3 ناجحة و8 فاشلة.. سجل حافل بالانقلابات في السودان
ومن محاولات الانقلاب التي شهدتها البلاد خلال العقود السبعة الماضي؛ نجحت 3 منها، فيما تم إفشال 8 محاولات، وكانت على النحو التالي:
– أول انقلاب: 1957
قاده مجموعة من ضباط الجيش والطلاب الحربيين بقيادة إسماعيل كبيدة، في يونيو/حزيران 1957، ضد أول حكومة وطنية ديمقراطية بعد الاستقلال (1956) برئاسة الزعيم السوداني إسماعيل الأزهري.
حكم على ذلك التحرك بالفشل حيث تم إحباطه في مراحله الأخيرة؛ لتكون أول محاولة انقلاب فاشلة.
– انقلاب إبراهيم عبود: 1958
أول انقلاب ناجح، قاده الفريق إبراهيم عبود، في نوفمبر/تشرين الثاني 1958 ضد حكومة منتخبة مكونة من ائتلاف "حزب الأمة" و"الحزب الاتحادي الديمقراطي" (أكبر حزبين)، وحينها كان يرأس إسماعيل الأزهري مجلس السيادة وعبد الله خليل رئاسة الوزراء.
ونجح انقلاب عبود ليحكم الرجل البلاد لنحو 7 سنوات حتى تم إسقاطه بثورة شعبية عام 1964.
– انقلاب نميري: 1969
بعد سنوات من حكم ديمقراطي لحكومة منتخبة، نفذ العميد جعفر نميري حينها، ومعه مجموعة من الضباط المحسوبين على "الحزب الشيوعي" والأحزاب القومية العربية، انقلابا.
وهو الانقلاب الذي أُطلق عليه اسم "انقلاب 25 مايو"، وأدى إلى وصول نميري إلى السلطة ليمتد حكمه 16 عاما، قبل أن تتم الإطاحة به عبر انتفاضة شعبية في أبريل/نيسان 1985.
– انقلاب هاشم العطا: 1971
جرى في 19 يوليو 1971؛ ونفذه الضابط هاشم العطا، ومجموعة من الضباط المحسوبين على "الحزب الشيوعي" بالجيش السوداني.
وتمكن العطا من الاستيلاء على السلطة ليومين، قبل أن يعود نميري إلى السلطة، ويحاكم الانقلابيين؛ وتم إعدامهم ومعهم عدد من قادة "الحزب الشيوعي"، على رأسهم زعيم الحزب عبد الخالق محجوب.
– انقلاب حسن حسين: 1975
خلال حكم نميري، قاد الضابط بالجيش حسن حسين، محاولة انقلاب جديدة في سبتمبر/أيلول 1975، لكن تم إحباطها وكان مصير الانقلابيين الإعدام في النهاية.
– انقلاب 1976
حاولت القوى السياسية التي كانت تعارض حكم نميري السيطرة على السلطة، فقاد العميد محمد نور سعد، محاولة انقلاب جديدة في يوليو 1976 بمشاركة عناصر تسللت عبر الحدود من ليبيا إلى السودان.
ودارت معارك في شوارع الخرطوم، بين القوات الحكومة وقوات الانقلابيين؛ وأسفرت عن مقتل مئات من الانقلابيين، فيما تم لاحقا إعدام قائد الانقلاب.
– انقلاب الإنقاذ 1989
نجح العميد عمر البشير في 30 يونيو 1989 في تنفيذ انقلاب عسكري بمساعدة "الجبهة القومية الإسلامية" بزعامة الراحل حسن الترابي؛ وتمكن من انتزاع السلطة من الحكومة المدنية المنتخبة التي كان يرأسها الراحل الصادق المهدي رئيس الوزراء آنذاك.
وبقي البشير في السلطة إلى أن تم عزله في العام 2019، من قبل قيادة الجيش بعد احتجاجات شعبية استمرت لأشهر.
– انقلاب 28 رمضان 1990
شهد حكم البشير عدد من الانقلابات أبرزها "انقلاب 28 رمضان" في أبريل/نيسان 1990، بقيادة اللواء عبد القادر الكدرو، واللواء محمد عثمان، وفشل الانقلاب، وأعدم نظام البشير 28 ضابطا شاركوا في الانقلاب بما فيهم قادته.
– انقلاب حزب البعث 1992
في مارس 1992، وقع انقلاب بقيادة العقيد في الجيش أحمد خالد، ونُسب الانقلاب إلى "حزب البعث"، لكن فشل الانقلاب وتم وضع قادته في السجن.
لم تشهد البلاد عقب ذلك انقلابات حتى اندلاع ثورة ديسمبر/كانون الأول عام 2018، وهي احتجاجات استمرت حتى عزل البشير من قبل الجيش.
وأعلن وزير الدفاع آنذاك عوض بن عوف، استلام السلطة في 11 أبريل ، وعزل البشير، وتكوين مجلس عسكري برئاسته لإدارة حكم البلاد لفترة انتقالية تعقبها انتخابات.
إلا أن الضغط الشعبي أجبره على تقديم استقالته بعد 24 ساعة ومعه عدد من أعضاء المجلس أبرزهم رئيس الأركان كمال عبد المعروف، ومدير المخابرات صلاح قوش.
وتولى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئاسة المجلس العسكري ودخل في تفاوض مع قوى إعلان الحرية والتغيير (تحالف أحزاب قاد الاحتجاجات الشعبية ضد البشير).
وأسفرت المفاوضات عن توقيع وثيقة دستورية في 17 أغسطس بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية تستمر 39 شهرا تعقبها انتخابات، قبل أن تعدل لاحقا عقب توقيع اتفاق سلام في أكتوبر مع الحركات المسلحة لتصبح الفترة الانتقالية حتى يناير 2024.
وأثناء فترة حكم المجلس العسكري التي استمرت من 11 أبريل وحتى 17 أغسطس/آب 2019، أعلن المجلس عن إحباط انقلابين:
– انقلاب هاشم عبد المطلب 2021:
في 11 يوليو 2021 أعلن الجيش إحباط محاولة انقلاب هدفت للإطاحة بالمجلس العسكري، وتم اعتقال 12 ضابطا.
وفي 24 من الشهر ذاته، أعلنت اعتقال رئيس أركان الجيش هاشم عبد المطلب أحمد، بوصفه قائد ومخطط المحاولة الانقلابية.
– انقلاب سبتمبر 2021 :
أعلن العميد الطاهر أبو هاجة، المستشار الإعلامي للقائد العام للجيش إحباط محاولة انقلابية شهدتها البلاد، في 21 سبتمبر، والسيطرة على الأوضاع تماما.
وبينما لم تتوفر تفاصيل كاملة عن المحاولة، قال عضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان، في تصريح للأناضول: "الأوضاع حاليا تحت السيطرة؛ حيث تم القبض على بعض المتورطين في المحاولة الانقلابية وإخضاعهم للتحقيق لمعرفة تفاصيل المخطط ومدبريه والقائمين عليه".
وأضاف أن "الجيش يتفاوض حاليا مع وحدات عسكرية بسلاح المدرعات بمنطقة الشجرة جنوبي الخرطوم شاركت في الانقلاب للاستسلام دون مقاومة تفاديا لضربهم".