أخبار دولية

«الوكالة الذرية»: «كورونا» لن يكون آخر جائحة.. وعلى العالم الاستعداد

(كونا) – قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي اليوم الاثنين إن فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) لن يكون آخر جائحة وانه يتعين على العالم أن يكون مستعدا بشكل افضل للمستقبل.

واضاف في كلمة استهل بها اجتماعات الدورة السنوية الـ65 للمؤتمر العام للوكالة "انا فخور بما انجزته الوكالة في المعركة لإبطاء انتشار هذا الفيروس الرهيب حيث كانت استجابتنا للطوارئ هي الكبرى من نوعها في تاريخ الوكالة".

واشار الى ان الوكالة ارسلت مجموعات اختبار للكشف عن الفيروس إلى 304 مختبرات في 129 دولة حول العالم.

وكشف غروسي عن ان الوكالة تعمل حاليا على مبادرة كبيرة تتعلق بما سماه العمل المتكامل للأمراض حيوانية المنشأ "وهي في طريقها الى الانجاز اذ هناك 116 مختبرا وطنيا تشارك في هذه المبادرة" داعيا الدول الاعضاء الى "النظر في تقديم مساهمة مالية لتحقيق هدفنا المشترك".

وأوضح ان مكافحة الامراض حيوانية المصدر ستكون الموضوع الرئيس للمنتدى العلمي الذي تنظمه الوكالة لهذا العام على هامش الدورة الحالية.

وتناول المدير العام للوكالة التحديات الحالية التي يواجهها العالم قائلا في هذا الصدد "لم يكن كوفيد 19 حالة الطوارئ الوحيدة التي واجهتها دولنا الأعضاء حيث اتخذت الوكالة الدولية اجراءات سريعة لنشر المساعدة الطارئة استجابة للحالات التي شملت الفيضانات والانفجارات البركانية والتلوث البيولوجي والكيميائي والأعاصير". واشار الى ارسال فريق فني من الوكالة الى لبنان لتقديم المساعدة في حل الازمة في أعقاب الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت اضافة الى مساعدة هايتي بعد الزلزال الذي وقع الشهر الماضي.

كما اشار الى دور الوكالة في مساعدة 146 دولة وإقليما العام الماضي من خلال برنامج التعاون التقني 35 منها من البلدان الاقل نموا حيث كانت مجالات العمل الرئيسية بعد الاستجابة لجائحة كورونا هي الصحة والتغذية والأغذية والزراعة ومواجهة التلوث البلاستيكي.

ولفت إلى ان الوكالة طورت نهجا تعاونيا لبناء قدرات الدول في تتبع وتقييم النفايات البلاستيكية في البيئات البحرية وفي استخدام التكنولوجيا النووية لزيادة معدلات اعادة تدوير البلاستيك.

وفيما يتعلق الامر بتنفيذ ضمانات الوكالة كشف المدير العام للوكالة عن ان عدد الدول التي لديها اتفاقات ضمانات سارية بلغ 186 دولة منها 137 دولة نفذت (بروتوكولات) اضافية داعيا الدول الاطراف في معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية التي ليس لديها اتفاقات ضمانات شاملة سارية الى ان تدخل هذه الاتفاقات حيز النفاذ دون تأخير.

كما دعا الدول التي لم تبرم بعد (بروتوكولات) اضافية إلى ان تفعل ذلك في اقرب وقت ممكن.

وتطرق غروسي إلى اعمال التحقق والرصد التي تقوم بها الوكالة في ايران في اطار خطة العمل الشاملة المشتركة.

وقال بهذا الخصوص "منذ فبراير 2021 تأثرت انشطة الوكالة للتحقق والمراقبة سلبا نتيجة لقرار إيران بوقف تنفيذ التزاماتها المتعلقة بالمجال النووي مما يعرض للخطر بشكل خطير القدرة التقنية للوكالة للحفاظ على استمرارية المعرفة وهو امر ضروري للوكالة لاستئناف التحقق والرصد من التزامات ايران المتعلقة بالمجال النووي في المستقبل".

واضاف "لا تزال هناك قضايا لم يتم حلها تتعلق بوجود جزيئات يورانيوم متعددة من اصل بشري في ثلاثة مواقع في ايران لم يتم الإعلان عنها للوكالة والمسائل المتعلقة بموقع آخر غير معلن واكرر مطالبة إيران بتوضيح وحل هذه القضايا دون مزيد من التأخير." 

واشار غروسي الى انه سيجتمع مع نائب الرئيس الايراني محمد اسلامي على هامش الدورة الحالية للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إضافة إلى زيارة طهران في المستقبل القريب لإجراء مشاورات رفيعة المستوى مع كبار المسؤولين الايرانيين.

وفيما يتصل بمراقبة البرنامج النووي لكوريا الشمالية قال غروسي "لا تزال الانشطة النووية لكوريا الشمالية تشكل مصدر قلق بالغ.. كما ان المؤشرات الجديدة لتشغيل المفاعل 5 ميغاوات ومختبر الكيمياء الإشعاعية مقلقة للغاية". واكد ان "استمرار البرنامج النووي في هذا البلد يعد انتهاكا واضحا لقرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة وهو امر مؤسف للغاية" داعيا كوريا الشمالية إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب قرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة والتعاون على وجه السرعة مع الوكالة في التنفيذ الكامل والفعال لاتفاق ضمانات بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وحل جميع القضايا المعلقة ولا سيما تلك التي نشأت أثناء غياب مفتشي الوكالة من البلاد.

كما تناول المدير العام للوكالة مؤتمر الامم المتحدة لتغير المناخ الذي سيعقد الشهر القادم في مدينة غلاسكو قائلا ان الوكالة ستسلط خلال هذا المؤتمر الضوء على دور التقنيات النووية في دعم جهود التخفيف والتكيف لا سيما في الزراعة الذكية مناخيا والاستخدام المستدام لمياه الأراضي والبيئة بغية تأكيد ان الطاقة النووية يجب ان تكون جزءا من حل مشكلة التغير المناخي.

وشدد غروسي على الفوائد الكبيرة للتقنيات النووية المستدامة ضمن إطار قانوني ديناميكي وقوي يضع السلامة والامن في المرتبة الاولى مشيرا الى ان الوكالة تواصل مساعدة الدول الاعضاء فيها على انشاء اطر قانونية نووية وطنية شاملة وتنفيذ الصكوك القانونية الدولية ذات الصلة. 

زر الذهاب إلى الأعلى