دراسة تدحض «أسطورة كبرى» حول خطر صحي مميت يرتبط باستخدام الهواتف
(ديلي ميل) – خلصت دراسة كبرى إلى أن استخدام الهاتف المحمول بانتظام لا يزيد من خطر الإصابة بأورام المخ.
وعلى الرغم من كونها عنصرا أساسيا في الحياة الحديثة، كانت هناك مخاوف طويلة الأمد من أن هواتفنا قد تنبعث منها إشعاعات مسببة للسرطان، وغالبا ما يروج لها أصحاب نظريات المؤامرة.
لكن الدراسة التي تعقبت أكثر من 400 ألف بريطاني على مدى عقد من الزمان، كشفت عن عدم وجود صلة بين الاستخدام المنتظم للهاتف المحمول وانتشار سرطانات الدماغ.
ووجد خبراء جامعة أكسفورد أن 0.41% من النساء اللائي استخدمن الهاتف المحمول أصبن بورم في المخ، مقارنة بـ 0.44% لم يستخدمن الأجهزة مطلقا.
وقال الباحثون إن الدراسة تضيف إلى مجموعة الأدلة المتزايدة التي ترفض المخاوف بشأن الهواتف والسرطان.
وقالت كريستين بيري، المحللة الإحصائية والمعدة المشاركة في الدراسة، إن استخدام الهاتف المحمول في ظل الظروف المعتادة لا يزيد من خطر الإصابة بورم الدماغ.
ولطالما زعم منظرو المؤامرة أن الموجات الراديوية المنبعثة من الهواتف يمكن أن تخترق الجمجمة وتسبب السرطان عند إجراء مكالمة.
وأصبحت الادعاءات أكثر شناعة في السنوات الأخيرة مع ظهور 5G، والتي ادعى البعض أنها مرتبطة بوباء "كوفيد".
واعتمد باحثو أكسفورد على بيانات من 400 ألف امرأة خالية من السرطان تتراوح أعمارهن بين 50 و80 بين عامي 2001 و2011.
وسُئل المشاركون عن استخدامهم للهواتف المحمولة في بداية الدراسة ونهايتها. وتمت مقارنة إجاباتهم بسجلاتهم الصحية في كلتا المناسبتين.
وتتبع الباحثون بعد ذلك ما إذا كان أي شخص طور ثلاثة أنواع مختلفة من أورام المخ: الورم السحائي، والورم الحميد في الغدة النخامية والأورام العصبية الصوتية.
كما تم الأخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى غير تلك التي يمكن أن تسهم في حدوث الأورام، مثل العمر، ومؤشر كتلة الجسم، وتناول الكحول، والتدخين، ومستويات التمارين الرياضية.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين استخدموا الهاتف على مدار السنوات العشر شهدوا في الواقع فرصة أقل بنسبة 5% للإصابة بسرطان الدماغ، مقارنة بأولئك الذين لم يستخدموا الهاتف مطلقا خلال هذه الفترة.
وكانت النساء اللائي استخدمن الهاتف يوميا خلال هذه الفترة لديهن فرصة أعلى قليلا – أكبر بنسبة 1%.
وقال الخبراء إن الفروق الضئيلة في المخاطر بين المجموعات كانت غير ذات دلالة إحصائية.
وبشكل عام، من بين 286387 امرأة لم يستخدمن الهاتف المحمول مطلقا حتى عام 2001، أصيبت 1261 امرأة بورم في المخ بحلول عام 2011 – بمعدل 0.44%.
وفي الوقت نفسه، من بين 556131 شخصا استخدموا الهاتف، أنهى 2278 الدراسة بورم في المخ (0.41%).
وقالت بيري، خبيرة السرطان في أكسفورد: "هذه النتائج تدعم الأدلة المتراكمة على أن استخدام الهاتف المحمول في ظل الظروف المعتادة لا يزيد من خطر الإصابة بأورام المخ".
وظهرت المخاوف من قدرة الهواتف المحمولة على التسبب في السرطان لأول مرة في التسعينيات، عندما أصبحت الهواتف عنصرا أساسيا في كل منزل.
وكانت هناك زيادة بنسبة 39% في تشخيص أورام المخ في السنوات العشرين التي تلت ذلك في بريطانيا، وفقا لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة.
وفي عام 2011، ادعت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان – وهي مجموعة فرعية من منظمة الصحة العالمية (WHO) – أن الهواتف قد تكون سببا محتملا للسرطان.
لكنها أقرت بعدم وجود بيانات كافية للتوصل إلى نتيجة، وفشلت دراسات أكبر منذ ذلك الحين في العثور على صلة، حيث يعتقد الخبراء أن الزيادة قد تكون بسبب التشخيص المحسّن.
وتصدر الهواتف المحمولة موجات تردد الراديو على شكل إشعاع كهرومغناطيسي من هوائياتها. والمنطقة الأقرب إلى قرون الاستشعار من الجسم، وهي الرأس عادة، لديها القدرة على امتصاص بعض هذه الطاقة.
ومع ذلك، فقد ادعى العديد من العلماء أن هذا الإشعاع غير مؤين، ما يعني أنه منخفض الطاقة وتردد منخفض ولا يتلف الخلايا على عكس الأشعة السينية.
ونُشرت الدراسة في مجلة المعهد الوطني للسرطان.