أخبار دولية

السودانيون يستعدون لاحتجاجات عامة.. اليوم السبت

دعا معارضو الانقلاب العسكري الذي وقع في السودان الأسبوع الماضي، إلى تنظيم احتجاجات في كل أنحاء البلد اليوم السبت للمطالبة بإعادة حكومة يقودها مدنيون إلى الحكم، لإعادة البلاد إلى مسار الديمقراطية بعد الحكم الاستبدادي الذي استمر عشرات السنين.
وتظاهر آلاف السودانيين بالفعل في الشوارع الأسبوع الماضي احتجاجاً على الانقلاب الذي قاده الفريق عبد الفتاح البرهان الذي حل حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، في خطوة دفعت الدول الغربية إلى تجميد مساعدات بمئات الملايين.
ومع مقتل ما لا يقل عن 11 محتجاً في اشتباكات مع قوات الأمن الأسبوع الماضي، يخشى معارضو المجلس العسكري من حملة قمع شاملة وحدوث مزيد من إراقة الدماء.
وقال ناشط ذكر أن اسمه محمد «على الجيش العودة إلى ثكنته وإعطاء القيادة لحمدوك، مطلبنا هو دولة مدنية، دولة ديمقراطية، ليس أقل من ذلك».
وقالت الولايات المتحدة، التي تدعو إلى إعادة الحكومة التي يقودها المدنيون إلى الحكم، إن رد فعل الجيش اليوم السبت سيكون اختباراً لنواياه.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية في إفادة للصحفيين شريطة عدم الكشف عن هويته «ندعو قوات الأمن إلى الامتناع عن جميع أشكال العنف ضد المتظاهرين والاحترام الكامل لحق المواطنين في التظاهر السلمي».
ومع فرض السلطات قيوداً على الإنترنت وخطوط الهاتف سعى معارضو الانقلاب إلى التعبئة للاحتجاج باستخدام المنشورات والرسائل النصية القصيرة والكتابات على الجدران والتجمعات في الأحياء.
ولعبت لجان المقاومة في الأحياء دوراً محورياً في التنظيم على الرغم من اعتقال سياسيين بارزين، ونشطت هذه اللجان منذ الانتفاضة ضد الرئيس المخلوع عمر البشير التي بدأت في ديسمبر 2018.
وقال البرهان إنه أقال الحكومة لتفادي نشوب حرب أهلية بعد أن أجج سياسيون مدنيون العداء للقوات المسلحة، ويقول إنه لا يزال ملتزماً بالانتقال الديمقراطي بما في ذلك إجراء انتخابات في يوليو 2023.
وتم احتجاز حمدوك في منزل البرهان في البداية لكن سُمح له بالعودة إلى منزله تحت الحراسة يوم الثلاثاء، ولكن المسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية قال إنه ما زال قيد الإقامة الجبرية وغير قادر على استئناف عمله.
وقال المسؤول الأمريكي إن ما طالب به السودان من تخفيف أعباء الديون التي يبلغ حجمها عشرات المليارات من الدولارات لن يحدث ما دام الجيش يحاول توجيه السودان بشكل منفرد.
وجمدت الولايات المتحدة والبنك الدولي بالفعل المساعدات للسودان حيث شهدت أزمة اقتصادية نقصاً في السلع الأساسية بما في ذلك الغذاء والدواء وحيث يحتاج ما يقرب من ثلث السكان إلى دعم إنساني عاجل، وبُذلت العديد من جهود الوساطة ولكن لم يظهر أي مؤشر على إحراز تقدم نحو حل وسط.
وقال دبلوماسي غربي إن الدول الغربية لا تتطلع إلى التواصل مع الجيش أو التوسط في أي مفاوضات حتى يتم الإفراج عن المعتقلين ويظهر الجيش التزامه بتقاسم السلطة على النحو المنصوص عليه في إعلان دستوري انتقالي.
ويعارض كثيرون من معارضي الانقلاب في السودان التوصل إلى حل وسط مع جيش لا يثقون فيه بشدة بعد عدة انقلابات منذ الاستقلال في 1956، وقال تجمع المهنيين السودانيين في بيان إن «كل من يقبل أو يشارك في حوار مع الجيش لا يحظى بدعم الشارع مطالباً بتسليم السلطة بالكامل للمدنيين».
وقال المحلل السياسي مجدي الجزولي إن حسابات البرهان هي أنه يستطيع قمع المعارضة بالقوة إذا لزم الأمر مع الاعتماد على دعم الشعب الذي يتوق إلى الاستقرار.
وأضاف أنه «على الرغم من أنه من المهم أن يتجنب الجيش العنف اليوم السبت فيجب على معارضي البرهان تقديم مطالب واقعية».
وقالت منظمة العفو الدولية إن على السلطات السودانية منع قوات الأمن من استخدام القوة غير الضرورية، وأضافت في بيان «على قادة الجيش السوداني ألا يخطئوا في ذلك، العالم يراقب ولن يتغاضى عن حدوث المزيد من إراقة الدماء».

زر الذهاب إلى الأعلى