اقتصاد

«HSBC» و«هيرميس» يوصيان بشراء سهم «زين» 

• السعر المستهدف 700 و730 فلساً على التوالي

• المجموعة التزمت بسياسة توزيع الأرباح السنوية 33 فلساً كحد أدنى التي بدأتها في العام 2019

• العائد من توزيعات الأرباح للمجموعة بلغ 5.8% وهو الأعلى في قطاع الاتصالات في المنطقة

تنظر المؤسسات الاستثمارية والاقتصادية بعين من التفاؤل إلى نمو قطاع خدمات الاتصالات في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وعزز هذه النظرة الدخول في فترة التعافي من تداعيات جائحة كوفيد-19، وتسارع عجلة النمو الاقتصادي التي تدفعها مبادرات التحفيز التي تطلقها حكومات دول المنطقة، للخروج باقتصاداتها من التداعيات الأخيرة.

وتوقعت مؤسسات التقييم الاستثمارية وفقاً لـ «الأنباء» أن تنعكس هذه التوقعات الإيجابية على أسهم خدمات الاتصالات، إذ ستسعى شركات الاتصالات بتطويع أعمالها لاستثمار هذه الفترة كجسر للانتقال باقتصادات المنطقة إلى مرحلة ما بعد التعافي الاقتصادي.

ووسط هذه الأجواء الاقتصادية الإيجابية، فرض سهم مجموعة زين في الأيام الأخيرة نفسه على طاولة تقييمات المحللين والمؤسسات الاستثمارية، حيث دفعت النتائج المالية الفصلية الإيجابية التي أعلنت عنها مجموعة زين هذه المؤسسات إلى إعادة تقييم سعر السهم الذي يتداول حاليا عند مستوى 595 فلسا (إغلاق الأمس)، إذ كشفت هذه النتائج المالية عن نمو مؤشراتها المالية، وتحقيق تدفقات نقدية صحية.

فقد أوصت المجموعة المالية اي اف جي هيرميس بـ (شراء) سهم زين، ورفعت من السعر المستهدف (العادل) للسهم إلى مستوى 730 فلسا بارتفاع 23% عن سعر التداول الحالي، وعزت المؤسسة المالية هيرميس هذه الترقية إلى النمو القوي لعمليات المجموعة، وتوقعاتها المستقبلية.

ورفع محللون في HSBC توصيتهم لسهم مجموعة زين، إذ أظهرت أحدث التقارير التي أصدرها البنك مؤخرا ترقية سهم زين إلى (شراء)، ورفع السعر المستهدف عند 700 فلس، بارتفاع 18% عن سعر التداول الحالي للسهم في بورصة الكويت، إذ يرى بنك HSBC أن عمليات زين تخطت ما هو أصعب، وأصبحت الرياح المعاكسة خلفها الآن، وتوقع البنك نموا في الأرباح الصافية لعمليات المجموعة، التي وصفها بأنها آمنة في ظل الفرص القوية لاستمرار نمو أعمالها مستقبلا.

وعزت هذه التقارير الاستثمارية ترقية سهم زين إلى تمتع السهم بتوزيعات نقدية جذابة، وواضحة وآمنة، وما تقوم به المجموعة من استثمارات ضخمة في البنية التحتية الرقمية، ومبادراتها في الاستفادة من أصولها الخاملة في أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا (بيع وإعادة تأجير أبراج الاتصالات).

أرباح المجموعة

وبينت هذه التقارير الاقتصادية أنه من المرجح أن تشهد أرباح المجموعة انتعاشا صحيا لفترة العامين المقبلين (2022-2023) مع فترة التعافي الاقتصادي التي بدأت تشهدها غالبية أسواق المنطقة، واستثماراتها الرقمية، وبرامج زيادات الأسعار التي نفذتها في أسواقها المتأثرة بالتضخم.

الجدير بالذكر أن بنك السودان المركزي سيطر على أسعار صرف العملات، إذ قام بإعادة ضبط أسعار العملات الأجنبية، من 55 جنيها سودانيا/ دولار أميركي إلى 444 جنيها سودانيا/ دولار أميركي، ومن الأمور المشجعة التي اتخذتها مجموعة زين في التعامل مع هذه الظروف الاقتصادية، أنها قامت بتعديل الأسعار وجدولة الأسعار للتعامل مع تأثير أسعار صرف العملات، وتتوقع التقارير الاستثمارية أن تأثير أسعار الصرف للعملات سيعود إلى المستويات الطبيعية اعتبارا من العام المقبل، وهو إذا ما حدث ووقع فعليا، فإن المؤشرات المالية للمجموعة تنتظر مساهمة إيجابية واضحة من عمليات العراق اعتبارا من العام المقبل.

وترى هذه التقارير الاقتصادية أن السوق العراقية لاتزال سوقا جاذبة للغاية لنمو لخدمات الاتصالات (خصوصا قطاع البيانات)، إذ من المرجح أن تكون العامل الرئيسي (للتحول الرقمي)، كما من المتوقع أن يساعد في ذلك انتعاش أسعار النفط، التي ستكون الداعم الرئيسي لدفع الاقتصاد الكلي في العام 2022، إلا أنها مازالت ترى أن التقلبات في بيئة التشغيل، والأوضاع الأمنية، وآليات المنافسة تبقى في الاعتبار.

وتواصل مجموعة زين الاستثمار في شبكاتها وفي القطاع الرقمي، إذ استثمرت حتى نهاية سبتمبر الماضي، ما مجموعه 665 مليون دولار (تمثل 18% من الإيرادات)، حيث تواصل التوسع في شبكات الجيل الرابع، وطرح شبكات الجيل الخامس إلى جانب التوسع في الألياف البصرية إلى المنازل (FTTH)، ودفع ورسوم ترخيص الطيف الترددي في عدد من أسواقها. وضمنت هذه الاستثمارات حفاظ المجموعة على تحقيق تدفقات نقدية صحية، إذ انخفض إجمالي الدين بنسبة 2% (بالدينار الكويتي) مقارنة بالفترة نفسها من العام 2020، حيث بلغ صافي الدين إلى الـ EBITDA حاليا 2.4 مرة، ومن الجدير بالذكر أن تكلفة التمويل انخفضت بنسبة 26% مقارنة بالعام السابق، وذلك بسبب تخفيض سعر الفائدة وتحسين المفاوضات مع المقرضين.

وعلى الرغم من الانخفاض الكبير في قيمة العملة في اثنين من الأسواق الرئيسية التي تعمل فيها المجموعة، فقد حققت إيرادات فصلية مستقرة بلغت 1.3 مليار دولار، بينما ارتفعت الأرباح قبل احتساب الفوائد والضرائب والاستهلاكات (EBITDA) بنسبة 3% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2020، لتصل إلى 557 مليون دولار، مما عكس هامشا جيدا للأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاكات (EBITDA) بنسبة 43%، ويعزى هذا الأداء الإيجابي بشكل أساسي إلى زيادة الإيرادات على مستوى عملياتها التشغيلية (باستثناء العراق بسبب انخفاض قيمة العملة)، وتحسين التكلفة على مستوى المجموعة، وتقليل خسائر الائتمان المتوقعة (ECL) على حساب عمليات التحصيل الأفضل والاستحواذات القوية والتحسين بشكل عام في عوامل الاقتصاد الكلي.

وقد ارتفع صافي الأرباح الفصلية بنسبة 5% ليصل إلى 165 مليون دولار، إذ عكس ربحية سهم بقيمة 4 سنتات (11 فلسا)، وجاء هذا النمو بسبب الوفورات الكبيرة التي تم تحقيقها في تكلفة التمويل على مستوى المجموعة من خلال التفاوض بشكل أفضل على الشروط المالية.

وتبين تقارير المحللين أن العائد من توزيعات الأرباح للمجموعة عند مستوى 5.8%، وهي نسبة إيجابية للغاية مقارنة مع بقية الأقران من المشغلين في أسواق المنطقة (عند 5.3%)، ويعتبر المحللون أن العائد من توزيعات أرباح مجموعة زين، من العوائد العالية الجودة.

توزيع أرباح نقدية على المساهمين بواقع 140 مليون دينار سنوياً

كشفت التقارير الاستثمارية عن ان إدارة مجموعة زين التزمت بسياسة توزيع الأرباح السنوية التي بدأتها في العام 2019 بتوزيع 33 فلسا كحد أدنى لمدة 3 سنوات (مؤخرا قامت بتوزيع أرباح نصف سنوية بقيمة 10 فلوس ضمن خطتها في توزيع الأرباح)، واصفة أن هذه السياسة الواضحة تؤمن مدفوعات نقدية للمساهمين بما يقرب من 140 مليون دينار سنويا، وهي مغطاة بالكامل.

وتطرق المحللون إلى المسار الذي سبقت فيه زين المشغلين الآخرين في أسواق المنطقة، الخاص باستثمار الأصول الخاملة (أبراج الاتصالات)، حيث كشفت أحدث هذه التقارير الاستثمارية عن أن تسييل الأصول الذي تقوم به مجموعة زين يمثل جزءا أساسيا من استراتيجية أعمالها، فمن المعروف أن مجموعة زين تعمل على تعظيم حقوق المساهمين من خلال تسييل الأصول بأسعار مغرية (على سبيل المثال، بيع أصول زين أفريقيا مقابل 11 مليار دولار تقريبا، والصفقة الأخيرة لبيع وإعادة استئجار الأبراج في الكويت)، ولايزال لدى المجموعة أصول أبراج في العديد من الأسواق.

وإذ تشير هذه التقارير إلى تمكن مجموعة زين من تقليص المديونية للاستمرار في توليد النقد الداخلي، والاستمرار في تحويل الأصول (مبيعات الأبراج، وغيرها)، فإنها تستثمر بقوة في الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا (مثل Zain Tech، وغيرها)، ويتوقع المحللون أن يحقق للمجموعة هذا التوجه تدفقات نقدية مستقبلا لعملياتها في القطاع الرقمي.

زر الذهاب إلى الأعلى