غنيمة كرم: برنامج «الـ 12 خطوة» من أنجح المدارس العلاجية للإدمان
• بمنزلة أسلوب للحياة قائم على مبادئ روحية مكتوبة ببساطة وبتسلسل بسيط
• يعزز الوعي لدى الأسرة بطبيعة وسمات مرض الإدمان وكيفية التعامل مع المدمن
• أكدت أن هناك عوامل نفسية وبيولوجية ووراثية تسبب إدمان المخدرات أو الكحول
(كونا) – قالت رئيسة فريق دعم أهالي المدمنين في مركز نجاحات للاستشارات النفسية والاجتماعية الاستشارية الكويتية غنيمة كرم إن هناك أسباباً رئيسية وثانوية للإدمان على المخدرات أو الكحول تتعلق الرئيسية منها بعوامل نفسية وبيولوجية وتعود الثانوية إلى عامل وراثي.
وأضافت كرم أن للإدمان تعريفات متعددة خلاصتها اعتياد أو اعتماد الشخص على تناول مادة ما بغرض إحداث تغييرات نفسية من خلال تأثيرها على جهازه العصبي.
وأوضحت أن بعض هذه المواد له خاصية التدخل في كيميائية الجسم بحيث يعتادها الشخص ولا يعود قادرا على الاستغناء عنها من دون تعرضه لاضطرابات قد تصل إلى حد الموت لافتة إلى أن مصطلح الإدمان يطلق على حالات التبعية النفسية والفيزيولوجية (علم وظائف الأعضاء النفسي) لمادة الإدمان.
وأشارت إلى تقرير لمنظمة الصحة العالمية والجمعية النفسية الأميركية أظهر أن الإدمان مرض بيولوجي أي أن المدمن يعاني خللا في كيمياء المخ ويلاحظ أن معظم المدمنين يتصفون بعدم التوازن النفسي وبشخصية غير قادرة على التحدي المستمر للضغوط النفسية المتعددة وعدم القدرة على مقاومتها فيلجأون إلى الخمور أو المخدرات للهرب من هذه الضغوط.
وذكرت أن من ضمن الأسباب الرئيسية للإقبال على الإدمان أيضا العوامل النفسية والبيولوجية وسوء استخدام العقاقير الطبية.
وعن الأسباب الثانوية بينت كرم أنها «تشمل الموروثة والمكتسبة وتعود الأولى إلى العامل الجيني أو الوراثي الذي يعتبر المسبب فالإدمان مرض في الأساس وقد يكون للعامل الجيني والوراثي دور كبير في إدمان أحد أفراد العائلة»، أما العوامل الاجتماعية المكتسبة فيقصد بها الوسط البشري الذي يعيش فيه الأفراد ويختلط به الفرد عبر مراحل تطوره العمرية.
وأفادت بأن البيئة الاجتماعية الخاصة بالفرد تتكون من الأسرة والمدرسة ومجتمع الرفاق وتشير معظم غلبية الدراسات إلى أن العوامل الأسرية والتربوية قد تساعد على لجوء من لديهم استعداد للإدمان للتعاطي في ضوء الظروف الضاغطة التي يواجهها الفرد.
وقالت إن المدرسة تعد ثاني وسط اجتماعي ينتقل الفرد إليه بعد الأسرة وقد تكون علاقة التلميذ بزملائه سببا في انحرافه إلى المخدرات فتعرضه للتنمر من أقرانه يثير لديه نزعة الحقد التي قد تتجلى في مظاهر الانحرافات السلوكية العدوانية والسرقة وتعاطي المخدرات كما أن للبيئة المدرسية غير الصحية وعلاقة التلميذ بالهيئة التدريسية دورا كبيرا أيضا.
وأشارت إلى أن جماعة الرفاق تؤدي دورا بارزا في التأثير على الشاب لتعاطي المخدرات خصوصا وسط توافر عوامل أخرى وضغوطات مختلفة مؤثرة فهي بيئة اجتماعية تؤثر على شخصية الفرد من خلال انتقال الأفكار وتعلم سلوكيات خاطئة مبينة أن هناك الكثير من العوامل المؤثرة على زيادة عدد المدمنين منها الاقتصادية ونوع العمل وانتشار الفقر والتعب والتطرف.
وذكرت كرم أن المدارس العلاجية تعددت في السنوات الأخيرة إلا أن المدرسة الجامعة بين العلاج النفسي وبرنامج الدعم (ال 12 خطوة) حققت نجاحا دوليا لامس نسبة الـ65 في المئة.
وأوضحت أن «الـ 12 خطوة» بمنزلة أسلوب للحياة قائم على مبادئ روحية مكتوبة ببساطة على شكل مرقم من 1 إلى 12 بتسلسل بسيط وبدأت باستخدامها مجموعة من مدمني الكحول للعلاج منه وبنجاحهم بهذا الأسلوب الروحي في الحياة كونوا زمالة تتبع هذا المنهج للتعافي.
وبينت أن هذا البرنامج عبارة عن مجموعة دعم ذاتية تتكون من أشخاص يتشاركون نفس نوع الإدمان ويجتمع المشاركون في البرنامج مع الأخصائي العلاجي من مرتين إلى 5 مرات في الأسبوع ويناقشون الأسباب التي قادتهم لطريق الإدمان والأحداث التي جعلتهم يطلبون المساعدة وأثناء الاجتماع يعمل الأعضاء على دعم الأفراد الذين يحتاجون الدعم ويهنئون أولئك الذين استطاعوا الانتصار على الإدمان وفي بعض الأحيان يشارك الأعضاء قصصا شخصية عن أنفسهم.
وأفادت بأن «الـ 12 خطوة» برنامج يعزز الوعي لدى الأسرة بطبيعة وسمات مرض الإدمان وكيفية التعامل مع المدمن أثناء وبعد خروجه من المصحة والصفات المشتركة بينهما التي قد تؤدي إلى انتكاسة المدمن إن لم يتم تداركها في الوقت المناسب.
وذكرت أن علاج المدمن يمر بثلاث مراحل هي سحب السموم يليها التأهيل الذي يحتاج فيها إلى المكوث في مصحة تحت رعاية أطباء ومتخصصين بعلاج الإدمان ثم منع الانتكاسة التي نقصد بها الرجوع للحياة الطبيعية والمتابعة مع المعالج.
ونصحت كرم المدمنين بعدم فقدان الأمل أو الخجل من مرضهم «فنحن نتفهم ألمكم ونستطيع مساعدتكم فلا تتردوا بطلب المساعدة»، لافتة إلى أن «هناك برامج علاجية وبرامج (الـ12 خطوة) يساعدكم في إطالة أمد تعافيكم وتعديل سلوككم ويعينكم في جميع أمور حياتكم الأسرية والمهنية فلا تترددوا بالاستعانة بزملائكم»، منوهة ببطولة المتعافين الذين دخلوا البرنامج العلاجي التأهيلي واستكملوا مسيرتهم بالتعافي.