محليات

«الشال»: «بيع الإجازات» و«الأمامية» نتيجتهما الحتمية بطالة شبابية

أفاد التقرير الأسبوعي لمركز «الشال» بأن الكتلة الشبابية عددها 779 ألف نسمة، وهم المواطنون بعمر 24 سنة وما دون، وهذا ما تم ذكره في تقرير الأسبوع الفائت، إذ تعتبر تلك الكتلة ضحية ثالوث الفساد والهدر والمشروعات الشعبوية، وأخيراً انفلت سيل المشروعات الشعبوية، في مزايدة لتقريب آجال الكارثة المالية والوظيفية، وفقاً لما نقلت «الجريدة».
ومثال لذلك بيع الإجازات في بلد تبلغ فيه بطالة القطاع العام المقنّعة أكثر من 50 بالمئة، وإنتاجية القطاع هي الأدنى مقارنة بدول الجوار الجغرافي، وعدم أخذ العامل لإجازة مخالفة لأبسط قواعد العمل، وهي أن الإجازة ضرورة اجتماعية وصحية وارتقاء بإنتاجية العامل.
وانفلات آخر في منح مكافأة الصفوف الأمامية إبان الجائحة لنحو ثلثَي موظفي القطاع العام في زمن كان فيه الحد الأقصى لوجود الموظف في مكان عمله هو 30 بالمئة من الإجمالي، ودعوات لمنح كوادر ومنح زيادات وإسقاط القروض، وفي ذلك قتل لإمكانات قيام القطاع الخاص بمنافسة «العام» في خلق فرص عمل مواطنة، ومن مؤشراته انخفاض عدد العاملين في القطاع الخاص إلى 72 ألف مواطن في يونيو 2022، بعد أن كان العدد 73 ألف مواطن في يونيو 2021، أي هجرة عكسية.
إنه حراج لتسريع اقتسام ثروة البلد، بدلاً من تنميتها، لا يتحمل فيه المزايد فلساً واحداً، وهو حراج نتيجته الحتمية بطالة شبابية سافرة سيكشف خطورتها أول انخفاض في أسعار وإنتاج النفط، وفي الشهر الحالي فقدت الكويت 135 ألف برميل نفط يومياً من حصة إنتاجها، وفقاً لقرار تخفيض «أوبك+» إنتاجها بمليونَي برميل يومياً.
كل المطلوب هو عمل إسقاط في غاية البساطة على مستقبل سوق العمل المواطن والاحتياجات الضرورية الأخرى له، عند مستويات مختلفة من أسعار وإنتاج النفط، ثم إدخال بعض العوامل عليها، مثل معدلات التضخم، والأرقام لا تكذب، وسيكتشف الجميع حجم القنبلة التي نسهم في غرسها بجسد البلد.
نحن نفترض حُسن النية في معظم المتقدمين بتلك المطالبات الشعبوية، لذلك لا يزال الأمل كبيراً في تغيير المواقف بعد الاطلاع على نتائج تلك الإسقاطات، وبالتزامن معها، لا بدّ من مراجعة ملفات الفساد وتقديم الفاسدين مثالاً لردع غيرهم، كما في بنود الإنفاق العام نسبة مرتفعة من الهدر، وخفضها يسهم في شراء بعض الوقت حتى يصبح للبلد مشروع اقتصادي حقيقي لتنويع مصادر الدخل، ومعه تنويع مصادر خلق فرص العمل المواطنة المستدامة.

زر الذهاب إلى الأعلى