دراسة: تلوث الهواء قد يزيد من خطر حدوث عسر الطمث بنحو 33%
(دلي ميل) – من المعروف أن تلوث الهواء مرتبط بمجموعة من المشكلات الصحية، أبرزها سرطان الرئة وأمراض القلب.
والآن، كشفت دراسة حديثة أن التعرض لمستويات عالية من الضباب الدخاني يمكن أن يزيد أيضا من خطر حدوث فترات حيض مؤلمة للإناث.
وأظهر علماء من مستشفى جامعة الصين الطبية في تايوان أن التعرض طويل الأمد لملوثات الهواء يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بعسر الطمث، وهي تقلصات شديدة ومؤلمة متكررة، لدى الإناث.
وبشكل مثير للصدمة، وجدت النتائج أن الإناث اللائي يعشن في مناطق بها أعلى مستويات من ملوثات الهواء أكثر عرضة للإصابة بالحالة 33 مرة من اللواتي يعشن في مناطق ذات مستويات منخفضة.
وقال البروفيسور تشونغ واي هسو، أحد مؤلفي الدراسة: "لا نعرف بعد الآلية الكامنة، ولكن الضغط العاطفي لدى الإناث المعرضات لملوثات الهواء، أو مستويات أعلى من هرمون البروستاغلاندين الشبيه بالهرمونات في أجسادهن، قد يكون جزءا من الإجابة.
ويعد عسر الطمث أكثر الاضطرابات النسائية شيوعا، ويرتبط بألم المغص في أسفل البطن قبل أو أثناء الحيض.
وأوضح المعهد الوطني للتميّز في الرعاية الصحية (NICE): "عسر الطمث شائع. وتختلف معدلات الانتشار على نطاق واسع في الأدبيات وتتراوح من 16% إلى 91% بين النساء في سن الإنجاب.
ويمكن أن تكون الحالة ناتجة عن اختلالات هرمونية، أو مرتبطة بحالات أمراض النساء الكامنة الأخرى مثل الانتباذ البطاني الرحمي أو الأورام الليفية أو مرض التهاب الحوض.
وفي حين أن عسر الطمث ليس له علاج معروف، يمكن السيطرة على أعراضه عادة باستخدام الأدوية المضادة للالتهابات.
وفي الدراسة، شرع الباحثون في فهم ما إذا كانت الحالة لها أي صلة بتلوث الهواء.
وقال البروفيسور هسو: "أظهرت الأبحاث بالفعل أن الإناث اللواتي يدخن أو يشربن الكحول خلال فترات الطمث، أو اللواتي يعانين من زيادة الوزن، أو أبلغن في سن مبكرة جدا، يتعرضن لخطر أكبر للإصابة بعسر الطمث. وبالمثل، من المعروف أن اللواتي لم يحملن أبدا معرضات لخطر أكبر لكننا هنا نظهر لأول مرة عامل خطر آخر مهما للإصابة بعسر الطمث: جودة الهواء، ولا سيما التعرض طويل الأمد للتلوث".
وحلل الفريق بيانات من 296078 أنثى تتراوح أعمارهن بين 16 و55 عاما في تايوان مع عدم وجود سجل لعسر الطمث قبل عام 2000.
وتضمنت البيانات معلومات عن تعرضهن طويل الأمد لملوثات الهواء بما في ذلك أكسيد النيتروجين وأكسيد النيتريك وثاني أكسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون وجزيئات PM2.5، بناء على عناوينهن.
وكشف تحليل البيانات أنه من عام 2000 إلى عام 2013، وقع تشخيص 4.2% من الإناث مع عسر الطمث.
وكما هو متوقع بناء على دراسات سابقة، تميل الإناث الأصغر سنا، و ذوات الدخل المنخفض، وأولئك اللواتي يعشن في المناطق الأكثر تحضرا إلى زيادة خطر الإصابة بعسر الطمث.
ومع ذلك، كشفت البيانات أيضا أنه بالنسبة للائي يعشن في 25% من مناطق ذات أعلى مستويات تلوث الهواء، كان خطر الإصابة بعسر الطمث أعلى بنسبة 16.7% إلى 33.1% مرة من غيرهن في 25% من المناطق ذات أدنى تعرض.
وعلى وجه الخصوص، وُجد أن المعرضات لارتفاع PM2.5 يحيق بهن خطر الإصابة بعسر الطمث.
وأضاف البروفيسور هسو: "تُظهر دراسة النتائج التي أجريناها، التأثير الكبير لنوعية الهواء على صحة الإنسان بشكل عام، وهنا تحديدا على مخاطر عسر الطمث لدى النساء والفتيات".
وهذا مثال واضح على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات من قبل الوكالات الحكومية والمواطنين للحد من تلوث الهواء، من أجل تحسين صحة الإنسان.