغراي التي تصنفها الحكومة “إرهابية” باستخدام “المدفعية الثقيلة” و”القصف العنيف” لعرقلة وصول المساعدات الى الاقليم عبر عفار.
وقالت وكالة الأنباء الإثيوبية “برفضها وقف اطلاق النار الذي أعلنته الحكومة الفدرالية، تحاول جبهة تحرير شعب تيغراي جاهدة توسيع الصراع ليشمل منطقة عفار”.
لكن غيتاتشو تفي أي تعطيل لتوزيع المساعدات، قائلا “الأماكن التي تشهد قتالا ليس فيها أي طريق سريع رئيسي يستخدم لنقل المساعدات”.
وأكد غيتاتشو الأحد أن وحدات المتمردين كانت نشطة أيضا في منطقة أمهرا الشمالية، حيث شاهد مراسلو وكالة فرانس برس الأسبوع الماضي آلافا من مقاتلي الميليشيات يحتشدون في البلدات الحدودية قبل تنفيذ عمليات مخطط لها ضد الجبهة.
وقال “لقد أجرينا أيضا عمليات ناجحة في واغ هيمرا الواقعة في منطقة أمهرا، فيما نتحدث تنفذ بعض الوحدات عمليات بين ماي تسيبري (غرب تيغراي) وإقليم أمهرا المجاور”.
وفي بيان نُشر الأحد على موقع تويتر وصف أبيي “المجلس العسكري” التابع للجبهة بأنه “سرطان إثيوبيا”.
وقال “كما يقول المثل الشيطان الذي يبقى طويلا لا يمكنك التخلص منه بشكل فوري”، متابعا “من المحتم أن يقاوم بطريقة أو بأخرى. لكن بالتأكيد سيتم القضاء على المجلس العسكري حتى لا ينمو مرة أخرى”.
– سجين حرب
عندما دخل قادة جبهة تحرير شعب تيغراي الى ميكيلي مجددا أواخر يونيو، أعلنوا أنهم اسروا أكثر من سبعة آلاف جندي إثيوبي تم عرض كثر منهم في شوارع المدينة.
وكشف غيتاتشو الأحد انه جرى إطلاق سراح أكثر من ألف منهم الجمعة بالتعاون مع الصليب الأحمر.
وقال “سنواصل اتخاذ خطوات لضمان الافراج عن هؤلاء الجنود الأبرياء الذين اجبروا أو خدعوا في الغالب للالتحاق بالجيش”.
واشار الى ان هناك تحقيقات جارية أيضا لتحديد المتهمين بارتكاب فظائع في تيغراي.
واضاف “هؤلاء المتورطون عليهم المثول أمام المحكمة، وسنحضرهم بالتأكيد”.
كما رفض غيتاتشو المزاعم التي أدلى بها أبيي في الأيام الأخيرة اضافة الى مسؤولين حكوميين آخرين عن تجنيد الجبهة جنودا أطفالا.
وكان أبي قد اتهم المجتمع الدولي بغض الطرف عن هذه الممارسات.
وقال غيتاتشو إن الصور الفوتوغرافية التي تبدو أنها لأطفال يحمل بعضهم أسلحة برفقة متمردين في تيغراي يتم تحريفها.
واضاف “يأتي أطفال صغار لمشاركة المقاتلين الأعباء التي يتحملونها، وفي كثير من الأحيان يحملون بنادق وكل أنواع الأشياء. ثم يلتقط شخص ما صورة وينشرها ويجعلونك تعتقد أنها لجنود أطفال”.
وأكد “لا مصلحة لدينا بتجنيد جنود أطفال لأن عدد الأشخاص الذين ينضمون الينا (…) كبير للغاية”.