لبنان.. تفاؤل بولادة حكومة جديدة رغم العراقيل
(كونا) – معطيات جديدة دخلت على عملية تشكيل الحكومة اللبنانية رفعت منسوب التفاؤل بولادة حكومة جديدة وان كانت التفاصيل قد تخفي الكثير من العراقيل فلبنان بات على مفترق طرق خطير إما النجاح في تشكيل الحكومة مع ما يحمله من امكانية فتح ابواب المجتمع الدولي لمساعدته أو الفشل والفوضى.
وتعلق الامال على تكليف رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة الجديدة لانها ثالث محاولة منذ عام تقريبا بعد تكليف السفير مصطفى أديب وإخفاقه في التشكيل واعتذاره ثم تكليف سعد الحريري وإخفاقه واعتذاره في ظاهرة غير مسبوقة في الحياة السياسية.
وأكد رئيس تحرير صحيفة (اللواء) اللبنانية صلاح سلام في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) "امكانية تشكيل حكومة جديدة في وقت سريع نظرا لوجود إصرار دولي والدخول الامريكي على هذا الخط لخشيتهم انهيار البلد".
من جهته قال الصحفي المعروف جورج شاهين في تصريح مماثل ل(كونا) ان "هامش المناورة ضاق امام جميع الاطراف المحلية وانهم غير قادرين على تجاهل الضغوط الخارجية التي بلغت حدودها القصوى من جهة كما انهم غير راغبين في مواجهة الضغوط الشعبية التي تتفاقم يوما بعد يوم بسبب تردي الاوضاع المعيشية من جهة اخرى".
وأضاف ان "ما صدر من كلام من بعض الكتل النيابية خلال الاستشارات النيابية الملزمة التي سمت فيها ميقاتي وأشارت فيه الى ظهور مؤشرات لاحتمال تشكيل الحكومة يوحي بإعطائه اهمية بالغة للاجواء الخارجية التي تصر على تشكيل الحكومة قبل اي خطوة اخرى".
وأوضح شاهين ان "هناك تبدلا في المواقف المحلية وان تجربة تكليف ميقاتي تأتي تعبيرا عن نتائج اتصالات خارجية مع جهات دولية فاعلة في اتجاه تسهيل عملية التشكيل خصوصا أن لبنان يتجه الى الوقوع في المحظور وبات مضطرا الى خطوة تساعده في الخروج من الازمة قبل انفجارها وقد تم تأجيل هذا الانفجار اكثر من مرة".
وكان ميقاتي واضحا في تصريحه للاعلاميين اثر تكليفه تشكيل الحكومة عندما قال ان لديه "الضمانات الخارجية المطلوبة وانه استكمل البحث في الموضوع الحكومي وأعطى اقتراحاته ومعظمها كانت موضع قبول".
وبدوره أكد الصحفي رضوان عقيل ل(كونا) وجود معطيات من الفرقاء المعنيين بالتشكيل تؤشر الى امكانية ولادة الحكومة لعدة اعتبارات منها ان "البلد دخل في نفق مظلم والحكومة تشكل مفتاحا للخروج منه كما ان الرئيس المكلف ميقاتي صاحب تجربة بعد خوضه تشكيل حكومتين في عامي 2005 و2011".
وقال ان "هناك اصرارا دوليا فالمجتمع الدولي يحث الفرقاء اللبنانيين على تشكيل حكومة للحفاظ على ما تبقى من مؤسسات وقدرات مالية بعدما أصبحت البلاد في حالة شلل" مبينا ان ميقاتي بادر الى وضع خطة للتفاوض مع صندوق النقد الدولي والمجتمع الدولي.
وعلى الرغم من ذلك يتمسك المراقبون بعبارة "العبرة تبقى في تشكيل الحكومة" فهل تنجح الأمور بولادة حكومة جديدة ام سيتكرر مصير عملية التشكيل هذه المرة مع سابقاتها ويكون لبنان قد أضاع فرصة ثمينة لوقف الانهيار.