أرقام قياسية للوقت بدل الضائع في مونديال قطر
تشهد مباريات مونديال قطر، إضافة وقت بدل ضائع طويل بشكل غير مسبوق، مما أثار الكثير من الجدل في الأوساط الرياضية بشأن مخاطر ذلك على اللاعبين من الناحية الصحية والعقلية، وفقا لما ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية.
ووصلت الدقائق المضافة في بعض المباريات إلى ما يعادل شوط إضافي كامل (15 دقيقة)، إذ بلغ الوقت بدل الضائع في المباراة الافتتاحية بين قطر والإكوادور إلى 10 دقائق توزعت بين الشوطين الأول والثاني.
وبلغ الوقت الإضافي في مباراة إيران وإنكلترا إلى 24 دقيقة في سابقة نادرة، في حين حظي لقاء هولندا والسنغال بعشر دقائق إضافية، بينما وصل ذلك الوقت إلى 15 دقيقة بمباراة الولايات المتحدة وويلز.
ويأتي احتساب الوقت الإضافي بدقائق طويلة تنفيذا لقاعدة "اللعب النشط" التي أقرها الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، وذلك بهدف تحقيق العدالة داخل الملعب لإضفاء متعة أكبر على اللعبة الشعبية الأكبر في العالم.
وأوضح رئيس لجنة حكام الاتحاد الدولي لكرة القدم، الإيطالي بييرلويجي كولينا، أن "الفيفا" يعمل على حساب الوقت المطلوب تعويضه بدقة، منذ نهائيات كأس العالم التي أقيمت في روسيا خلال العام 2018.
وأضاف: "أخبرنا الجميع ألا يتفاجئوا إذا شاهدوا الحكم الرابع يرفع اللوحة الإلكترونية وعليها رقم كبير من دقائق الوقت بدل الضائع".
وتابع: "إذا كنا نريد لعبا أكثر حيوية، فنحن بحاجة إلى أن نكون مستعدين لرؤية هذا النوع من الوقت الإضافي، فعلى سبيل المثال إذا جرى تسجيل ثلاثة أهداف في مباراة ما، فعادة ما يستغرق الاحتفال بكل هدف من دقيقة إلى دقيقة ونصف، وفي حال إحراز ثلاثة أهداف في الشوط الأول، فإن ذلك سوف يؤدي إلى هدر خمس أو ست دقائق من الوقت الفعلي للقاء".
فقد غرد نجم منتخب إنكلترا وليفربول السابق، جيمي كاراغر، على تويتر، قائلا: "استمتع بالوقت الذي يضيفه المسؤولون في مونديال قطر 2022.. هناك الكثير من الوقت الضائع في كرة القدم!".
لكن خبير كرة القدم في أميركا الجنوبية، تيم فيكري، انتقد الأمر واعتبره بمثابة "إضافة جولات جديدة في نزال ملاكمة بعد انتهاء العدد الأصلي من الجولات".
وأضاف في تغريدة على تويتر: "اللاعبون يجرون أكثر بكثير مما اعتادوا عليه، ولا بأس بوجود تعويض عن إضاعة الوقت.. ولكن ليس بهذا الشكل الصارخ".
كما حذر أخصائي العلاج الطبيعي، مات كونوبنسكي، من أن الزيادة في مقدار الوقت بدل الضائع يمكن أن تؤدي إلى حدوث المزيد من الإصابات بين اللاعبين، ناهيك عن تأثيرها السلبي على لياقة ونفسية الرياضيين.
وشرح: "نحن نعلم أن هناك مخاطر إصابة متزايدة في نهاية الشوط الأول، لذا إذا قمنا بزيادة المدة التي يُطلب فيها من اللاعبين اللعب، فسوف ينجم عن ذلك زيادة في مخاطر الإصابة".
وسلط كونوبنسكي أيضًا الضوء على مسألة أن الفرق تلعب مباريات كثيرة في مدة قليلة نسبية، مما يلقي عبئا إضافيا على المشرفين على تلك الفرق وبالتالي ضرورة العمل بجدية أكبر للحفاظ على اللاعبين من الإصابة والإرهاق.
ولفت إلى أن ذلك سوف يتضمن وضع استراتيجيات واضحة في التغذية والحفاظ على ترطيب أجساد اللاعبين ومواكبة أحدث التطورات العلاجية والتكنولوجية فيما يتعلق بإدارة التعافي".