أخبار دولية

بعد عقود من إجبار النساء على الإجهاض والتعقيم.. الصين تحث الأمهات على إنجاب 3 أطفال على الأقل

• بكين تواجه أزمة ديموغرافية مع تسارع الشيخوخة وأدنى نمو سكاني منذ عقود

• عدد الولادات انخفض في 2021 إلى مستوى غير مسبوق منذ عام 1978

بعد عقود من إجبار النساء على الإجهاض والتعقيم كجزء من سياسة الطفل الواحد في الصين، تريد بكين من النساء أن ينجبن أكثر من طفل واحد، إذ إنها تجري حملات للترويج لإنجاب ثلاثة أطفال على الأقل.

ورغم هذه الحملات لا تزال بكين صاحبة الكلمة عمن يمكنهم إنجاب الأطفال، فهي تستثني النساء غير المتزوجات من خلال سياسات لتنظيم الأسرة “صارمة”، وفقاً لـ «الحرة».

ووفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، تمنح الصين العديد من المزايا للنساء لإنجاب مزيد من الأطفال، وهي متاحة للأزواج فقط، على شكل مزايا ضريبية وائتمانية وتعليمية.

ويشترط القانون الصيني على المرأة الحامل وزوجها، تسجيل زواجهما بشكل رسمي للحصول على رعاية ما قبل الولادة في مستشفى عام.

ويلفت التقرير إلى أن الأطفال المولودين لأبوين غير متزوجين يكافحون منذ فترة طويلة للحصول على مزايا اجتماعية مثل التأمين الطبي والتعليم، كما تحرم النساء غير المتزوجات الحوامل من الحصول على الرعاية الصحية أو التأمين الذي يغطي إجازة الأمومة، كما لا يتمتعن بالحماية القانونية إذا ما أراد صاحب العمل طردهن من العمل لكونهن حوامل.

وبسبب هذه السياسة التي ترعاها السلطات الصينية، تختار النساء العازبات ببساطة عدم إنجاب الأطفال، ويقاومن “سيطرة بكين على أجسادهن”، فيما تبحث بعضهن عن طرق للالتفاف على القواعد التي وضعتها الدولة

سارة جاو (46 عاما) وهي أم عزباء في بكين قالت لنيويورك تايمز “يعتقد العديد من الناس أنه كونك أما عزباء فهي أشبه بمواجهة مع الرأي العام، ولكنها ليست كذلك، إنها مواجهة مع النظام”.

ووفق السياسة الوطنية لتنظيم الأسرة في الصين، لا يوجد نص يحرم النساء غير المتزوجات من الإنجاب، ولكنها تحدد الأم بأنها “المرأة المتزوجة”، إذ تقدم لها مكافآت نقدية، وإجازات أمومة، ويتاح في بعض المقاطعات فترات راحة “للأباء والأمهات”، وتدرس إحدى المقاطعات منح “المرأة المتزوجة عند الإنجاب إجازة لمدة عام كامل”.

وأشار التقرير إلى أن السلطات الصينية تحركت خلال العام الماضي لإلغاء “رسوم الدعم الاجتماعي” التي تدفعها الأمهات العازبات للحصول على إعانات لأطفالهن، ولكن العديد من المقاطعات بطيئة في تبني القواعد الجديدة.

وتبين الصحيفة أنه حتى عمليات الإخصاب التي تعرف بـ”أطفال الأنابيب” تعتبر غير قانونية للنساء غير المتزوجات في الصين، لهذا تتجه بعض النساء إلى تايلند لإجراء هذه العملية.

وتواجه الصين أزمة ديموغرافية مع تسارع شيخوخة القوى العاملة وتباطؤ اقتصادي وأدنى نمو سكاني في البلاد منذ عقود، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.

ووفقا لأحدث البيانات الرسمية التي صدرت في يناير الماضي، انخفض عدد الولادات في الصين في 2021 إلى مستوى غير مسبوق منذ عام 1978 على الأقل.

وبلغ معدل الولادات في أكثر دول العالم تعدادا للسكان الدولة 7.5 ولادات لكل ألف شخص في عام 2021، وفقا للمكتب الوطني للإحصاء، فيما بلغ 8.5 في عام 2020.

خففت الصين من سياسة تحديد النسل في السنوات الأخيرة، وسمحت للأزواج بإنجاب طفلين في العام 2016، ثم ثلاثة العام الماضي.

لكن هذه القرارات لم تؤد إلى زيادة كبيرة في المواليد، ويعزف الأزواج عن الانجاب بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة والسكن وخصوصا تعليم الأطفال.

زر الذهاب إلى الأعلى