أخبار خليجية

الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى تطوير أنماط جديدة من التعاون مع دول مجلس التعاون

(كونا) – قال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل اليوم الجمعة إن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تشهد "تحولات مهمة" من شأنها أن تقدم فرصة إلى الاتحاد الاوروبي لتطوير أنماط جديدة من التعاون معها.

جاء ذلك في مدونة بوريل الخاصة بمناسبة زيارته الأولى للمنطقة والتي بدأها بقطر يوم أمس الخميس ليتوجه بعد ذلك إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

وأضاف بوريل أن "دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تشهد إصلاحات محلية بالغة الأهمية وكلها تحمل رؤى لإنشاء اقتصادات متنوعة وصديقة للبيئة وأقل اعتمادا على المواد الهيدروكربونية ولإنشاء حكومات ومجتمعات أكثر رقمية".

وأوضح أن "هناك على كفة الميزان عقودا وفرصا استثمارية في دول الخليج للشركات الأوروبية وفي أوروبا – هناك فرص – لصناديق الثروة السيادية والتي أصلا تمتلك حصصا ممتازة في اقتصاد الاتحاد الأوروبي".

وذكر أنه ناقش هذه التحولات في منطقة الخليج وفي منطقة الشرق الاوسط بشكل أوسع مع مستشاريه وأكد أنها "مهمة لأوروبا لأنها تؤثر في مواقف دول الخليج حيال النزاعات القريبة منها مثل تلك التي في ليبيا وسوريا".

وأضاف أن الهدف الثاني من زيارته للمنطقة هو استعراض السبل المتاحة لبناء "شراكة أقوى" مع دول الخليج عبر تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والتغير المناخي والأمن والمساعدات الإنسانية.

واستدرك بوريل بالقول إنه "رغم أن دول الخليج تظل معتمدة على صادرات النفط والغاز إلا أنها أدركت أنها بحاجة كذلك إلى التحول إلى إنتاج الطاقة المتجددة في نهاية المطاف فلديها الشمس والرياح والمياه بكميات وفيرة ولديها أيضا التمويل المطلوب".

وأكد أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى استيراد كميات كبيرة من الكهرباء والهيدروجين الاخضر لا سيما مع استمرار ارتفاع أسعار الكهرباء.

وشدد على أهمية التصدي للمشكلات المرتبطة بالتغير المناخي في منطقة الخليج والمتمثلة بارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت الخمسين درجة مئوية والمصحوبة بنضوب موارد المياه العذبة وذلك عبر تشجيع التعاون في مجالات البحث ومعايير التكيف.

وحذر المسؤول الأوروبي من احتمالية تزايد أعداد الكوارث ما يتطلب التعاون في مجال الحماية المدنية بما يعود بالمنفعة على الجانبين.

من جهة أخرى اقترح بوريل استكشاف الآليات المتوافرة لبناء الثقة وللحد من تصعيد الأزمات الامنية مؤكدا أهمية العمل من أجل ضمان مرور آمن للسفن البحرية التجارية في مياه الخليج.

وفي هذا الشأن أبدى استعداد الاتحاد الاوروبي لتوفير دعم تقني أكبر من أجل تنظيم وإدارة ممرات الشحن في مضيق هرمز وتوفير تقنيات الأمن النووي.

وعلى صعيد المساعدات الإنسانية قال بوريل إن "دول الخليج تبدي اهتماما متزايدا بتحمل مسؤوليات عالمية".

وخلص الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الاوروبي في نهاية المدونة المطولة إلى القول إنه سوف يبحث إعداد "أجندة عمل مشتركة" تأخذ في الاعتبار أزمة أفغانستان.

زر الذهاب إلى الأعلى