تقرير أممي: أمراض ومجاعة وجفاف تهدد ملايين البشر بحلول 2050
– نصف سكان العالم قد يتعرضون لأمراض منقولة عبر الحشرات
– العالم سيشهد نزوح وهجرة جماعية بسبب نقص المياه
تحذر مسودة تقرير أعدته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ وشارك في إنجازه أكثر من 700 باحث من أن عشرات الملايين من الأشخاص حول العالم سيعانون من المجاعة والجفاف والأمراض في غضون عقود بسبب الاحترار المناخي.
تحذر مسودة تقرير أعدته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ واطلعت وكالة الأنباء الفرنسية عليه بشكل حصري من أن عشرات الملايين من البشر سيعانون من المجاعة والجفاف والأمراض في غضون عقود بسبب الاحترار المناخي، وفقاً لـ «فرانس24».
ويشدد التقرير، المؤلف من 4 آلاف صفحة وشارك في إعداده أكثر من 700 باحث عبر العالم، على أن العواقب الصحية لهذه الآفات لا يمكن تجنبها على المدى القصير، إلا أن الخيارات التي تتبناها الدول في سياساتها مثل الترويج لحمايات نباتية من شأنها أن تحد منها. كما يحذر من أن تأثيرات متتالية مثل المحاصيل التالفة وانخفاض القيم الغذائية في مواد غذائية أساسية وارتفاع التضخم قد تصيب الفئات الأضعف بين البشر.
ومن المقرر نشر التقرير العام المقبل، وهو يتوقع أن يواجه 80 مليون شخص إضافي خطر المجاعة العام 2050. كما يتوقع تعرض إمدادات المياه لاضطراب يؤدي إلى تراجع محاصيل الزراعات التي تعتمد على مياه الأمطار في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء. ويمكن لـ 40 بالمئة من مناطق إنتاج الأرز في الهند أن تصبح أقل ملاءمة لهذا النوع من الزراعة.
ركائز صحة البشر على وشك الانهيار
وقالت مديرة الصحة العامة والبيئة في منظمة الصحة العالمية ماريا نايرا: “استدامة أسس صحتنا تعتمد على ثلاث ركائز: الطعام الذي نأكله والحصول على المياه والمأوى”، مضيفة “هذه الركائز باتت ضعيفة للغاية وعلى وشك الانهيار”.
ويشير التقرير إلى أن تأثير الاحترار المناخي لا يؤثر على توافر محاصيل رئيسية فحسب، بل على القيم الغذائية أيضا لهذه المحاصيل، فمن المتوقع أن تتراجع نسبة البروتينات في الأرز والقمح والشعير والبطاطا على سبيل المثال بنسبة 6 إلى 14 بالمئة، ما يعرض نحو 150 مليون شخص لخطر نقص البروتينات.
ومن المتوقع أن تضر الظواهر المناخية القصوى بإنتاج القمح في الكثير من مناطق العالم، فيما سيؤدي تراجع المحاصيل وتزايد الطلب على الوقود الحيوي والغابات التي تمتص ثاني أكسيد الكربون إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بحلول العام 2050 بحوالي الثلث، ما سيدفع بـ 183 مليون شخص إضافي من ذوي الدخل المحدود الى حافة المجاعة المزمنة.
وتشير مسودة التقرير إلى أن 80 بالمئة من السكان المعرضين لخطر الجوع يعيشون في أفريقيا وجنوب شرق آسيا، مؤكدة أن 10 ملايين طفل في هتين القارتين سيعانون من سوء التغذية والتقزم بحلول منتصف القرن.
أزمة مياه ونزوح وهجرة جماعية
وفيما يعاني أكثر من نصف سكان العالم حاليا من انعدام الأمن المائي، يحذر التقرير من أن 30 إلى 140 مليون شخص يرجح أن ينزحوا داخليا في أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية بحلول العام 2050 بسبب مشاكل المياه والزراعة وارتفاع منسوب مياه البحر.
وقد يتعرض ما يصل إلى ثلاثة أرباع مخزونات المياه الجوفية للشح بحلول منتصف القرن، إذ يتم استغلالها بشدة كونها مصدر مياه الشفة الرئيسي لـ 2,5 مليار شخص.
وقالت مديرة الصحة العامة والبيئة في منظمة الصحة العالمية ماريا نايرا إن مشكلة “المياه هي إحدى القضايا التي سيقوم جيلنا بمواجهتها في وقت قريب جدا”، وتابعت: “سيكون هناك نزوح وهجرة جماعية”.
الحمى الصفراء والملاريا وفيروس زيكا
على صعيد آخر، تحذر مسودة التقرير من أن نصف سكان العالم قد يتعرضون بحلول منتصف القرن لأمراض منقولة عبر الحشرات مثل حمى الضنك والحمى الصفراء وفيروس زيكا، فيما تزداد مخاطر الملاريا ومرض اللايم. كما أن وفيات الأطفال بسبب الإسهال في طريقها للازدياد حتى منتصف القرن على الأقل.
وتوقع الباحثون أيضا تزايد “كبير” في الأمراض المرتبطة بنوعية الهواء الرديئة والتعرض لأشعة الأوزون مثل أمراض الرئة والقلب، وارتفاع مخاطر تلوث الغذاء والمياه” بسبب النفايات السامة البحرية.
بدورها، توقعت الباحثة المساعدة في معهد الموارد العالمية ستيفاني تاي، والتي لم تشارك في تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أن تؤدي “تأثيرات وصدمات التغير المناخي إلى إنهاك الأنظمة الصحية بشكل أكبر ولفترة أطول بكثير”.