خلايا سرطانية تتهرب من العلاج بـ«النوم»
اكتشف علماء في كلية لندن الجامعية أنّ بعض المرضى المصابين بنوع شائع من سرطان الأطفال لا يستجيبون للعلاج بسبب نوع نادر من الخلايا السرطانية لم يتم التعرف عليه سابقاً، تتمتع بقدرة فريدة على «النوم» أثناء العلاج الكيميائي ومقاومة آثاره.
وكشفت الدراسة التي أجريت على الفئران لأول مرة عن السمات البيولوجية المحددة التي تفسر سبب تمكن عدد صغير من خلايا اللوكيميا من البقاء على قيد الحياة خلال أول 28 يوماً من العلاج الكيميائي لسرطان الدم الليمفاوي.
ويموت نحو 20 في المائة من مرضى سرطان الدم الليمفاوي بسبب المرض، ويعاني الكثير ممن نجوا من مضاعفات طويلة الأمد لأنّ العلاج طويل الأمد ومكثف، وهناك حاجة ماسة إلى علاجات أكثر فاعلية وأقل سمية، وهذه الدراسة التي نُشرت أول من أمس في مجلة «نيتشر كانسر»، تلقي ضوءاً جديداً على كيفية تصميم هذه العلاجات.
ومثل جميع أنواع السرطان، يتطور سرطان الدم الليمفاوي، عندما تكتسب الخلايا الطبيعية طفرات جينية متعددة.
ومنذ بضع سنوات، اكتشف علماء جامعة كاليفورنيا أنّ المرضى الذين يعانون من سرطان الدم الليمفاوي يأوون مجموعات متعددة من الخلايا، كل منها يتميز بوجود مجموعة فريدة من الطفرات الخاصة به، وقد ثبت أنّ هذه الملاحظة صحيحة في العديد من أنواع السرطان.
وحتى الآن كان الرأي السائد هو أنّ التركيبة الدقيقة للطفرات في الخلية السرطانية تحدد ما إذا كانت ستبقى أم لا بعد العلاج، ومن المحتمل أن تتسبب في عودة المرض، ولكن لم يكن هناك دليل لا لبس فيه على هذه الفكرة، وقد فشلت الجهود المبذولة لتحديد الطفرات التي تسبب على وجه التحديد الانتكاس للمرضى.
ولحل هذه المشكلة، طور الباحثون نموذجاً مبتكراً للفئران، حيث تم زرع خلايا من مرضى سرطان الدم الليمفاوي في الفئران التي تلقت بعد ذلك العلاج الكيميائي.
وعلى عكس ما هو سائد، وجد الباحثون أنّه لا يوجد أسباب جينية تعطي الخلايا السرطانية خصائص المقاومة للعلاج الكيميائي، وفي تطور آخر غير متوقع، وجدوا خلايا تهربت من العلاج بـ«النوم»، وكانت موجودة بأعداد منخفضة جداً، وهذه هي المرة الأولى التي لوحظ فيها وجود هذا النوع من الخلايا.