جزر المالديف.. «جنة» طبيعية تكافح تغير المناخ
• يعمل البلد على تنفيذ مشاريع مثل بناء جزر اصطناعية وعائمة لتقليل مخاطر تغير المناخ
• يتشكل البلد من ألف و192 جزيرة.. 250 منها فقط مأهولة بنحو 540 ألف نسمة
(الأناضول) – تعمل جزر المالديف، وهي واحدة من أكثر الدول المهددة بارتفاع مستوى سطح البحر بسبب الاحتباس الحراري، على تنفيذ مشاريع مثل بناء جزر اصطناعية وعائمة لتقليل مخاطر تغير المناخ.
تقع جمهورية جزر المالديف وسط المحيط الهندي وجنوب غربي الهند وسريلانكا، حيث تتكون من ألف و192 جزيرة، 250 منها فقط مأهولة بالسكان، فيما يغلب على البلاد المناخ الاستوائي والرياح الموسمية.
يبلغ عدد سكان جزر المالديف 540 ألف نسمة، وتشتهر ببحرها الفيروزي ورمالها البيضاء، إلا أن هذه الجزر الخلابة معرضة للخطر بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر الناجم عن ظاهرة الاحتباس الحراري.
ووفقا للمعلومات التي جمعها مراسل الأناضول، فإن ارتفاع العديد من الجزر في المالديف، وهي واحدة من أكثر الدول تضررًا جراء تغير المناخ العالمي، بما في ذلك العاصمة ماليه، يبلغ نحو متر واحد فوق مستوى سطح البحر، في الوقت الذي يرتفع فيه مستوى سطح البحر بمعدل 3 إلى 4 مليمترات سنويا.
وحسب بحث أجرته هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية ووكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) عام 2021، فإن استمرار المعدلات الحالية لارتفاع حرارة الأرض، يعني تعرض 80 بالمئة من جزر المالديف لفيضانات غامرة بحلول عام 2050.
وأضاف التقرير، أن هذا الوضع سيجعل البنية التحتية والمياه النظيفة غير صالحة للاستخدام من قبل سكان البلاد.
وتوقع مغادرة سكان المالديف مناطقهم والهجرة إلى بلدان مثل سريلانكا وإندونيسيا، ما يعني حدوث هجرة بسبب التغيرات المناخية.
** تغير المناخ
أول مشروع نفذته حكومة جزر المالديف في إطار مساعيها لاتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد ارتفاع منسوب البحار، هو ربط جزيرة “هولهولميل”، وهي جزيرة نصف طبيعية ونصفها الآخر اصطناعي، يبلغ ارتفاعها نحو مترين فوق مستوى سطح البحر، بجزيرة مالي العاصمة.
وقال عمر أولكر، رجل أعمال تركي مقيم في جزر المالديف منذ 12 عاما، إن العمل من أجل توسيع جزيرة “هولهولميل” بدأ في عام 1997.
وأضاف أولكر لمراسل الأناضول: “يمكننا القول إن المساحة المنجزة من عملية التوسعة تبلغ مساحتها 4 كيلومترات مربعة، تضم مدينة صغيرة ومطار، كما جرى ربط هذه الجزيرة بالعاصمة بواسطة جسر”.
وتابع: “عندما أتيت إلى جزر المالديف للعمل، كانت الأمطار الموسمية تستمر دون انقطاع لأسابيع، الآن، هناك هطول لكن أقل من ذي قبل، كما أن الأمطار التي كانت تستمر لأسابيع خلال فترة الرياح الموسمية أصبحت الآن متقطعة”.
وأردف: “إذا لم يتم اتخاذ تدابير لوقف ظاهرة تغير المناخ فسيفقد الناس هنا موائلهم ربما في غضون الـ 50 عامًا المقبلة”.
وزاد: “الأشخاص الذين يستطيعون تحمل التكاليف سيشترون أراضٍ أو منازل في دول أخرى، أما بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون تحمل هذه النفقات، يجب على الدولة أن تجد لهم حلا”.
** جزيرة عائمة
تعمل حكومة المالديف على بناء جزيرة عائمة، ومن المقرر أن تبدأ أعمال البناء هذا العام وتنتهي عام 2027، في مشروع يهدف إلى توفير مأوى لـ 20 ألف شخص يعيشون بالبلاد.
وسيتم بناء 5 آلاف منزل على مساحة 200 هكتار في الجزيرة العائمة، وزيادة ارتفاعها كلما ارتفع مستوى سطح البحر.
في إطار هذا المشروع، سيتم أيضا تشكيل شعاب مرجانية اصطناعية تحت الجزيرة، والتي من المقرر أن تكون على بعد 10 دقائق بالسيارة من العاصمة.
وستضم الجزيرة بالإضافة إلى المساكن، مجموعة متنوعة من الفنادق والمطاعم والمستشفيات والمتاجر والمدارس ومباني حكومية.
** إجراءات لحماية البيئة
ضمن تدابير مكافحة تغير المناخ، قامت حكومة جزر المالديف، بوضع بعض القواعد في مجال إعادة تدوير النفايات.
وقال مارك جوسينج، مدير أحد فنادق جزيرة “فانغارو”، إن الحكومة أبلغت جميع الفنادق، بضرورة اتخاذ بعض الخطوات بمجال إعادة تدوير النفايات وحماية البيئة اعتبارا من 31 ديسمبر/ كانون الأول 2022.
وأضاف جوسينج: “من خلال الأجهزة المتطورة التي استقدمناها للمنشأة منذ فترة وجيزة، بات بمقدورنا إنتاج المياه النظيفة وإعادة تدويرها، وفي نفس الوقت، سنقوم بصنع مواد التنظيف والاستحمام، والعبوات البلاستيكية من مواد معاد تدويرها”.
واستطرد: “بعد القيام بكل ذلك، أعتقد أن جزر المالديف ستصبح دولة تتمتع بأفضل إدارة للنفايات في غضون 3 إلى 4 سنوات”.
وختم بالقول: “جزر المالديف تستمد دخلها من السياحة والجمال الطبيعي، إذا لم نقم بتنفيذ هذه المشاريع فلن يكون هناك بلد يسمى جزر المالديف”.