تحفيز الدماغ أثناء النوم يقوّي الذاكرة
قدّم بحث جديد أول دليل فسيولوجي من الدماغ الإنساني يدعم النظرية العلمية السائدة عن كيفية توحيد الدماغ للذاكرة أثناء النوم، وبين أن التحفيز العميق للدماغ خلال فترة حرجة من دورة النوم، يقوي الذاكرة.
ووفق موقع "دايلي ساينس"، وجد الباحثون أن الدماغ يشهد حوراً بين منطقة الحُصين والقشرة الدماغية، عندما تكون موجات الدماغ بطيئة جداً، وتتناوب الخلايا العصبية على إطلاق النبضات السريعة والصمت.
وأتيحت للباحثين في جامعة كاليفورنيا فرصة فريدة لاختبار نظرية توحيد الذاكرة عبر الأقطاب الكهربائية في أدمغة 18 مريضاً بالصرع.
وزرعت الأقطاب الكهربائية في أدمغة المرضى لتحديد مصدر نوباتهم أثناء الإقامة في المستشفى التي تدوم عادة 10 أيام.
وأجريت الدراسة على مدار ليلتين وصباح يوم ثالث. وقبل النوم مباشرة، عُرضت على المشاركين فيها أزواج صور لحيوانات و25 صورة مشاهير السينما. واختبرت قدرتهم على تذكر المشاهير الذين قرنوا مع حيوان، ثم أعيد الاختبار في الصباح بعد ليلة من النوم الهادئ.
وفي ليلة أخرى، عُرض عليهم 25 زوجاً جديداً من صور حيوانات ومشاهير قبل النوم. وهذه المرة، تلقوا تحفيزاً كهربائياً أثناء الليل، واختُبرت قدرتهم على تذكر اقتران الصور في الصباح.
وأظهرت النتائج أن أداء الذاكرة أفضل بعد ليلة من النوم مع التحفيز الكهربائي مقارنة مع ليلة هادئة دون تحفيز.
وأشارت العلامات الكهربية الرئيسية إلى أن المعلومات كانت تتدفق بين الحُصين وفي جميع أنحاء القشرة، ما يوفر دليلاً مادياً يدعم تقوية الذاكرة بهذه الطريقة.
وبحسب دراسة نشرتها مختبرات «إتش آر إل»، يمكن تحسين محتويات الذاكرة بتقنية التحفيز المعتدل للدماغ خلال النوم.
انتقال الذكريات من جزء من الدماغ لجزء آخر للتخزين الطويل المدى هي عملية طبيعية يعتقد أنها تحدث من خلال تزامن هذين الجزءين خلال النوم.
ومن هذا المنطلق سعى الباحثون لتعزيز هذه العملية إعادة التفعيل الليلي بإعطاء المشاركين في الدراسة نظام تحفيزي يحاكي مرحلتها وتعاقبها.