بالشراكة مع الملياردير إيلون ماسك.. قطر تكشف عن اتفاقية شراكة لتطوير «تويتر»
كشف الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار منصور بن إبراهيم آل محمود عن وجود اتفاقية طور الإعداد للشراكة مع الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا” الملياردير إيلون ماسك، وذلك لتطوير منصة التواصل الاجتماعي تويتر.
وأعرب المسؤول القطري -خلال مشاركته في فعاليات منتدى قطر الاقتصادي 2022 بالتعاون مع بلومبيرغ المنعقد حاليا في الدوحة- عن ثقته في هذه الشراكة لتحقيق التطوير المطلوب في المنصة الشهيرة، وفقاً لـ «الجزيرة.نت».
وأضاف آل محمود أن هناك خططا لتوسيع مشاريع الغاز الطبيعي المسال واستخراج النفط، فضلا عن فرص للتعاون مع شركاء مهتمين بقطاع الحوكمة، ويتم العمل حاليا على وضع مؤشرات أداء لذلك.
وأوضح أن التكنولوجيا والرعاية الصحية قطاعان رئيسيان لتنويع الاستثمارات القطرية في آسيا والولايات المتحدة، لافتا إلى أن أوروبا قد تواجه بعض الركود، ولكن قطر لم توقف استثماراتها إلى أوروبا، “لكننا سنكون انتقائيين”، مشددا في الوقت نفسه على سعي بلاده لإيجاد شريك للتواجد أكثر في أفريقيا.
أما إيلون ماسك فأكد أن خطوته للاستحواذ على تويتر تبقى معلقة، بسبب ما قال إنها أسئلة “مهمة للغاية” بشأن عدد المستخدمين الوهميين على الشبكة.
أمور عالقة
وأضاف ماسك -في مداخلة له بمنتدى قطر الاقتصادي- أن هذه المسألة حساسة، ولا تزال هناك بعض الأمور العالقة التي لم يتم حلها حتى الآن، موضحا أن من المشكلات العالقة في الصفقة قضية عدد المستخدمين الوهميين والبريد العشوائي على النظام، فضلا عن تساؤلات بشأن ديون تويتر.
وأوضح ماسك أنه سيقدم مبلغا يتراوح بين 20 و25 مليون دولار لدعم مرشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة عام 2024، مشيرا إلى أنه لم يقرر بعد من سيدعم في هذا الانتخابات.
وجاءت تصريحات ماسك في منتدى قطر الاقتصادي 2022 في العاصمة الدوحة، الذي يُنظم بالتعاون مع وكالة بلومبيرغ تحت شعار “تحقيق المساواة في التعافي الاقتصادي العالمي”، ويختتم غدا.
أما وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد الكعبي فأرجع -خلال مداخله له في المنتدى- ارتفاع أسعار الطاقة في العالم إلى شح الاستثمارات في هذا المجال، مشيرا إلى التحديات التي واجهتها شركات النفط والغاز لحثها على تقليص الاستثمارات بسبب التغير المناخي.
تصحيح الأسواق
ولفت الكعبي إلى أن عملية تصحيح أسواق الطاقة تحتاج إلى كثير من الاستثمارات، قائلا “اليوم نشهد أعلى نسبة استخدام للفحم (في بعض الدول)، نحن بحاجة إلى التخلص من الفحم، ونحن في قطر نقوم بتطوير النفط والغاز بأعلى درجة من المسؤولية، وهو ما يمكننا القيام به من ناحية الانتقال إلى طاقة أكثر نظافة”.
من جانبه، وصف وزير المالية القطري علي بن أحمد الكواري علاقات بلاده مع مصر بالأخوية والتاريخية، مضيفا أن قطر تعد مستثمرا رئيسيا في مصر في جميع المجالات “وسوف تستمر استثماراتنا في مصر”.
وأضاف الكواري -في مداخلة له أمام إحدى جلسات المنتدى- أن استثمارات قطر في مصر ليست مساعدة “بل إنها تجارية بالتأكيد ونسعى إلى تحقيق عوائد منها”.
تصريحات الوزير القطري تزامنت مع أخرى أطلقتها وزيرة التجارة والصناعة المصرية نيفين جامع التي كشفت عن وجود مشاورات بين بلادها وقطر لزيادة حجم الاستثمارات وتوسيعها في مجالات جديدة، وعلى رأسها مشروعات الطاقة.
فرص استثمارية
وأضافت -في تصريحات لها على هامش مشاركتها في المنتدى- أنها عرضت على الجانب القطري الفرص الاستثمارية في مجال الصناعات التحويلية والصناعات المتخصصة وصناعة المنسوجات والجلود كنوع من الشراكة بين الجانبين، وهناك تواصل بين الجانبين لتهيئة المناخ لفتح رؤوس أموال شركات مصرية أمام قطاع الأعمال القطري.
كما كشفت الوزيرة المصرية عن اتفاق مصري قطري من أجل إطلاق مجلس أعمال مشترك بين البلدين، موضحة أنه تم التوافق مع الجانب القطري على إعلان مجلس أعمال مشترك سيتم إطلاقه من خلال قرار وزاري في البلدين، ويتكون المجلس من رجال أعمال سيعملون على تعزيز العلاقات الاقتصادية ومجالات الاستثمار والتجارة بين البلدين.
مستقبل أفريقيا
وفي جلسة تحت عنوان “مستقبل أفريقيا”، أكد رئيس توغو فور إسوزيمنا جناسنجبي أن منطقة غرب أفريقيا تعاني من مشكلتين رئيسيتين: ارتفاع تكلفة المعيشة، والأمن، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن التضخم في منطقة غرب أفريقيا يعد مرتفعا بنسبة كبيرة ويلامس حدود 6%.
وشدد الرئيس التوغولي على أن المنافسة مع الدول الأخرى تعد محفزا لتحسين الأداء، لافتا إلى أن معدل النمو -الذي بلغ 5.1% قبل جائحة كورونا- كان له أثر جيد على بلاده، إلا أن الجائحة كان تأثيرها كبيرا على الفئات الأكثر هشاشة، وتم إرساء دعم مادي لهذه الفئات.
وأشار رئيس توغو إلى أنه بفعل الجائحة والأوضاع التي تعيشها المنطقة، فإن ذلك أثر على سلاسل التوريد، وأن بلده يعمل على تخفيف حدة الأزمة عبر إنشاء مصانع جديدة.
الأزمة الأوكرانية
وفي جلسة عن الأزمة الأوكرانية ضمن فعاليات المنتدى، رأى رئيس وزراء جورجيا إيراكلي غاريباشفيلي أن منتدى قطر الاقتصادي بالدوحة فرصة مهمة لمناقشة كافة التحديات التي يواجهها العالم الذي يشهد تغيرات كبيرة على كل المستويات، مشددا على أن التغيرات التي يشهدها العالم في الوقت الراهن تحتاج إلى نقاشات جدية حولها.
وأضاف غاريباشفيلي أن بلاده تعرضت عام 2008 لنفس الأزمة التي تواجهها كييف حاليا، حينما اجتاحت القوات الروسية أجزاء من الأراضي الجورجية ولا تزال تحتلها حتى الآن، وتابع “في ذلك الوقت لم يكن أحد قد انتبه إلى أن دولة ذات سيادة تعرضت لاجتياح روسي واحتلت أجزاء من أراضيها، حيث لم تكن هناك أي ردة فعل منطقية، ولم يتم اتخاذ أي قيود على روسيا أو ردة فعل تجاهها”.
وأكد غاريباشفيلي أن بلاده “تدعم -من الناحية السياسية- أوكرانيا على كل المنصات الدولية، وأعلنت موقفها في هذا الإطار، لكنه لفت إلى أن بلاده تدعم -من ناحية أخرى- القيود التي تفرض على روسيا، لكن لن يتم استخدام جورجيا طريقا لتمرير هذه العقوبات، على اعتبار أن تبليسي لا تستطيع أن تضع قيودا وطنية تجاه موسكو لسبب واضح وهي التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها البلاد”.
وتطرق رئيس وزراء جورجيا لمسألة انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي، حيث أكد أنها حققت نسبة كبيرة من معايير الانضمام، وتطمح إلى عضوية كاملة في الاتحاد، مشددا على أن انضمام جورجيا لحلف شمال الأطلسي (ناتو) يجب أن يحظى بموافقة كل الدول الأعضاء، حيث عملت حكومات تبليسي منذ 2012 على هذا الملف.