لماذا لا يمكن للقاحات «كوفيد» أن تحتوي مغناطيسا أو شريحة إلكترونية ؟
منذ اليوم الأول لظهور فيروس كورونا "سارس كوف 2"، لم يسلم هذا الملف من الشائعات والترجيحات والنظريات غير المدعمة بالأدلة، وبعد ذلك انتقل الاهتمام إلى اللقاحات التي تشكل أمل البشرية والقشة التي يتعلقون بها من أجل تجاوز المحنة.
ومن بين نظريات المؤامرة حول الوباء الأكثر تداولا الآن، هي أن اللقاحات تحتوي على رقائق دقيقة تستخدمها الحكومات أو النخب العالمية مثل بيل غيتس أو ربما كيان سري غامض لتتبع المواطنين.
وللتدليل على ذلك، انتشرت مقاطع فيديو بشكل فيروسي على منصات التواصل الاجتماعي، تدعي أن شريحة تم تضمينها في اللقاح تجعل أذرع البشر ممغنطة، ورغم هذه المقاطع والادعاءات المنمقة والتي تم صياغتها أحيانا لتبدو علمية، فإن المؤامرة خاطئة، بحسب تقرير لشبكة "سي إن بي سي".
وباء المؤامرة
هل الأمر ممكن عمليا أو علميا؟
تعطى لقاحات "كوفيد" باستخدام إبر قياس 25 إلى 22، والتي تتراوح أقطارها الداخلية بين 0.26 و0.41 مليمتر، وفي الوقت نفسه، فإن الشريحة المزودة بقدرات الجيل الخامس أقرب لحجم الفلس.
أصغر شريحة راديو لاسلكية أو "التعرف عبر ترددات الراديو"، هي في الواقع صغير بما يكفي لتبلغ 0.125 ملم، لكنها تعمل فقط عند توصيلها بهوائي ملف يجعل نظام الرقاقة الواحدة يقارب حجم حبة الأرز، الأمر الذي يتطلب حقنة أكبر بنحو 13 مرة من تلك المستخدمة لحقن اللقاح.
قال جيمس هيذرز، كبير المسؤولين العلميين في شركة "سفير سكين"، التي تصنع أجهزة تتبع بيومترية يمكن ارتداؤها: "المكونات الفرعية الفردية في الرقائق الصغيرة جدا صغيرة بما يكفي، ولكن يجب ربطها بكل شيء آخر يجعلها تعمل، مما يجعلها جهازا وليس مجرد علامة راديو لاسلكية عائمة عشوائية".
ماذا عن التقنيات الحديثة؟
كانت رقائق تحديد الهوية بموجات الراديو متاحة تجاريا منذ السبعينيات، وتعمل على تخزين قدر ضئيل من البيانات، والتي يمكن قراءتها بواسطة الأجهزة الأخرى القريبة والمزودة بتقنية الاتصال قريب المدى.
تسمح الرقائق وتقنية الاتصال قريب المدى بأشياء مثل، دفع الأموال دون الحاجة إلى تمرير بطاقة الائتمان، وفتح الأبواب دون مفتاح وكذلك استخدام المواصلات العامة. هذه هي طريقة استخدام رقائق "بايوهاكس".
قال أوسترلوند إنها تتركز أساسا على التخلص من المحفظة وسلسلة المفاتيح والسماح لهذه الشريحة الصغيرة بتمثيل أي بطاقات ومفاتيح لدى الشخص تملأ جيوبه.
تكمن قيمة رقائق "بايوهاكس" في أن كل واحدة فريدة من نوعها، ولكن نظرا لأن لقاحات "كوفيد" يتم إعطاؤها بقوارير متعددة الجرعات، فمن المستحيل التأكد من أي شريحة ستصل إلى أي ذراع.
من المستفيد؟
قال مارك فينستر، مؤلف كتاب "نظريات المؤامرة- السرية والقوة في الثقافة الأمريكية": "هناك الكثير من الأشياء التي يمكن للحكومة استخدامها لتتبعنا؛ عبر هواتفنا، من خلال بطاقات الائتمان الخاصة بنا، ومن خلال أنواع أخرى من الأشياء.اللقاح هو أقل ما يقلقك".
ارتبط غيتس بنظرية المؤامرة جزئيا بسبب مئات الملايين من الدولارات التي قدمتها مؤسسته لدعم أبحاث اللقاحات، وتطرق الملياردير الأمريكي للحديث عن المؤامرة في حديث مع الصحافيين في يونيو الماضي.
قال غيتس: "لا توجد شرائح أو أي شيء من هذا القبيل، له أي صلة بهذا الشيء. أعني، يكاد يكون من الصعب إنكار هذه الأشياء لأنه من الغباء أو الغريب حتى تكرارها، الذي يبدو أنه يمنحها المصداقية".
بينما تجني الشركات المليارات من خلال تتبع البيانات الشخصية وبيعها، فإنها لا تحتاج استخدام اللقاحات للقيام بذلك.
قالت راشيل موران، الباحثة في المؤامرات عبر الإنترنت في جامعة واشنطن: "لدينا الكثير من التقنيات المختلفة لتتبع الأشخاص وبياناتهم، ونأمل أن يكون لدينا نظام قانوني أكثر قوة حتى نعرف تلك الأنظمة بشكل أفضل، لكننا بالتأكيد لسنا بحاجة إلى وضع شريحة إلكترونية في أحضان الناس".