أردوغان: تركيا تحمي حدود الناتو ونتطلع لنهج أمريكي يعزز الحلف
– بايدن صديق لنا وتحدثنا معه بشكل متكرر خلال فترة توليه منصب نائب خلال فترة أوباما
– الولايات المتحدة لم تف بالتزامها حيال منح تركيا منظومة «باتريوت» ما دفعنا إلى الحصول على إس-400 الروسية
(الأناضول) – قال الرئيس رجب طيب أردوغان، الأحد، إن تركيا تحمي حدود حلف شمال الأطلسي، عبر حماية حدودها، معربا عن تطلعه لنهج أمريكي يعزز اتحاد “الناتو” وتضامنه.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده أردوغان في مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول، قبيل توجهه إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، للمشاركة في قمة زعماء حلف “الناتو”، الإثنين.
وأضاف الرئيس التركي: “نشارك في قمة مهمة سيتم فيها اتخاذ قرارات بشأن رؤية الناتو 2030، وتحديد خارطة طريق الحلف للسنوات العشر القادمة”.
وأوضح أردوغان أن بلاده ستؤكد خلال قمة الناتو على الأهمية التي توليها للتحالف، مضيفا: “بحماية حدودنا نحمي حدود حلف الناتو أيضا”.
وأكد أن تركيا تحملت وتتحمل مسؤوليات بالغة الأهمية بصفتها “حليف موثوق” في مواجهة التحديات التي تعترض الناتو.
وأوضح الرئيس التركي أن بلاده تكافح الإرهاب وتتعرض في الوقت نفسه لضغوط هجرة غير نظامية كثيفة.
وأشار إلى أن الناتو يتكيف مع الظروف الجديدة في وقت يقوم فيه بتحديث ذاته في مواجهة التهديدات المختلفة، مؤكدا ضرورة عدم التهاون في المبادئ وآليات اتخاذ القرار المدرجة في أسس التحالف خلال هذه المرحلة، وعلى رأسها عدم تجزئة أمنه وتضامنه وتعاضده.
وشدد الرئيس أردوغان أنه سيؤكد على هذه المسائل خلال القمة.
وأوضح أنه سينقل خلال القمة تطلع تركيا من الحلفاء إظهار تضامن في مواجهة التهديدات ضد بلاده وعلى رأسها الإرهاب، مشددا على أن إسهامات تركيا للحلف في كل فترة يحتاجها منذ عام 1952، تعد بمثابة معيار لمكانة تركيا وأهميتها في الناتو.
وبيّن أن تركيا تحملت ولا تزال تتحمل مسؤوليات حساسة كحليف موثوق به أمام التحديات التي يواجهها الناتو، معربا عن ثقته بأن دور تركيا ضمن التحالف سيكتسب أهمية أكبر في المرحلة الممتدة للعام 2030.
ولفت أنه سيلتقي عددا من رؤساء الدول والحكومات الحليفة على هامش القمة، وسيبحث خلال اللقاءات قضايا ثنائية والتعاون ضمن “الناتو”.
وأشار إلى أنه سيلتقي نظيره الأمريكي جو بايدن على هامش القمة في بروكسل، مضيفا: “سيكون أول لقاء مباشر لنا مع بايدن بعد توليه الرئاسة ويجب بالدرجة الأولى مناقشة العلاقات التركية- الأمريكية”.
وأكد أنه سيبحث مع بايدن الكثير من القضايا، معربا عن تطلعه لرؤية نهج غير مشروط من الولايات المتحدة يعزز اتحاد الناتو وتضامنه.
وقال إنه هناك العديد من القضايا المطروحة على الطاولة مع الولايات المتحدة حيال الصناعات الدفاعية وأهمها ملف مقاتلة “إف-35”.
وأعرب أردوغان عن أسفه لعدم إيفاء الولايات المتحدة بتعهداتها بخصوص مقاتلات “إف-35” رغم إيفاء تركيا بالتزاماتها في هذا الشأن.
وحول توصيف بايدن أحداث 1915 بـ”الإبادة” بحق الأرمن، عبر الرئيس التركي عن استياء بلاده قائلا: “هذه المقاربة أزعجتنا بشكل كبير، ولا بد من التطرق إليها (خلال الاجتماع مع بايدن)”.
وعن هذا الاجتماع، أوضح أردوغان أن هناك الكثير من الإشاعات والأقاويل المتداولة في الداخل والخارج، مضيفا: “لكن علينا تجاهلها والتحدث عن الخطوات المستقبلية”.
وبخصوص علاقاته مع الرؤساء الأمريكيين، قال أردوغان “لم أتعرف على أمريكا وزعمائها حديثا، لدي علاقات مع الولايات المتحدة منذ عهد الرئيس الأسبق جورج بوش مرورا بباراك أوباما ودونالد ترامب، وصولا إلى الرئيس الحالي بايدن”.
وأضاف “لا أستطيع أن أقول إننا مررنا بأيام سيئة معهم جميعا خلال هذه الفترة، وبشكل عام، قمنا بأعمال ناجحة للغاية”.
وأعرب أردوغان عن أمله في تلبية كافة تطلعات تركيا من الولايات المتحدة خلال الفترة الراهنة، مبينا أن واشنطن تقدر وتقر بإيفاء تركيا لالتزاماتها بالكامل ضمن حلف الناتو.
وبيّن أنه عقد العديد من اللقاءات مع بايدن سابقا، قائلا “إنه صديق لنا وتحدثنا معه بشكل متكرر خلال فترة توليه منصب نائب الرئيس إبان ولاية أوباما”.
وحول شراء أنقرة منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية “إس-400”، أشار أردوغان إلى أن الولايات المتحدة لم تف بالتزامها حيال منح تركيا منظومة الصواريخ الدفاعية “باتريوت” ما دفع أنقرة إلى الحصول على الصواريخ الروسية.
وأكد ضرورة تطلع البلدين إلى المستقبل وطرح تلك القضايا العالقة بينهما على طاولة الحوار.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة تستعد لمغادرة أفغانستان خلال فترة قريبة، مبينا أن تركيا البلد الموثوق الوحيد الذي سيواصل الالتزام بمسؤولياته في ذلك البلد بعد مغادرة الأمريكان.
وذكر أردوغان أن الولايات المتحدة راضية بدور تركيا في أفغانستان بعد انسحابها من هذا البلد، مبينا أنه سيبحث هذا المسار مع الجانب الأمريكي على هامش قمة “الناتو”.
وعن الشأن الاقتصادي، أوضح أردوغان أن احتياطي البنك المركزي التركي وصل إلى حدود 100 مليار دولار.
وأشار إلى أن تركيا رفعت قيمة اتفاقية المقايضة التي أبرمتها سابقا مع الصين من 2.4 مليار دولار إلى 6 مليارات دولار، عبر اتفاقية جديدة أبرمتها أنقرة مع بكين في وقت سابق قريب بقيمة 2.4 مليار دولار.
ووصف أردوغان ذلك بالقفزة الكبيرة لتركيا في الفترة الأخيرة.
وفيما يتعلق بالأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، قال أردوغان إنه صديق لتركيا ولطالما كانت له مواقف إيجابية تجاهها.
ولفت إلى أن معظم الأزمات التي تهدد الاستقرار العالمي تشهدها المنطقة التي تقع فيها تركيا.
وشدد على أن بلاده تكافح بنفس الوقت في مساحة واسعة من سوريا إلى العراق وليس ضمن حدودها فقط العديد من المنظمات الإرهابية مثل “داعش” و”بي كا كا/ي ب ك”، و”غولن”.
وتطرق أردوغان إلى استهداف تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي، السبت، مستشفى “الشفاء” في مدينة عفرين السورية.
وذكر أن الهجوم على المستشفى أدى إلى استشهاد 14 مدنيا بينهم أطفال وأطباء ومرضى وإصابة 32 آخرين.
ودعا أردوغان بالرحمة لمن فقدوا حياتهم وتمنى الشفاء العاجل للجرحى.
وشدد أن الهجوم الإرهابي على المستشفى أظهر مجددا وحشية وغدر تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا”.
وقال: “سنحاسب هؤلاء الأوغاد على كل قطرة دم أراقوها فهم قتلوا الأبرياء في بلدنا والمدنيين في سوريا وأشقاءنا الأكراد في العراق”.
وأشار إلى أنه سيتوجه إلى أذربيجان بعد مشاركته في قمة الناتو تلبية لدعوة نظيره إلهام علييف، مبينا أن “علاقة الأخوة التركية الأذربيجانية ضمانة للسلام والازدهار والاستقرار في المنطقة”
ولفت إلى أن الانتصار الذي حققته أذربيجان في إقليم “قره باغ” فتح الباب أمام سلام واستقرار دائمين في المنطقة.
وأردف: “سنزور الأراضي التي تحقق فيها الانتصار، بإذن الله سنزور شوشة ذات القيمة التاريخية من أجل العالم التركي والتي أعلنت المدينة الثقافية بأذربيجان وخرج منها العديد من الفنانين”.
وتابع: “سأحضر الأربعاء رفقة أخي علييف مباراة منتخبنا الوطني لكرة القدم أمام منتخب ويلز (ضمن بطولة أمم أوروبا 2020)”.
وذكر أن مدينة أنطاليا ستحتضن في 17 يونيو/حزيران الجاري قمة “عملية التعاون في جنوب شرق أوروبا” عقب عودته من زياراته الخارجية.
ولفت إلى أن تركيا تتولى رئاسة عملية التعاون منذ يوليو/تموز الماضي، مبينًا أنها ستسلمها إلى اليونان خلال القمة القادمة.
وأوضح أردوغان أنه سيشارك في منتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي سيعقد برعاية وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو في 18 يونيو الجاري.
وأكد أن الاجتماع الأول للمنتدى، يجمع بين مسؤولين حكوميين وممثلي منظمات دولية، بالإضافة إلى العديد من قادة الرأي والأكاديميين والإعلاميين، وسيكون أحد أكبر الأحداث الدولية التي تقام بمشاركة مباشرة خلال جائحة كورونا.
ولفت إلى أنه سيجري لقاءات مع قادة سيأتون إلى أنطاليا للمشاركة في المنتدى.