كازاخستان خارج التغطية والعملات المشفرة تعاني
• تعتبر ثاني أكبر مركز لعمليات تعدين للبتكوين في العالم بعد الولايات المتحدة
العديد من الأسئلة تطرح مؤخرا حول آلية تعدين العملات المشفرة وما علاقة بتكوين بأزمة الطاقة عالميا، ليضاف إلى كل ذلك الاحتجاجات الأخيرة في كازاخستان وتأثيرها على قطاع الـ»كريبتو» أو العملات المشفرة.
الصين… سبب نزوح معدّني العملات المشفرة إلى كازاخستان
لفهم تداعيات الاضطرابات في كازاخستان على القطاع، علينا أولا الرجوع بالزمن إلى 5 ديسمبر عام 2013 وتحديدا إلى الصين والتي كانت تعد بمثابة أكبر مركز لعمليات تعدين بتكوين في العالم، وفقاً لـ «CNBC عربية».
حيث أصدر بنك الشعب الصيني حينها إشعارًا بمنع البنوك من التداول ببتكوين ومن ثم بدأت تضيق الخناق على معدّني بتكوين أكثر فأكثر في 2016 حتى يومنا هذا.
وفي 2021 قام ثاني أقوى اقتصاد في العالم بحظر المؤسسات المالية وشركات الدفع من تقديم الخدمات المتعلقة بمعاملات العملات المشفرة، لتصدر بكين بعد ذلك قرارات مماثلة لتلك التي أصدرتها في الأعوام 2013و 2017 و2019 والتي أثرت بدورها بشكل كبير على عمليات التعدين عالميا.
تأثر التعدين عالميا بقرارات الصين
ما هي العوامل التي دفعت الصين إلى إصدار تلك القرارات؟
– الفكر الأيديولوجي الشيوعي
– المخاوف من تعطل النظام الاقتصادي والمالي في البلاد
– مخاوف بشأن تأثر مشروع “اليوان الرقمي”
– أزمة قطاع الطاقة
كيف استفادت كازاخستان من سياسات الصين؟
بسبب الضغوطات الصينية على القطاع قررت شركات التعدين النزوح إلى دول مجاورة ومن بينها كازاخستان… باعتبارها من بين الدول التي توفر إمدادا رخيصا بكلفة الطاقة.
وتعمل 146 شركة في مجال تعدين العملات الرقمية والمشفرة في كازاخستان حاليا. 53 منها في مجال التعدين، و82 منها متخصصة في بدء التعدين و11 الباقية تركز على البنية التحتية.
كازاخستان ثاني أكبر مركز لعمليات تعدين للبتكوين في العالم بعد الولايات المتحدة
هذا الزخم المتزايد على الموارد الكازاخستانية فتح شهية الحكومة للاستثمار به اقتصاديا رغم مخاطره والأضرار البيئية المتعلقة بعمليات التعدين في زمن يتجه فيه العالم إلى الطاقة النظيفة، حيث قامت الحكومة في يونيو 2021 بإقرار قانون ينص على إخضاع شركات التعدين لرسوم إضافية تبلغ 1 تنغي لكل كيلوواط للساعة من الكهرباء بدءا من 2022.
*1 تنغي كازاخستاني = حوالي 0.0023 دولار أميركي
بالإضافة إلى القانون الجديد، تكافح الدولة الواقعة في آسيا الوسطى منذ الأشهر الأخيرة من عام 2021 للحفاظ على تدفق الكهرباء بعد الزيادة السريعة في الطلب على عمليات التعدين وأيضا ارتفاع منظمات التعدين غير المسجلة والتي تستهلك نحو 1200 ميغاواط من الكهرباء بحسب منظمين من كازاخستان. مما دفع مشغل الشبكة الكهربائية الوطنية في البلاد، KEGOC، إلى تقنين الطاقة.
وبالتالي بدأنا نشهد تفاوتا في قرارات شركات التعدين، من بينها شركة BitFuFu، وهي واحدة من أكبر شركات التعدين عالميا والتي قررت التخلي عن أجهزتها في البلاد والنزوح إلى الولايات المتحدة الأميركية.
بينما قررت شركات أخرى الاستفادة من تدني أسعار الكهرباء رغم الأزمة مثل شركة تعدين البتكوين الصينية Canaan والتي أفصحت في الرابع من يناير أنها ستضيف 10 آلاف آلة تعدين إلى عملياتها في كازاخستان، دون أن تدرك أن الأقدار تتغير بومضة عين إذ أن أزمة أخرى مختلفة عن أزمة الكهرباء أشعلت الشارع الكازاخستاني وأودت بقطاع “الكربتو” في البلاد إلى مصير مجهول.
أزمة الطاقة في كازاخستان
تشهد البلاد مظاهرات أشعل فتيلها رفع أسعار الغاز المسال بنسبة 100%.
ثم تحولت موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة إلى أعمال عنف في الأيام الماضية.
ومع ازدياد الوضع الأمني اضطرابا في مدينة ألماتي اضطرت الحكومة إلى التراجع عن قرار رفع أسعار الغاز، وليس ذلك فقط بل دفعت تلك الاحتجاجات الحكومة إلى الاستقالة وإعلان حالة الطوارئ. ولكن ما يهمنا ويهم قطاع العملات المشفرة هو القرار الثالث للحكومة.
القرار الثالث: قطع شبكات الاتصالات في جميع أنحاء البلاد
بعد ساعات قليلة من انقطاع الاتصال الشبكي، غرد “لاري سيرماك” نائب رئيس قسم الأبحاث لموقع The Block المتخصص في أخبار الأصول الرقمية، بأن 12% من عمليات التعدين لعملة بتكوين قد اختفت.
حيث أظهرت بياناته انخفاضًا حادًا لعدد كبير من المنتجين الذين لديهم عمليات تعدين في كازاخستان.
اللافت أن سعر بتكوين والعملات المشفرة الأخرى أيضا خالفت أساسيات الاقتصاد… فالقاعدة تقول إنه بحال انخفاض المعروض لسلعة ما… فسعرها بالتبعية سيرتفع… إلا أن سعر البتكوين انخفض هنا متماشيا مع مسار عمليات التعدين. حيث سجلت العملة الأقوى قيمة في العالم أدنى مستوياتها في عدة أشهر.
خروج كازاخستان عن التغطية حقا يبين لنا مقدار تأثير البلاد على النظام الإيكولوجي للعملات المشفرة بشكل عام وللبتكوين تحديدا.