أخبار دولية

وفاة كل 4 دقائق في دلهي.. الهند تغرق في «جحيم فيروس كورونا»

وجّهت عدة مستشفيات في نيودلهي، ثاني أكبر مدينة هندية بعد مومباي ويقطنها 13 مليون نسمة، نداءات استغاثة من أجل الحصول على إمدادات طارئة للأكسجين اللازم لغرف العناية المركّزة، لإنقاذ مرضى فيروس كورونا.

وتسارع الهند، عن طريق الجو والقطارات والبر، من أجل نقل كميات كبيرة من الأكسجين الطبي إلى المستشفيات في عاصمتها نيودلهي، ومناطق أخرى تضررت بشدة من الارتفاع القياسي في عدد الإصابات بالوباء.

وأعلنت وزارة الصحة الهندية، السبت، أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا زاد 346786 حالة خلال 24 ساعة، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً للإصابات على مستوى العالم لليوم الثالث على التوالي، في الوقت الذي ناشد به عديد من المستشفيات في البلاد ذات الكثافة السكانية العالية الحصول على إمدادات من الأكسجين.

وتُوفي 13 شخصاً عندما اندلع حريق في وحدة العناية المركزة في مستشفى يعالج مرضى فيروس كورونا بالقرب من مدينة مومباي الهندية، في وقت مبكر أمس الجمعة.

وقال ديليب شاه، الرئيس التنفيذي لمستشفى فيجاي فالاب، إنه تم إخماد الحريق في وحدة العناية المركزة بالطابق الثاني، وتم نقل بعض المرضى الذين يحتاجون إلى الأوكسجين إلى المستشفيات القريبة.

(وكالات) – يعود نقص الأكسجين في مستشفيات الهند، إلى 3 أسباب: الأول بُعد المسافة بين مصانع الإنتاج والمستشفيات، والثاني شبكة التوزيع الممتدة على آلاف الكيلومترات، والثالث سوء التخطيط، وفق بعض المراقبين.

ووفق "سكاي نيوز عربية"، أغرقت الإصابات بفيروس كورونا مستشفيات في هاريانا وأوتار براديش، الأمر الذي شكل ضغطاً أكبر على مرافق إنتاج الأكسجين التي تعاني أصلاً ضغوطاً شديدة في محاولة تلبية الطلب المحلي.

ولتلبية احتياجات مدينة دلهي الحالية، يجب الآن نقل الأكسجين الطبي الإضافي بالشاحنات من المناطق الصناعية في شرق الهند، وهي مسافة بعيدة وتحتاج إلى وقت طويل.

وبحسب وثيقة حكومية، تنتشر المرافق التي ستتلقى منها دلهي الأكسجين الآن عبر 7 ولايات، وتقع على بُعد أكثر من ألف كيلو متر.

وقال مصدر في صناعة الأكسجين الطبي لـ"رويترز"، إنه نظراً لخطورة المادة، يجب نقل كل الأكسجين السائل في عدد محدود من الناقلات المتخصّصة، الأمر الذي يتطلب تخطيطاً مسبقاً لضمان التسليم في الوقت المحدد.

وفي الأيام الأخيرة، مع تفاقم التدافع على الأكسجين بين الولايات الهندية، عطل المسؤولون المحليون في بعض المناطق حركة الناقلات، في محاولة للاحتفاظ بالإمدادات لمناطقهم.

وقال مسؤول إن دلهي لم تتلق سوى 177 طناً من الأكسجين يوم الأربعاء، في حين أنها تحتاج إلى 378 طناً، ويرجع ذلك جزئياً إلى تعطل حركة النقل.

لكن مصدراً هندياً قال إن دلهي تباطأت أيضاً في التخطيط للمستقبل، من دون مراعاة الوقت الذي يستغرقه نقل الأكسجين عبر البلاد من خلال البر.

وقال المصدر: "هذه المشكلة لم تكن لتحدث لو تصرفوا قبل أسبوعين أو 3 أسابيع".

وتواجه الهند موجة ثانية عاتية من الجائحة شهدت معدلاً بلغ وفاة كل 4 دقائق في دلهي، بينما يتداعى النظام الصحي بالعاصمة التي تعاني نقصاً في التمويل.

ونشرت الحكومة طائرات عسكرية وقطارات لجلب الأكسجين من مناطق بعيدة إلى دلهي، وأظهرت لقطات تلفزيونية شاحنة أكسجين تصل إلى مستشفى باترا بالعاصمة بعد نداء استغاثة قال فيه إنه لم يعد لديه أكسجين يزوّد به 260 مريضاً إلا ما يكفي لتسعين دقيقة فقط.

والأزمة قائمة في أجزاءٍ أخرى من البلاد، إذ أصدرت بعض المستشفيات بلاغات عامة تفيد بنقص الأكسجين الطبي، وأشارت وسائل إعلام إلى وفاة حالات جديدة لعدم توافر الأكسجين في جايبور وأمريتسار.

وتجاوزت الهند يوم الخميس الرقم القياسي الذي سجلته الولايات المتحدة للإصابات خلال يوم واحد الذي بلغ 297430 إصابة، ما جعلها البؤرة العالمية للمرض الذي بدأ ينحسر في كثير من البلدان الأخرى.

وكانت الحكومة الهندية نفسها قد أعلنت في فبراير أنها تصدت للمرض عندما تراجعت الحالات الجديدة لأدنى مستوياتها على الإطلاق.

وارتفع عدد الوفيات بـ (كوفيد 19) في أنحاء الهند بواقع 2624 حالة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وهو أعلى معدل يومي في البلاد حتى الآن.

وسجلت البلاد التي يقطنها 1.3 مليار نسمة تقريباً، 16.6 مليون حالة إصابة إجمالاً حتى الآن، تُوفي منها 189544 مريضاً.

وقال خبراء في الصحة إن الهند تراخت في تطبيق الإجراءات الوقائية في الشتاء عندما بلغ عدد الحالات الجديدة نحو 10 آلاف يومياً، حيث بدا الوضع تحت السيطرة، فرفعت القيود؛ ما سمح بعودة التجمعات الضخمة.

زر الذهاب إلى الأعلى