محليات

أَسس منبر الدفاع عن الأقصى.. رحيل أحمد القطان أبرز الدعاة في الكويت والعالم الإسلامي

فقدت الكويت أمس الاثنين الداعية الشيخ أحمد القطان، الذي عُرف بخطيب منبر الدفاع عن المسجد الأقصى، بعد وعكة صحية كان قد دخل على إثرها للمستشفى، عن عمر يناهز 76 عاما.

ويعد الشيخ أحمد القطان، أحد أبرز الدعاة في الكويت والدعاة والخطباء المعروفين في العالم الإسلامي، وبدأ مسيرته الدعوية في بداية السبعينيات، منتهجا منهج الوسطية والاعتدال في دعوته وتبنيه للقضايا الإسلامية وتربيته للأجيال المسلمة.

وكان خطيبا مدافعا عن الكويت في أثناء الغزو العراقي الغاشم عام 1990، كما عُرف بمواقفه المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني، ومناهضا لدعوات التطبيع مع الاحتلال الصهيوني.

مولده

ولد أحمد بن عبد العزيز بن أحمد بن إبراهيم القطان في منطقة المرقاب في السادس من ديسمبر عام 1946، وتلقى تعليمه الأول في الكتاتيب، ثم تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة قتيبة، ثم التعليم المتوسط في مدرسة الشامية، ثم مدرسة الخليل بن أحمد، وحصل على دبلوم المعلمين من معهد المعلمين عام 1969.

حياته الدعوية

بدأ الشيخ أحمد القطان مسيرته الدعوية في مسجد الصبيح عام  1970، عبر إلقاء الدروس المحفوظة من أشرطة الشيخ حسن أيوب بعد صلاة العصر، ثم مع شباب جمعية الإصلاح الاجتماعي إلى عام 1976، ثم بدأ الخطابة في مسجد البسّام في منطقة الجهراء عام 1976.

وتبنى قضية الدفاع عن المسجد الأقصى، فأسس منبر الدفاع عن الأقصى وأعلن عنه عام 1979 في مسجد منطقة الدوحة، وتنقل القطان بين مساجد الكويت كمحاضر وخطيب في مسجد العلبان، ثم مسجد المزيني، ثم مسجد الكليب، ثم مسجد ضاحية جابر العلي، ثم مسجد جابر العلي في منطقة جنوب السرة.

وانخرط القطان في تقديم الدروس والمحاضرات التطوعية والثابتة في مدارس الكويت الهادفة لإعداد الجيل والنشء المسلم منذ تقاعده عن العمل عام 1996، وقدم العديد من الدروس الثابتة والسلاسل الكاملة في إذاعة القرآن الكريم في دولة الكويت، وله دروس كثيرة في لجان العمل الاجتماعي والفضائيات والمؤتمرات ولجان العمل النسائي ومراكز القرآن.

إسهامات جليلة

أسهم الشيخ أحمد القطان في أثناء الغزو العراقي لبلاده في توحيد الصفوف وطمأنة القلوب وكسب تأييد الشعوب من خلال السفر إلى البلدان العربية والعالمية وشرح القضية الكويتية في لقاءات جماهيرية حاشدة، كما حدث في الجزائر وفرنسا وبريطانيا وأميركا حتى تم التحرير.

كما أسهم في دعم الطلبة المغتربين كمستشار لهم منذ عام 1984، عبر متابعتهم والمشاركة في مؤتمراتهم وملتقياتهم السنوية سواء في الاتحاد الوطني لطلبة الكويت أو رابطة الشباب العربي المسلم، متبنيا جميع قضايا المسلمين وحتى عام 1994، ثم بدأ التواصل معهم عن طريق الاتصالات المختلفة.

كما عمل القطان كمستشار في العديد من اللجان الخيرية التي تخدم المسلمين في دول أفريقية والفلبين وباكستان من خلال الإشراف على إقامة المشاريع التنموية كالمدارس ودور الأيتام وغيرها، وكذلك العمل في “لجنة التعريف بالإسلام” الداعية إلى نشر وتعريف الدين الإسلامي لغير المسلمين، كما تتلمذ على يديه ومن خلال أشرطته العديد من الشيوخ والدعاة داخل وخارج الكويت.

وله مؤلفات كثيرة منها: سلسلة اللمسات المؤمنة للأسرة المسلمة، وسلسلة تربية الأولاد في الإسلام، وسلسلة خواطر داعية، وسلسلة العفن الفني، وسلسلة قراءة لكتاب رياض الصالحين، وسلسلة ثورة الشعب الفلسطيني، وسلسلة السيادة لله، وسلسلة إعداد الفاتحين، وسلسلة مفاتيح الجنة، وسلسلة مع الشباب.

ضد التطبيع

وحذر القطان من التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وله قول مأثور في ندوة “لا للتطبيع”، مذكرا بأنه أمر خطير، قائلا “القدس والأقصى وفلسطين عندنا قرآن يُتلى”، مشيرا إلى ذكرى الإسراء والمعراج وصلاة الرسول الكريم بالأنبياء في تلك الليلة، مشددا على أن كل “مشاريع السلام والاستسلام” فاشلة طالما لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.

يذكر أن مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي، أطلق من خلال جمعية “نماء الخيرية”، وقفية الشيخ أحمد القطان لعموم الخير ودعم المسجد الأقصى، وذلك وفاء لمن نذر حياته للدفاع عن المسجد الأقصى وتعبيرا عن محبته الصادقة في قلوب إخوانه ومحبيه.

زر الذهاب إلى الأعلى