المكسيك: إغلاق المطارات والمدارس.. قتال عنيف إثر توقيف ابن إمبراطور المخدرات «إل تشابو»
• وزير الدفاع يعلن مقتل وإصابة 45 عسكرياً في الاشتباكات
• السلطات تطالب الناس بالبقاء في المنازل وإغلاق الشركات
قالت الحكومة المكسيكية الجمعة إن العملية العسكرية التي أدت إلى توقيف أوفيديو غوسمان، وهو زعيم عصابة وأحد أبناء بارون المخدرات الشهير خواكين “إل تشابو” غوسمان الخميس شمال غرب المكسيك، أدت إلى مقتل 10 عسكريين و19 مسلّحا خلال الاشتباكات.
وكانت قد اندلعت أعمال عنف واشتباكات مسلحة بين العصابات وقوات الأمن في المكسيك، بعد إلقاء القبض على أوفيديو جوزمان، قبيل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع المقبل، والذي عرضت بلاده مكافأة مالية لتوقيف أوفيديو أو إدانته، وفقاً لـ «فرانس24».
أفادت الحكومة المكسيكية على لسان وزير دفاعها لويس كريسينسيو ساندوبال في تصريحات للإعلام الجمعة إن “10 عسكريين… قضوا للأسف خلال تأدية مهامهم”، مشيرا إلى سقوط “19 قتيلا” في أوساط المجرمين المفترضين.
كما أصيب 35 عسكريا آخرين بطلقات رصاص، في حين تم إيقاف 21 شخصا خلال العملية التي نفذت في كولياكان، عاصمة ولاية سينالوا والتي شهدت اشتباكات عنيفة.
هذا وفي حصيلة سابقة، كان حاكم الولاية روبن روتشا قد أفاد بأن سبعة من أفراد قوات الأمن قتلوا وأصيب 21 بالإضافة إلى ثمانية مدنيين.
وتحدث أيضا عن وقوع 12 اشتباكا مع قوات الأمن و25 عملية نهب وإحراق 250 مركبة واستخدامها لإغلاق الطرق. وتابع: “نعتقد أننا سنكون قادرين غدا على العمل بشكل طبيعي”، مضيفا أنه لم يبحث استدعاء تعزيزات أخرى من الجيش أو الحرس الوطني.
ومن جانبه، كان وزير الدفاع لويس كريسنسيو ساندوفال قد كشف في مؤتمر صحفي عن اعتقال قوات الأمن لأوفيديو، العضو البارز في عصابة سينالوا البالغ من العمر 32 عاما. وأضاف أن أوفيديو، الذي كان هاربا من العدالة منذ محاولة الاعتقال السابقة، محتجز الآن في العاصمة مكسيكو سيتي.
ويذكر أن قوات الأمن المكسيكية قبضت على أوفيديو جوزمان، وهو زعيم عصابة مخدرات وابن إمبراطور المخدرات خواكين جوزمان المعروف باسم “إل تشابو”، ما أشعل موجة عنف تسبق الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن للبلاد الأسبوع المقبل.
ودفعت أعمال العنف السلطات إلى إغلاق المطارات والمدارس في مدينة كولياكان بولاية سينالوا، وهي معقل عصابة المخدرات التي تحمل نفس اسم الولاية، والتي كان إل تشابو زعيمها قبل تسليمه للولايات المتحدة في 2017.
وإلى ذلك، بدا أن المقاطع المصورة التي تم تداولها على منصات التواصل، لم يتم التحقق من صحتها بعد، تُظهر قتالا عنيفا خلال الليل في كولياكان، حيث أضاءت نيران تطلقها طائرات الهليكوبتر السماء.
ولحقت أضرار بمطار المدينة بسبب العنف، حيث قالت شركة الطيران الحكومية إن إحدى طائراتها أُصيبت بنيران قبل رحلة مقررة إلى مكسيكو سيتي، لكن لم يصب أحد بأذى. كما قالت وكالة الطيران الاتحادية المكسيكية إن طائرة تابعة للقوات الجوية أصيبت في إطلاق النار أيضا، مضيفة أن المطارات في كولياكان وفي مدينتي مازاتلان ولوس موتشيس في سينالوا، ستظل مغلقة لحين عودة الأمن.
ويأتي هذا بعد ثلاث سنوات من عملية فاشلة لاعتقال أوفيديو انتهت بانتكاسة محرجة لحكومة الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور التي اضطرت للإفراج عنه لإنهاء انتقام عصابته العنيف في كولياكان. كما جاء أحدث اعتقال لأوفيديو قبل قمة قادة أمريكا الشمالية في مكسيكو سيتي الأسبوع المقبل، والتي سيحضرها الرئيس الأمريكي جو بايدن وتتضمن قضايا أمنية على جدول الأعمال.
وعرضت الولايات المتحدة مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات تؤدي إلى اعتقال أو فيديو أو إدانته. ولم يتضح بعد ما إذا كان سيتم تسليمه للولايات المتحدة مثل والده، الذي يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في سجن سوبرماكس بولاية كولورادو، وهو أكثر السجون الاتحادية الأمريكية تأمينا.
وأدى ارتفاع الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة من المخدرات في الولايات المتحدة، إلى تكثيف الضغط على المكسيك لمحاربة التنظيمات المسؤولة عن إنتاجها وشحنها، مثل عصابة سينالوا. والعصابة من أقوى منظمات تهريب المخدرات في العالم.
وحاولت قوات الأمن احتواء رد الفعل العنيف على الاعتقال. وتناثرت سيارات محترقة في الشوارع وقام رجال إنفاذ القانون المدججون بالسلاح بدوريات في شاحنات صغيرة. وحثت السلطات الناس على البقاء في منازلهم وقالت إن المدارس والمكاتب الإدارية أُغلقت بسبب العنف. كما أُقيمت حواجز في الشوارع.
وأُدين خواكين جوزمان، أو إل تشابو، (65 عاما) في نيويورك عام 2019 بتهمة تهريب مخدرات بمليارات الدولارات إلى الولايات المتحدة والتآمر لقتل أعداء.