كأس الخليج العربي مجدداً في العراق بعد أكثر من 40 عاماً
(قنا) – يستعد العراق لاستضافة بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم في نسختها الخامسة والعشرين «خليجي 25»، في مدينة البصرة جنوبي البلاد في الفترة من السادس إلى التاسع عشر من يناير الجاري، وذلك للمرة الثانية بعد استضافته النسخة الخامسة عام 1979.
وأكملت اللجنة المنظمة للحدث الخليجي الأكبر، جميع التحضيرات اللازمة والاستعدادات الفنية لتنظيم هذا الحدث الرياضي، من تجهيز الملاعب والمنشآت مرورا بتسليمها رسميا لاتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم وحتى إطلاق عملية بيع التذاكر كإعلان عن الجاهزية التامة لانطلاق البطولة.
وتوج العراق بلقب النسخة الخامسة في بغداد على ملعب الشعب الدولي، وكان اللقب الأول من ثلاثة ألقاب في سجل مشاركاته بالبطولة، بالإضافة للقب النسخة السابعة في سلطنة عمان عام 1984 ولقب النسخة التاسعة في السعودية 1988.
ويعد حدث «خليجي 25» بالغ الأهمية بالنسبة للعراقيين باعتباره حدثا رياضيا يرتبط بالحالة السياسية والاقتصادية للبلاد، حيث يعكس حالة السكينة التي يمر بها العراق حاليا، ويتوقع أن ينعكس ذلك على تطبيع الأوضاع مجددا في هذا البلد العريق بتاريخه الكروي والحضاري، وعلى تطور الاستثمار والبنى التحتية في البلاد، كما سيساهم في تعزيز فرص نجاح المنتخب العراقي في المحافل الرياضية القارية والدولية المقبلة، وفي استضافة البلاد لأحداث كروية ورياضية عموما في المستقبل القريب، لاسيما أن الملاعب والمنشآت الجديدة باتت مهيأة لاستضافة مثل هذه الأحداث الرياضية.
وتبدو مدينة البصرة قبل أيام قليلة من انطلاق الحدث جاهزة تماما لاستقبال ضيوف العراق من أشقائهم العرب، وقد تجملت وتزينت المدينة مرحبة بضيوفها وبوفود المنتخبات المشاركة بلوحات الترحيب التي كتب عليها «البصرة ديرتكم»، وبنصب تميمة البطولة «السندباد» التي جرى وضعها في مختلف الأماكن في الشوارع والساحات العامة والمراكز التجارية وسط حملة ترويجية مكثفة للبطولة، للتأكيد على أن كل شيء بات جاهزا لركلة بداية المنافسات الخليجية المرتقبة.
تجدر الإشارة إلى أن استضافة العراق لبطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم مرت بمنعطفات كثيرة لم تكن مواتية لإقامة هذه البطولة التي حان موعدها لتقام في هذا البلد العريق، إذ كان من المفترض أن يستضيف خليجي 21 بمدينة البصرة عام 2013، ولكن بسبب الأوضاع غير المستقرة وعدم الاستعداد، تحولت الاستضافة إلى البحرين، ثم قرر اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم أيضا نقل النسخة 22 من مدينة البصرة إلى العاصمة السعودية الرياض، لذات السبب، بالإضافة لعدم جاهزية المنشآت الرياضية، وتم نقل البطولة للمرة الثالثة على التوالي من العراق إلى الكويت التي استضافت النسخة 23 عقب قرار «فيفا» حظر النشاط الكروي في العراق، وكان مقررا أن يستضيف العراق خليجي 24 لكن ذلك لم يتم أيضا ليتم نقل الاستضافة إلى قطر؛ بسبب الحظر المفروض على الكرة العراقية من قبل «فيفا»، وأخيرا ستستضيف مدينة البصرة العراقية هذه البطولة في نسختها الـ25 بعد إلغاء «فيفا» الحظر على ملاعب العراق الذي بات جاهزا لاستضافة البطولة، وسط ارتياح كبير من قبل المسؤولين والجماهير العراقية للثقة التي وضعها رؤساء الاتحادات الخليجية في الإمكانات والقدرات العراقية في تنظيم وخروج البطولة بأفضل صورة.
وتقام بطولة كأس الخليج العربي كل سنتين في إحدى البلدان الثمانية المنضوية في اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم، وانطلقت أول نسخة عام 1970 في البحرين بمشاركة أربعة منتخبات هي قطر والكويت والسعودية والبلد المستضيف، حيث توج بتلك النسخة المنتخب الكويتي على حساب نظيره البحريني.
وكان المنتخب البحريني نجح في الفوز بلقب النسخة الماضية الأخيرة «خليجي 24» عام 2019 في قطر، للمرة الأولى في تاريخه، بعد التغلب على المنتخب السعودي في المباراة النهائية.
وتشارك في هذه النسخة «خليجي 25»، ثمانية منتخبات هي العراق (البلد المستضيف)، والبحرين (حامل اللقب)، وقطر، والسعودية، والكويت، وعمان، واليمن، والإمارات.
وكانت قد أجريت في البصرة يوم 25 أكتوبر الماضي قرعة البطولة، بحضور رؤساء وممثلي الاتحادات الخليجية لكرة القدم التي ستشارك منتخباتها في الحدث الرياضي، وأسفرت القرعة عن توزيع المنتخبات الثمانية على مجموعتين الأولى وتضم العراق، واليمن، والسعودية، وعمان، والثانية وتضم قطر، والكويت، والبحرين، والإمارات.