اقتصاد

خبراء: الأزمة الروسية – الأوكرانية قد تقفز بأسعار النفط فوق 100 دولار 

(كونا) – دفعت الأزمة (الروسية – الأوكرانية) أسعار النفط العالمية لأعلى مستوياتها منذ سبع سنوات لتقفز في تداولات يوم الجمعة الماضي بنحو 3 في المئة وسط توقعات بارتفاعها إلى أكثر 100 دولار أمريكي للبرميل الواحد في حال الفشل باحتواء الأزمة.

ووسط مخاوف من أي مواجهة عسكرية قد تؤدي إلى شح ونقص في إمدادات الطاقة العالمية صعدت العقود الآجلة لخام برنت 03ر3 دولار لتبلغ 44ر94 دولار للبرميل بينما زاد سعر خام غرب تكساس الوسيط No suggestions 22ر3 دولار ليبلغ 10ر93 دولار للبرميل.

وفي هذا الصدد قال الخبير في تكرير وتسويق النفط عبدالحميد العوضي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين إن "الأسواق النفطية تشهد حالة من عدم الاستقرار نتيجة التوتر المتصاعد بسبب الأزمة (الروسية – الأوكرانية)" التي دخلت على خطها دول غربية.

وأوضح العوضي أن روسيا من أكبر منتجي النفط والغاز في العالم بنحو 11 مليون برميل نفط يوميا ومزود رئيس للقارة الأوروبية باحتياجاتها من النفط والغاز "لذا تزداد المخاوف على تأمين إمدادات الطاقة للقارة العجوز" التي تعتمد فيها على روسيا بأكثر من ثلث احتياجاتها من النفط وما يزيد على 50 بالمئة من احتياجاتها من الغاز.

وأشار إلى التلويح الغربي لروسيا بفرض عقوبات اقتصادية صعبة ومؤثرة على اقتصادها في "حال قيامها بعمل عسكري" ضد أوكرانيا لافتا في الوقت نفسه إلى التراجع الكبير في سعر صرف الروبل الروسي مقابل الدولار الأمريكي ليبلغ 77 روبل مقابل الدولار الواحد.

ورأى أن "الرئيس الأمريكي جو بايدن يسعى إلى خفض التوتر الناجم عن الأزمة كون روسيا أحد اللاعبين الأساسيين في اتفاق (أوبك +) ودورها مؤثر في ضبط الإنتاج وتوازن أسواق النفط العالمية".

وتوقع حال فشل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الأزمة أن "تتخطى الأسعار مستوى ال100 دولار للبرميل ما قد يضطر لتخفيف العقوبات الأمريكية وإلغاء الحظر النفطي على إيران وفنزويلا لمواجهة ارتفاعات بالأسعار".

بدوره قال أستاذ هندسة البترول في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور أحمد الكوح ل(كونا) إن هناك حالة من التوازن الواضح في الأسواق النفطية إذ إن كميات الإنتاج متجاوبة مع مستويات الطلب مضيفا أن التوترات الناجمة عن الأزمة أدت إلى ارتفاع الأسعار.

وأضاف الكوح أن قرار تحالف (أوبك +) الذي يضم أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ومنتجين من خارجها بمواصلة خطته الإنتاجية بزيادة إنتاج 400 ألف برميل يوميا في مارس القادم "سيبقى كما هو عليه ومن الصعب أن يشهد تغييرات جذرية لمستويات الإنتاج في ضوء المخاوف من التخمة النفطية إذا ما نجحت الجهود الدبلوماسية في إنهاء التوتر الحالي".

وبين أن "أسعار النفط مرتبطة بشكل مباشر بطريقة إنهاء الأزمة فالحل العسكري قد يصل بها لمستوى 120 دولارا للبرميل في حين أن الحل الدبلوماسي سيقودها للانخفاض التدريجي لتصل إلى مستوى 70 دولارا للبرميل".

من جانبه قال الخبير في مجال الطاقة جمال الغربللي ل(كونا) إن "أسواق النفط تشهد ارتفاعا في الأسعار وقد يصل هذا الارتفاع إلى أعلى من 100 دولار للبرميل نتيجة الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا".

وذكر الغربللي أن "روسيا في حال قيام أي عمل عسكري قد تتخذ قرارت بتخفيض كميات تصدير الغاز لأوروبا كما أن هناك احتمالات كبيرة لإقرار عقوبات اقتصادية جديدة ضدها من قبل التحالف (الأوروبي – الأمريكي)".

ونوه بدور روسيا المتميز في اتفاق (أوبك +) مضيفا أن "نشوب أعمال عسكرية قد يزعزع التزام روسيا بالاتفاق".

وتوقع الغربللي ان تحافظ دول (أوبك +) على مكتسبات الأسعار التي تم تحقيقها لمواجهة انخفاض الموارد المالية وارتفاع التكاليف خلال جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في السنتين الماضيتين. 

وكانت الأزمة (الروسية -الأوكرانية) برزت لدى طلب روسيا الاتحادية من الغرب إعطاءها "ضمانات أمنية قانونية ملزمة" بعدم ضم أوكرانيا وجورجيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتراجع الهيكلية العسكرية للحلف إلى الحدود التي كانت قائمة في عام 1997 وعدم نشر أسلحة نووية فتاكة قرب حدودها.

وفي حين تستمر واشنطن وحلف (ناتو) في إطلاق تصريحات تنذر ب"اقتراب روسيا من غزو أوكرانيا" تتمسك موسكو بإنكار ذلك وتصفها ب"المغالاة".

زر الذهاب إلى الأعلى